في ملتقاه الاسبوعي استضاف منتدى القرآن الكريم، المحاضر والاستاذ علي المؤيد مبتدءاً حديثه بقوله تعالى:
{إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين}.
ومما جاء في محاضرة الاستاذ المؤيد حول الخوف قوله:
«من يتألم لا يجد مجالاً للتفكير، ومن يقضّ الجوع مضجعه، لا يمكن أن يقوم بأعمال دقيقة، وهكذا لا يمكن للإنسان أن يرتقي في مدارج الكمال من دون التخلص من العقبات، ومن اكبر العقبات النفسية؛ الخوف، التي تمثل عقبة وعقدة ايضاً، اذا لم يعالجها الإنسان ويتعامل معها لا يمكن أن يرتقي في مدارج الكمال».
ثم أوضح بالقول: «الخوف أمرٌ فطري وطبيعي بذات الإنسان، و مغروز فيه، وقد وضعه الله في ذات الإنسان لكي يمتحنه:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}».
وأوضح الاستاذ المؤيد بأن «ليس الخوف كله هو العقبة في طريق التكامل، و انما هناك الخوف الإيجابي بحيث ان الانسان بطبيعته يخاف من الهلاك فيتقيه، و ايضا الخوف من الله -تعالى- فهو ايجابي، واساس في التخلص من الخوف السلبي، فهذا امير المؤمنين، عليه السلام، حين يستيقظ قبل الفجر بساعات يرتعد ويرتجف من خشية الله، حتى ان احدهم قال للسيدة فاطمة، عليها السلام، اننا تركنا علياً مات كالخشبة الملقاة، فقالت: هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله».
واضاف الاستاذ المؤيد: «بهذا الخوف نرتقي الى مدارج الكمال والسعادة، وعلينا ان نقتلع الخوف السلبي من ذواتنا، وفي العالم يعاني من هذا النوع من الخوف نحو ٦١٥ مليون انسان، عشرون بالمئة منهم مراهقين».
ثم تطرق الى جذور الخوف ومنشأه وقال:
«هنالك جذور للخوف، ومن ابرزها؛ الوراثة، وتأثيرات مرحلة ما قبل الولادة، وفترة الحمل، ثم التربية»، ثم استطرد قائلاً:
«قد يظن البعض ان التربية السيئة تشمل الاطفال فقط، بينما هي بالحقيقة تشمل الجميع، مثال على ذلك؛ نحن اليوم نلاحظ أن الكتب تربينا بجانبها السلبي والإيجابي، فالتي تدعو إلى الانهزامية تصنع إنساناً انهزامياً، بينما الكتب التي تدعو إلى الحركة والنشاط و الجرأة والشجاعة على تحمل المسؤولية، تصنع إنسانا رسالياً ناجحاً».
واضاف ايضاً بان لكل شخص خوف وفوبيا خاصة به، لكن ثمة انواع من الخوف رئيسة و واسعة الانتشار :
1- الخوف من الفقر.
2- الخوف من انتقاد الآخرين.
3- الخوف من الموت.
وعن علاج الخوف عدّ الاستاذ المؤيد الطرق التالية:
1- تحرك و أعمل بدلاً من أن تجلب الخوف لنفسك.
2- تعامل مع الخوف كما تتعامل مع النار فلا تتركه يتوسع.
3- حلل اسباب الخوف بدقة. فكثير من المخاوف منشأها بسيط .
4- شكر النعم ، فلا نخاف العطاء والتضحية.
5- اهجم على مواطن الخوف بعد تحليله، جاء في الحديث عن أمير المؤمنين، عليه السلام: «اذا خفت من أمرٍ فقع فيه».
6- اقرأ تاريخ الأبطال، فلو طالعنا تاريخ أولياء الله، ونبي الله إبراهيم كان احدهم، كيف كان أمة؟ وكيف حطم وكسر الاصنام؟ وكيف ترك ابنه و أهله؟ وكيف واجه قرار الحرق بتلك النار الكبيرة؟ والنظر فيما كان يمتلك من صلابة و روحانية وإيمان، فقد كان من عُبَّاد الله الذين لا يخافون في الله لومة لائم.
وفي الختام قال الاستاذ المؤيد:
«…و أخيراً؛ ردّ ثلاثاً بثلاث:
1- لا أقدر، حاول
2-لا أعرف، تعلم .
3- مستحيل، جرّب