قالت جمعية العمل الاسلامي “أمل”، البحرانية، أن “عاشوراء هذا العام تميز عن سابقاته باقترانه بتحديات إضافية، فمع استمرار شعبنا في صراعه مع الظلم من أجل كرامته وحقوقه وحرياته، واستمراره في مواجهة سلطة الظلم والبغي والفساد، وتقديمه التضحيات الجسام في سبيل ذلك، يقف شعبنا اليوم أمام تحديات جديدة منها محاولة حصار الموسم العاشورائي، وتقييد الحضور الثقافي الجماهيري، واستثمار الوباء العالمي (جائحة كورونا) لفرض إملاءاته”.
وقدمت الجمعية في بيان لها، صدر يوم امس الاربعاء، وتلقت مجلة الهدى نسخة منه، التعازي للشعب البحراني وكافة شعوب الأرض بهذه المناسبة الأليمة، مؤكدة في الوقت ذاته على أن جميع هذه التحديات القديمة والجديدة تهدف إلى مصادرة إرادة الأمة لصالح سلطة الفساد والاستبداد المطلقة.
وخاطبت الجمعية في بيانها الشعب البحراني، والذي وصفته بالشعب الحسيني الثائر ” إن بيانات الإمام الحسين عليه السلام وكلماته لا تزال تؤرق الطغاة وترعبهم، ولذلك فهم يحاولون طمسها واخمادها ما استطاعوا الى ذلك سبيلا، فهاهم طغاة البحرين يحاولون أن يجعلوا من جائحة كورونا جسراً لتنفيذ مخططهم القديم الجديد في محاصرة الشعائر الحسينية ووأدها، فبدلاً من محاصرة الوباء من أجل عاشوراء، قاموا بمحاصرة عاشوراء من أجل الوباء”.
وتابع البيان بالقول “إن عليكم اليوم – كشعب اعتاد على إحياء هذه الشعائر، وتعلم من كربلاء دروس الثورة على الطغاة – تحويل مخططات السلطة الحاقدة إلى فرصة إحياء استثنائية لم تشهد البحرين لها مثيلاً، من خلال إحياء الموسم العاشورائي بأفضل طريقة تتناسب وحجم الحدث العظيم، وتحويل بيوتكم الى مآتم، وانتداب القراء والخطباء الى البيوت لإلقاء المحاضرات على كل عائلة من العوائل، ورفع الأعلام السوداء على أسطح المنازل والشوارع، وتشديد ونشر الفعاليات والمظاهر العاشورائية في كل مكان، حتى نفشل مخططات السلطة في منع الناس من حضور مجالس عزاء الحسين بطريقة مقننة خبيثة”.
واشار البيان الى “إن شعبنا الذي تعلم من الحسين الإباء ومن كربلاء العطاء مطالب اليوم بتحدي جائحة كرونا ليس من خلال تجاوز الإجراءات الصحية، بل بالبحث عن الوسائل المناسبة التي تجعل من بيوتنا حسينيات ومراكز تصدي لخطط الأعداء، ومجتمعنا مجتمعاً مقاوماً لكل أشكال الهيمنة والسيطرة والظلم، لنجسد كلمات السيدة زينب الصاعقة: “فكد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين”.