اصدر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، بيانا بمناسبة حلول يوم عرفة وعيد الاضحى المبارك.
وقال سماحته في بيانه، والذي تلقت مجلة الهدى نسخة منه، “لقد أقبل علينا موسم الرحمة الإلهية يوم عرفة، حيث يتوجه المؤمنون في كل بقاع الأرض وعلى مختلف لغاتهم إلى ربهم الغفور الذي وعدنا بالرحمة”، مضيفا ان “يوم عيد الأضح حيث يؤمّل أن يخرج كل تائبٍ من أهاب ذنوبه فإذا به وكأنه ولد من جديد طاهراً زكيّاً، فكيف نجأر إلى ربنا الرحمن في هذه المناسبة الكريمة هذا العام، حتى يكشف عنا البلاء ويعيد إلينا أيام العزّ والرخاء.
وبين سماحته بالقول “إنها مناسبة عظمى لو فاتتنا فقد لا تعود إلينا مرةً أخرى”، داعيا الى ان “نغتنم هذه الفرصة الذهبية بما يلي: في غياب شريعة الحج إلى الديار المقدسة، ومع حرمان الكثير من زيارة السبط الشهيد عليه السلام، في كربلاء المقدسة، وهكذا مع ظروف الحجر إلتي حجبت عنّا بركة المساجد والمراقد تعالوا: لنجعل بيوتنا منازل الذكر”.
ودعا سماحته “كلٌ منا يجعل في موقعٍ من منزله خلال ثلاثة أيام معراجاً إلى الله، حيث تجتمع الأسرة، حول مائدة القرآن والصلاة والضراعة إلى الله سبحانه، ليكشف عنا جميعاً هذا البلاء الوبيل، ويتم علينا فضله في الكرامة والبركة”.
كما أوصى سماحته “المسؤولين بأن يفتتحوا لهذه الأيام أبواب المراقد والمساجد، ومع المحافظة على ما ينبغي من التحفظ والتباعد والتعقيم، فإنه ليس من المقبول أن تكون مراكز التجارة وحتى اللهو مفتوحة، بينما بيوت الله مغلقة”، لافتا الى اننا كمسلمين نستمد الأمل والقوة من الصلاة والدعاء والتواصل مع بعضنا البعض.
وفيما يلي نص البيان الذي صدر عن سماحة المرجع المدرسي بمناسبة حلول يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم عرفة والأضحى نتحدى الجائحة بقيم الوحي
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الهداة الميامين.
لقد أقبل علينا موسم الرحمة الإلهية يوم عرفة، حيث يتوجه المؤمنون في كل بقاع الأرض وعلى مختلف لغاتهم إلى ربهم الغفور الذي وعدنا بالرحمة، ويوم عيد الأضح حيث يؤمّل أن يخرج كل تائبٍ من أهاب ذنوبه فإذا به وكأنه ولد من جديد طاهراً زكيّاً، فكيف نجأر إلى ربنا الرحمن في هذه المناسبة الكريمة هذا العام، حتى يكشف عنا البلاء ويعيد إلينا أيام العزّ والرخاء، إنها مناسبة عظمى لو فاتتنا فقد لا تعود إلينا مرةً أخرى، حتى أيام شهر رمضان، تعالوا أخوتنا المؤمنين نغتنم هذه الفرصة الذهبية بما يلي:
في غياب شريعة الحج إلى الديار المقدسة، ومع حرمان الكثير من زيارة السبط الشهيد عليه السلام، في كربلاء المقدسة، وهكذا مع ظروف الحجر إلتي حجبت عنّا بركة المساجد والمراقد تعالوا: لنجعل بيوتنا منازل الذكر -كما قال سبحانه: (في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ *رِجالٌ لا تُلْهيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [سورة النور: الآية 36-37].
الم يقل الرسول صلى الله عليه وآله: “جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِداً وَ طَهُوراً” ، كلٌ منا يجعل في موقعٍ من منزله خلال ثلاثة أيام معراجاً إلى الله، حيث تجتمع الأسرة، حول مائدة القرآن والصلاة والضراعة إلى الله سبحانه، ليكشف عنا جميعاً هذا البلاء الوبيل، ويتم علينا فضله في الكرامة والبركة.
وإننا لنوصي المسؤولين بأن يفتتحوا لهذه الأيام أبواب المراقد والمساجد، ومع المحافظة على ما ينبغي من التحفظ والتباعد والتعقيم، فإنه ليس من المقبول أن تكون مراكز التجارة وحتى اللهو مفتوحة، بينما بيوت الله مغلقة، أولسنا نستمد – كمسلمين- الأمل والقوة من الصلاة والدعاء والتواصل مع بعضنا البعض، أولم يقل ربنا سبحانه: (وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [سورة غافر: الآية 60].
ألا ترى كيف أن قوم يونس لما أقبلوا على ربهم بالتوبة كيف أقبل الله عليهم وكشف عنهم البلاء، قال سبحانه: (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ مَتَّعْناهُمْ إِلى حين) [سورة يونس: الآية 98].
اللهم هل بلّغت، اللهم اشهد، وأنت المستعان في الشدة والرخاء.