نحن غالباً ما نأخذ الامور من جانب واحد، تاركين سهوا الجوانب المختلفة المتبقية، ليس بسبب وجود خلل في مفاهيمنا، ولكن هذا ما ولدنا عليه، فهل فكرنا يوماً بوجود نظرة مختلفة للأمور التي تحدث او للامثال الشعبية او للحكم المُقتبسة غير تلك التي تعودنا سماعها او تلك التي نشأنا عليها؟
جلستُ كثيراً مفكراً، في جوانبٍ أُخر، لبعض الأمثال و الأحاديث المتداولة بيننا. فتفتحت أمامي افاق لم اكن افكر في وجودها من قبل.. هذا في بعض الأمثال والحكم، فكيف الحال بتصرفات وطباع البشر و اراءهم او في امور الحياة المتعددة وما يحدث فيها؟
أسعى باحثاً في وجهات نظر الآخرين ليتوسع مستوى ادراكك و لعلك تجد رأياً اكثر صواباً من رأيك، ولا تتشبث برأيك مهما كنت تظنه صحيحة لانك تنظر إليه من زاويتك فقط وليس من كل الجوانب.
أليكم بعض الذي وجدته!
1ـ بيت شعري لشاعرٍ ما: طبيبٌ يداوي الناس وهو عليل.
او كما هو شائع (يداوي الناس وهو عليل)، يُشير المثل المُقتبس من البيت الشعري الى شخصٌ يعالج مشاكل الناس او ينصح الناس وهو لم يلتفت لمشاكله او ينصح نفسه.
النظرة المختلفة لهذا المثل “شخصٌ أثر العلاج على نفسه في سبيل الآخرين وهذا يدل على التضحية”
2ـ (من راقب الناس مات هماً) النظرة المختلفة “من راقب الناس ازداد علماً ” وما ادراكم بغاية الناظر أكانت حسداً ام تعلماً؟!!
3ـ في الحديث المعروف للنبي، صلى الله عليه وآله: “النظافة من الإيمان”، عَلمونا ان ننظف أجسامنا و شوارعنا فقط لان النظافة من الإيمان.
النظرة المختلفة (لم يعلمنا احد ان نظافة افكارنا تُعد من الإيمان و ان نظافة قلبنا ايضاً يُعد من الإيمان ونظافة كل شي فينا داخلياً وخارجياً يُدرج ضمن الإيمان).
4ـ (القافلة تسير والكلاب تنبح). يدل على عدم الاهتمام لكلام الاخرين والمضي قُدماً في طريق سيرنا.
النظرة المختلفة “الكلاب لا تنبح إلا لوجود خطبٍ ما فتأكد من سلامة القافلة واكمل المسير”
5ـ صغير القوم خادمهم؛ يدل على ان الصغير يجب ان يخدم من هو اكبر منه وهذا يدل على الاستعلاء العمري على الآخرين .. فما ذنب الصغير عندما يولد صغير قومه؟!
النظرة المختلفة “كبير القوم خادمهم ” ويشير الى التواضع الإجتماعي رغم الكبر العمري ومن تواضع لله رفعه الله.
انظر لكل شي في حياتك بنظرة مختلفة لا تُنافي العقل والمنطق السليم، فلكل شي اكثر من وجهة نظر.