عن الإمام علي عليه السلام: “أحسن الآداب ما كفَّك عن المحارم”
تعودنا أن نسمع في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الإجتماعي أن المرأة هي الفئة المستهدفة بالعنف في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وهي المظلوم الوحيد الذي يُنهب حقوقه المادية والمعنوية.
إلا الواقع يُجافي ما تخفيه وسائل الإعلام حول العنف ضد المرأة، فهناك رجال وأطفال يتعرضون للعنف من قبل المرأة، وعشرات القضايا، بل المئات تسجل في مختلف بلداننا العربية بشكل عام، والعراق بشكل خاص.
حيث توصلت دراسة تونسية أنجزتها “الجمعيَّة التّونسيَّة للنّهوض بالرّجل والأسرة والمجتمع” إلى تَعرض نحو 10 في المئة من الأزواج في تونس إلى العنف الجسدي، و45 في المئة إلى العنف اللفظي والنفسي، وفي مجملها تستهدف أساساً الحَطّ من كرامته ورجولته.
ونبهت دراسة للمندوبية السامية للتخطيط في المغرب إلى أن نسبة انتشار العنف ضد الرجال في ارتفاع، ووفقا لمركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة تحتل مصر المركز الأول عالميا في تعرض الرجال للعنف من قبل النساء بنسبة تصل إلى 28 في المئة.
أما في العراق فقد أكدت منظمة اتحاد الرجال في إقليم کردستان أن العنف ضد الرجال ارتفع خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضته أزمة كوفيد ـ 19، مبينة أن أکثر حالات العنف کانت العنف اللفظي وسوء المعاملة وعدم الاحترام وطرد الرجال من بیوتهم من قبل زوجاتهم وتدخل أهل الزوجة في مشاکل الزوجين.
وفي الأردن، كشفت جمعية معهد تضامن نساء الأردن “تضامن” عن تعرض 26 زوجة من بين كل 100 للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي من قبل أزواجهن، وعن تعرض رجل من بين كل 100 للعنف الجسدي من قبل زوجته.
-
نساء يقتلنَّ أطفالهن!
برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة لم يعهدها المجتمع العراقي من قبل، وبدأت تنتقل بين بعض العوائل، وهي أن نساء يقدمن على قتل أولادهن بطرق وحشية يندى لها العقل والأخلاق والإنسانية.
فقبل شهرين أقدمت امرأة على وضع طفليها اللذين لم يبلغا السنة وسط خزان الماء (التانكي) ليموتا غرقا! وحادثة أخرى هزت المجتمع البغدادي، بقيام أمٍّ برمي طفليها من أعلى جسر الأئمة، الى نهر دجلة.
تبقى الأسباب الكامنة غير معروف لدى الجميع، وما يتم تناوله في وسائل التواصل الإجتماعي، من ظلم الزوج لزوجته، لا يبرر قيامها بعمل إجرامي كهذا. يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: “شر الأشياء المرأة السوء”،
كثيرة هي الأسباب التي تقف خلف هذه الحالات، لكن على الأسرة أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في تربية ابناءها على المُثل والقيم الأخلاقية، والآداب الدينية، والتعاليم الإسلامية هي الكفيلة بإنهاء هذه المشاكل على شرط العودة إليها.
وجزء من هذه المشاكل يعود الى الانفلات الكبير في استخدام مواقع التواصل الإجتماعي، دون رقيب، والآباء معنيون بالدرجة الأولى في تقنين استخدام هذه الوسائل في الوسط العائلي، لما لها من آثار سلبية وخيمة.
أما الشباب المُقدمين على الزواج، فجميل ما أشار إليه سماحة المرجع المدرسي حين قال: إن على كل شابين يقدمان على الزواج، أن يدخلا دورة تثقيفة في الحياة الزوجية.