الهدى/ كربلاء المقدسة
دعا سماحة السيد مرتضى المدرسي، المسؤولين في المؤسسة التربوية الى تخليد ذكرى شهداء الحركة الاسلامية والمعتقلين من ضحايا نظام صدام، ونشر حقائق الجهاد ضد حكام الجور الى الجيل الجديد ليعرف من كان صدام، ومن هو حزب البعث، وما الذي فعلوه في العراق.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سماحته في حفل بهيج أقامته أسرة الطفل المفقود، فراس النجار، نجل الشهيد سالم النجار، أحد أبرز رجال الحركة الاسلامية في كربلاء المقدسة، وقد تم العثور عليه مؤخراً بعد مرور أربعين عاماً.
وفي الحفل الذي أقيم عصر اليوم الثلاثاء في مدينة كربلاء المقدسة، حضر عددٌ غفير من أقارب وأصدقاء العائلة، وشيوخ عشائر وشخصيات دينية واجتماعية، و وفود من بغداد والعمارة، جاؤوا محتفين بهذه المناسبة، وكان في مقدمة المستقبلين للضيوف أشقاء الشهيد سالم النجار، وأعمام فراس الأخوين؛ محمد وكريم النجار، اللذين بذلا جهداً رائعاً في إقامة هذا الحفل البهيج لتخليد ذكرى الشهداء من أسرتهم، والاحتفاء بعودة فراس على أحضان العائلة الكريمة.
وقد تضمن الحفل فقرات عدّة اشتملت على كلمة مدير مؤسسة الشهداء، فرع كربلاء المقدسة، ثم قصيدة شعبية للشاعر كرار الكرعاوي من بغداد.
وفي جانب آخر من كلمته وصف نجل المرجع المدرسي الطفل (الرجل فراس) بأنه يمثل اليوم حلقة الوصل بين الماضي الأسود والحاضر المرير، وهي الحلقة التي يجب ان تكشف حقيقة الصورة المزيفة في أذهان البعض من أن نظام صدام كان “زمن خير”، وهو الذي اعتقل، وقتل، وهجّر، وحرق عشرات الآلاف في الحروب البعثية –يقول سماحته-، وأهدر المليارات من ثروات العراق.
ثم خاطب سماحته الحاضرين بأن “العثور على فراس بعد اربعين عاماً، واستذكار تلك الأيام المؤلمة، يمثل جرس انذار لنا جمعياً”، ثم أردف بالقول: “إن الجريمة الأكبر بحق الشهداء والمعتقلين من ابناء الحركة الاسلامية كانت بعد عام 2003 عندما تم تجاهل ذكرى هؤلاء، سوى بعض البرامج التلفزيونية في مناسبات سنوية وبشكل عابر، بينما المطلوب نشر الوعي وكشف الحقائق لابناء الجيل الجديد الذي لم ير صدام ولم يعش نظامه القمعي والدموي”.
وطالب سماحته المسؤولين وخصّ بالذكر مؤسسة الشهداء والسجناء السياسيين بأن “يأخذوا بزمام المبادرة ويضمنوا جرائم صدام، وجهاد الحركة الاسلامية في المناهج التعليمية، ليعرف التالون ماذا جرى على الأولون، وما هي المعاناة والآلام التي عاشوها في ظل ذلك النظام الجائر”.
جديرٌ ذكره، أن فراس، هو نجل الشهيد سالم النجار، الذي تم اعتقاله عام 1980 مع زوجته وشقيقه، كما تم اعتقال اثنان من اشقاء زوجته، و بمعيتهم الطفل فراس الذي كان حينها لم يتجاوز العام من عمره، وبعد إعدام والده وأمه و افراد أسرته، دفعه القدر لأن يعيش مع الطفل الآخر؛ حيدر، الذي عثر على شقيقه في الآونة الاخيرة في حدثين غير مسبوقين منذ سقوط الطاغية، بل وخلال اربعين عاماً، مما أثار شجون الناس وذكرياتهم المؤلمة مع تلك الأيام.