دعت مفوضية اللاجئين المجتمع الدولي لتكييف مساعداته لنازحي الروهنغيا، والمجتمعات المضيفة التي تدعمهم، وذلك بعد ثلاثة أعوام من العنف، الذي أجبر مئات آلاف منهم على الفرار والبحث عن ملاذ آمن لهم في بنغلاديش.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أندريه ماهيستش، في مؤتمر صحفي من جنيف، إن جائحة كـوفيد 19 أضافت تعقيدات إضافية.
وأضاف ماهيستش موضحًا أن مفوضية اللاجئين وحكومة بنغلاديش سجلتا بشكل فردي أكثر من 860 ألف لاجئ من الروهنغيا في مخيمات اللاجئين في كوكس بازار.
وتستضيف بنغلاديش اليوم تسعة من بين 10 من لاجئي الروهنغيا المسجلين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تضمن حمايتهم وتقدم الدعم المنقذ للحياة لهم.
وأضاف ماهيستش قائلاً: “من الواجب تقدير هذا الكرم من خلال الاستثمار المستمر في كل من اللاجئين الروهينجا والمجتمعات المضيفة في بنغلاديش.”
وبحسب المفوضية، تتطلب تهيئة الظروف المواتية لعودة الروهينجا بصورة آمنة ومستدامة ومشاركة المجتمع بأسره، واستئناف وتعزيز الحوار بين سلطات ميانمار واللاجئين العائدين.
وسيتطلب ذلك أيضا تدابير أخرى تساعد على بناء الثقة، وتشمل التدابير رفع القيود المفروضة على حرية التنقل، وإعادة التأكيد على أن النازحين الروهينجا يمكنهم العودة إلى قراهم، وتوفير مسار واضح نحو المواطنة.
وأضاف ماهيستش أن “خارج ميانمار، يجب توجيه الجهود الجماعية ليس لضمان كرامة الروهنغيا ورفاههم فحسب، بل أيضاً للحفاظ على آمالهم وتحسين آفاق مستقبلهم.
وتابع بالقول: “هذا يعني العمل على إيجاد حلول دائمة ليس فقط في ميانمار نفسها، ولكن أيضا من خلال فرص الدراسة والعمل خارج بلدان اللجوء، ومسارات البلدان الثالثة لأولئك الذين يعانون من أكثر نقاط الضعف حدة”.
واشار الى انه في نهاية المطاف، يتمثل حل محنة الروهينجا في ميانمار، وفي التنفيذ الشامل لتوصيات اللجنة الاستشارية لولاية راخين، والتي التزمت بها حكومة ميانمار، وفقا لمفوضية اللاجئين.
وأضاف ماهيستش أن قوة وعزيمة الروهنغيا خارج بلدانهم، شكلت في بنغلاديش وأماكن أخرى، العمود الفقري للاستجابة الإنسانية على مدى السنوات الثلاث الماضية، ودعمت في المقابل المجتمعات التي تستضيفهم، مبينا “إن احترام وتقدير شجاعتهم وقدراتهم يعني ضمان عدم نسيانهم مع دخول الأزمة عامها الرابع”.
ومنذ أن بدأت الأزمة الصحية العالمية، أبلغت الوكالة عن زيادة في عدد الورهنغيا الذين ينتقلون من بنغلاديش وميانمار إلى ماليزيا ودول أخرى في جنوب شرق آسيا.
وقال المفوض السامي، فيليبو غراندي، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين (20 حزيران/يونيو): “لا حل في ظل الفقر المدقع وقلة الفرص في مخيمات بنغلاديش، والآن قد يقترن كل ذلك مع تدابير الإغلاق الضرورية بسبب كوفيد 19، وهو ما زاد من الصعوبات”.
ومنذ 25 / آب 2017، يشن الجيش في ميانمار ومليشيات بوذية، حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان.
وأسفرت الجرائم المستمرة عن مقتل آلاف الروهنغيا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار، الروهنغيا “مهاجرين غير نظاميين” من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم”.