دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، إلى الفرار إلى الله سبحانه والتضرع إليه لرفع المآسي عن المنطقة والعالم، مبيّناً أن غيوم المآسي تتكاثف فوق بقاعٍ من الأرض ومنها منطقتنا في ظل التطوّر الجديد للوباء بما ينذر بكارثةٍ طبية كبرى تتبعها كوارث إقتصادية إجتماعية، ومن قرع طبول الحرب في المنطقة والتي لا تحتاج إلى سوى ثقّابٍ لإشعالها.
وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: “إن أبسط بصيرةٍ يملكها عقل الإنسان تدعوه إلى العودة إلى ربه ومليكه في مثل هذه الحالات، ومن الضروري التضرع إلى الله سبحانه وحده قبل حلول البلاء، وذلك بترك الحلول الترقيعية”.
وبيّن المرجع المدرسي أن “الفرار إلى الله” الذي ندبت إليه الآية الشريفة [فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذيرٌ مُبين] يعني حقائق ثلاث:
الأولى: أن يتوب الإنسان من ذنوبه ويستغفر ربه، ويكون شجاعاً مع نفسه في إصلاح ذاته، وإصلاح إنحرافاته.
الثانية: الإلتزام بالدين الإلهي الذي بلّغته رسله لسعادة البشرية، والمنهج الذي جعله لصلاحهم، وقد بيّنت الآيات القرآنية ذلك المنهج بالنهي عن الظلم والنهي عن نقض الميثاق مع الله ومع الناس، وعدم الإنحراف والميل في الشهوات، وغيرها من التعاليم التي تنقذ البشرية من الهلاك.
الثالثة: الإلتفاف حول عباد الله الصالحين من علماء ومخلصين، داعياً إلى أن تقوم هذه الفئة بتحمل مسؤولياتها في إصلاح شؤون البلد ومنها السياسية، بنيةٍ إلهيةٍ خالصة، وأن يضحّوا في سبيل ذلك بتحمل الإتهامات التي تطالهم من المغرضين وممن يحاول إغتيال شخصياتهم وأشخاصهم.
وختم المرجع المدرسي كلمته بالتأكيد على ضرورة القيام بهذه الخطوات، لكيلا تبقى المآسي مستمرة، ولكي لا يبقى العراق مضرباً للأمثال في الفساد المالي والإداري في العالم.