الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء، عليها السلام؛ هل هي ملك من الملائكة ؟ هل هي حورية من حوريات الجنة ؟ هل هي امرأة كباقي نساء العالم؟
إنها، عليها السلام، في كلمتين : حوراء إنسية؛ و لذا نُسلّم عليها في زيارتها بهاتين الصفتين، و نقول : “السلام عليكِ أيتها الحوراء الإنسية”.
الحوراء صفة للعين، و المرأة الحوراء هي الشديدة بياض العين، و الشديدة في سوادها. و ورد أن الحور العين خُلقنَ من تربة الجنة النورانية؛ فهل خُلقت الصديقة، عليها السلام، من تربة الجنة النورانية ؟
كلا؛ إنها، عليها السلام، خُلقت من تفاحة الجنة؛ أتحف الله عز و جل نبيه، صلى الله عليه و آله، بها قبل أن تنعقد نطفتها؛ في تفصيل مذكور في محله، و فرق كبير بين الخلقين؛ فلنتأمل.
و الإنسية مؤنث إنسيّ، و هو واحد الإنس، و جمعه أناسيّ، و الأصل أناسين (بالنون )؛ فحُذفت النون من آخره و عُوضت بالياء؛ فأصبحت أناسيّ. فالصديقة الزهراء، عليها السلام، إنسية؛ و لكنها ليست كباقي الأناسي؛ فلنتأمل.
و لنذهب إلى بعض الأحاديث الشريفة الواردة بهذا الخصوص، فقد ورد عن الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، أنه قال : “إبنتي فاطمة حوراء آدمية؛ لم تحِض، و لم تطمث، و إنما سماها فاطمة؛ لأن الله فطمها و محبيها من النار”. (ذخائر العقبى للطبري، ص ٤٤).
و قال، صلى الله عليه و آله : “فاطمة ليست كنساء الآدميين”. (شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي، ج١٠، ص٧).
و أمام هذه الحقيقة الكبرى، لا نملك سوى الإقتراب من سيرتها أكثر فأكثر.
-
من فقه حديث الكساء
قالت الزهراء، عليها السلام :”فقال”.
مسألة :”يُرجح ترتيب المطالب على وجه يفيد مطابقة مرحلة الإثبات لمرحلة الثبوت؛ فجاءت، سلام الله عليها، بفاء التفريع، فقالت :”فقال”، و لم تقل : “و قال”؛ و فرقهما واضح”. (من فقه الزهراء للمرجع الشيرازي الراحل، ج١، ص٦٥).