المرجع و الامة

المرجع المدرسي: تغيّر الوجوه في إدارة الولايات المتحدة لا يعني تغيّر سياساتها بشكلٍ شامل

أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، أن تغيّر الوجوه في إدارة الولايات المتحدة لا يعني تغيّر سياساتها بشكلٍ شامل، فرغم الاختلافات بين الاحزاب الحاكمة، إلا أن ثمة خطوطاً عريضة مرسومة لكل إدارة هي التي تحكمها ولا يتمكنون من تجاوزها، مبيّناً أن من جملة تلك السياسات العامة بشأن بلدان المنطقة، إبقاءها كسوقٍ استهلاكيٍ لبضائعهم، وعدم السماح لها أن تتحول إلى دول صناعية ومنتجة.
وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: “مما يؤسف له ما قام به الإعلام من دورٍ كارثيٍ في تسطيح رؤية البشر، أدّى إلى ان يقصر الكثيرون نظرهم في هذا التحوّل، إلى المظاهر السطحية من دون أن يعرفوا الجذور ويعيدوا القضايا إلى أسبابها الحقيقية”.
وبيّن المرجع المدرسي أن الطريقة الشعبوية والعنصرية للرئيس الأمريكي السابق، والتي أعادت إلى الأذهان طريقة النازيين في ألمانيا بين الحربين العالميتين، وتخلّيه عن المبادئ التي كانت وراء تأسيس الولايات المتحدة تاريخياً، وتعاطيه الفاشل في مواجهة جائحة كورونا، أدّت ببلاده إلى فضيحةٍ عالمية ومأساةٍ داخلية، كانت السبب الرئيس وراء عدم فوزه بولايةٍ ثانية، إلا أنّ مجيء خلَفه لا يعني بالضرورة التمكن من إصلاح ما أفسده سلفه، لكونها أكبر مما يتصورون، إلا إذا عزموا على معالجة جذورها.
وعلى صعيدٍ متصل قال المرجع المدرسي : ” إن كانت هناك عبرة لنا كمسلمين، من هذا التحوّل في أمريكا، ويتمثل في:
أولاً: عدم الإنخداع بالإعلام المزيّف، ومحاولة فهم الحقائق كما هي، ومن جملتها معرفة سنن الله سبحانه في الخليقة، والتي تمثّل بإزالة الظالم ومعاقبة الباغي.
ثانياً: عدم الحزن لرحيل رئيسٍ والفرح بقدوم آخر، فللشعوب المسلمة تاريخها وقيمها وعليها أن تتمسك بها لبناء بلدانها بالتوكل على الله سبحانه، دون الإعتماد على هذه الدولة أو تلك”.
وختم المرجع المدرسي كلمته بدعوة البلدان الإسلامية إلى أن تنمي قدراتها وقوتها في كل الجوانب سياسياً بالوحدة، واقتصادياً بالإنتاج، واجتماعياً بالتنمية الإنسانية، لكيلا تبقى محتاجةً إلى غيرها، مبيّناً أنها دعوة القرآن الكريم حيث يقول: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة}.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا