يتواصل منتدى الوعي الثقافي في اقامة ندواته الثقافية الاسبوعية والتي تقام كل خميس في جامع الامام موسى الكاظم عليه السلام بمنطقة الجمعية في مدينة كربلاء المقدسة.
واستضاف المنتدى في محاضرته يوم الخميس الماضي، المصادف 21/ 1/ 2021 رئيس تحرير مجلة الهدى الاستاذ محمد علي جواد تقي، في محاضرة حملت عنوان “مسؤوليات المثقف الرسالي”.
وقدم، تقي، في بداية محاضرته نبذة مختصرة حول ماهية الثقافة، حيث اشار الى انها المعارف التي تعطي الانسان البصيرة في الحياة ونورا يمشي فيه الانسان، مبينا ان الثقافة تعد فلسفة الحياة وفلسفة التاريخ والاجتماع، فكل ذلك ثقافات كونها تعطي صاحبها رؤية ينظر من خلالها الى الحياة.
وفيما يتعلق بالثقافة الرسالية، قال تقي انها الثقافة الانسانية والشجاعة التي تنتج الاصلاح لمشاكل الامة اليوم، مضيفا ان من خصائصها انها بصائر ورؤى تمكن الانسان من تفسير الحياة من حوله تفسيرا متصلا بسلوكه وقيمه، كما تمثل الثقافة السليمة التي تعتمد الحق وسيلة وهدفا.
واشار الى ان الثقافة الرسالية كاي ثقافة نهضوية في العالم، لا تؤمن بالواقع إلا مؤقتاً، وفيما يتم إصلاحه وتطويره وفق مقتضيات الحق.
وتابع ان من خصائص الثقافة الرسالية ايضا انها ثقافة حق انساني تهدف اصلاح الانسان، متابعا بالقول انها ثقافة اصلاح جذري تهدف الى بناء الانسان، كونها ترى ان هنالك مشاكل جذرية تعاني منها حضارات الانسان المادية.
وحول مسؤوليات المثقف الرسالي إزاء نفسه وإزاء الاخرين، بين تقي ان المفكر الواعي والمسؤول من اعظم مسؤولياته واهدافه منح بني البشر الوديعة الالهية الكبرى اي الوعي والمعرفة، وهذه من مهام الانبياء والاوصياء، فهو امتدادهم في قادم الايام.
واضاف ان من مسؤوليات المفكر والمثقف في مجتمعه ان يجد السبب الاساس الحقيقي لانحطاط مجتمعه، وان يكتشف السبب الاساس للركود والتخلف والمأساة لمواطنيه وبلده، ليقوم في مراحل لاحقة بتنبيه مجتمعه بواقعه السيء، وتقديم الحلول والبدائل انطلاقا من قدرته وامكانياته واحتياجاته.
وشدد على ضرورة معرفة الانماط الثقافية المختلفة بالاضافة نمط الثقافة الاسلامية، لافتا الى ان معرفة ثقافة شعب ما، هي بمنزلة معرفة حقيقية ببواطن ذلك المجتمع ونقاطه الحساسة ومواقفه.
وختم رئيس تحرير مجلة الهدى، الاستاذ محمد علي جواد تقي محاضرته بالقول: ان مسؤولية العلماء منح الحياة اكبر قدر ممكن من الامكانيات ومعرفة الوضع الراهن، وكشف قوى الطبيعة وقدرات الانسان واستغلالها، موضحا ان العالِم بالامكان شراءه من قبل السلطان والمال، ولكن المثقف ليس كذلك لانه ماحي للجهل والظلام، فاذا فعل ذلك انتفت منه صفة المثقف.