مناسبات

سلسلة الزهراء الزاهرة (12) يا حبيبتي

مفردة “حبيبة ” مؤنث “حبيب”، جمعها : حبيبات، و حبائب، و الجمع للمذكر: أحباب، و أحباء، و أحبة، و هي صفة مشبّهة تدل على الثبوت من “حبَّ “. و الحبيب على وزن فعيل بمعنى مفعول ؛ فيكون بمعنى محبوب. و كثيرة هي الآيات التي تناولت هذه المفردة و اشتقاقاتها، و ما يدل عليه كل اشتقاق ؛ و كذا الروايات الشريفة.

و كمثال للآيات الكريمة، قوله تعالى في صفات المؤمنين : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}. (سورة المائدة، الآية ٥٤).

و محبة الله للعباد هي إنعامه عليهم، و توفيقه إياهم لطاعته، و ذلك قوله تعالى: {يُحِبُّهُمْ}. و أما محبة العباد لله فهي أن يُطيعوه، و لا يعصوه، و أن يُؤثروا رضاه على سخطه، و أن يستأنسوا بذكره عن ذكر من سواه، و ذلك قوله تعالى : {وَيُحِبُّونَهُ}؛ و الله العالم.

و من خلال دعاء كميل الشريف يُعلمنا الإمام علي، عليه السلام، أن نقول في دعائنا : “و اجعل لساني بذكرك لهجا، و قلبي بحبك متيما”. و كمثال للأحاديث الشريفة، ما ورد عن الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، و هو يصف أحد مشاهد يوم القيامة، و هو مشهد مجيء إبنته الزهراء، عليها السلام، إلى المحشر ؛ فيقول : “إذا كان يوم القيامة، تُقبل إبنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة…”، إلى أن يقول : “و جبرئيل آخذ بخطام الناقة، ينادي بأعلى صوته : ” ُضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة… “، إلى أن يقول : “فإذا النداء من قِبَل الله جل جلاله : يا حبيبتي، و إبنة حبيبي، سليني تُعطَي، و اشفعي تُشَفَّعي”. (بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ج٤٣، ص٢١٩).

فتحصّل بأن إطلاق لفظ “الحبيب” على الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، و كذلك إطلاق لفظ “الحبيبة” على الزهراء، عليها السلام، جاء من قِبَل الباري عز و جل ؛ فأي مقام هذا ؟!  و أية منزلة هذه ؟!

إننا كلما اقتربنا من معرفة مقامات الزهراء، عليها السلام، و مقامات أبيها، و بعلها، و بنيها، عليه و عليهم الصلاة السلام، كلما ثبُتت أقدامُنا أكثر فأكثر، و نجونا من أخطار الإنحراف العقدي و السلوكي الذي يأخذنا بعيداً عن منهج محمد و آل محمد، صلوات الله عليهم أجمعين ؛ و العياذ بالله.

 

  • فقه حديث الكساء

بعد أن قالت الزهراء، عليها السلام : “دخل علي أبي رسول الله في بعض الأيام”، قالت :”فقال : السلام عليك يا فاطمة”.

مسألة : “يُستحب الإبتداء بالسلام حتى من الكبير على مَن دونه؛ و لذا سلّم الرسول، صلى الله عليه و آله، و عليٌّ، عليه السلام، عليه السلام، على فاطمة، عليها السلام؛ بل في بعض الروايات : إستحباب سلام الكبير على الصغير. و قد كان، صلى الله عليه و آله، يُسلّم على الأطفال، و فيه من التواضع و التعليم ما ليس في عكسه”. (من فقة الزهراء للمرجع الشيرازي الراحل ج١، ص ٦٥).

عن المؤلف

جواد السيد سجاد الرضوي

اترك تعليقا