دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، إلى إستعمال النظرة الشمولية في مواجهة الفتن والإبتلاءات، ومنها الجائحة العالمية وما يستتبعها من تبعات إقتصادية خطيرة، محذّراً من طغيان النظرة الجزئية إلى الأحداث على حساب الرؤية العامة والحكيمة إليها، تلك التي تؤدي إلى فقدان بوصلة الحركة لدى الفرد والمجتمعات.
وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: “الفتنة حكمة الخلقة، وحكمة الفتنة نفسها هي استخراج الكنوز المودعة في الإنسان، فالمرض يدفع الإنسان للبحث عن الدواء، والجوع يحثّه على إيجاد الطعام، وهكذا كانت كل مشكلةٍ تحمل الإنسان ليبحث عن علاجٍ لها، حتى كانت الحضارات تبدأ بالتحديات”.
وأشار المرجع المدرسي إلى أن الإختلاف في الثقافة الحاكمة على الفرد، يؤدي إلى إختلاف ردود الأفعال تجاه الإبتلاءات والتحديات، فمنهم من يستسلم للمشاكل إستسلام خضوع، ومنهم من يتحدّى كل مشكلةٍ ويستطيل عليها، والثقافة القرآنية تدعو الإنسان إلى تحدّي الصعاب، فالإنسان السوي هو الذي يحوّل الغصص إلى فرص، والمشاكل إلى مشاعل، ويتخذ من الصعوبات معراجاً إلى المعالي، موضحاً أن ذلك من معاني درء السيئة بالحسنة في قوله سبحانه: (وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) في وصف اولي الألباب، حيث أنهم حين يصابون بالحياة الصعبة يبحثون عن معالجةٍ لها، كمعالجة الفقر بالعمل، والضعف بالبحث عن مصادر القوة.
وبيّن سماحته، أن المطلوب مواجهة المشاكل بالإقدام بدل الهروب منها على مستوى الشعوب وذلك بإيجاد مراكز دراسات، للتفكير في معالجة الثغرات الكبيرة التي كشفتها الجائحة للعالم، في مختلف الجوانب الصحية والإقتصادية والأمنية والأخلاقية، ووضع خطط مدروسة وعملية لتطوير البلدان، للخروج من هذه الظروف الصعبة أقوى من ذي قبل.