كم من خبر عظيم حدث هذه الأيام و أنت لا تعلم به؟
ربما تظن أنك تعلم كل الأخبار و كل ما تريد، لكن هذا محض وهمٌ عزيزي القاريء.
فمصادر الأخبار تُطلعك على ما يريد أصحابها و ليس ما تريد أنت.
و كذلك هي تخبرك كما تشاء و كثيراً ما تكذب عليك أو تموّه الخبر أو تشوهه أو تحرف معناه على غيره فالسيئة لأحدهم تجعلك تظنها حسنة و بالعكس.
كيف تعرف الخبر الصادق بين رُكام الأكاذيب الموجودة؟
يقول الله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ}. (٢٤ عبس).
[ .. القنوات الفضائية و صفحات التواصل و المدونين يمكنهم أن يُلمّعوا الحديد فيجعلونه مثل الذهب، وأيضاً يمكنهم أن يشوهوا الذهب فيجعلوه كأنه حديداً أو حجارة لا قيمة لها ..]
كما أنك عندما تشتري علبة اللحم أو كيس رقائق البطاطا؛ تقرأ تأريخ الصلاحية و دولة الصنع و طريقة الذبح و تبحث عن كلمة(حلال)؛ كذلك عليك أن تفعل بالنسبة للأخبار التي تتلقاها أنت أو عائلتك، فربما تكون صلاحيتها منتهية أو تكون مذبوحة على غير طريقة الإسلام و ربما تكون مسممة أيضاً ! فالقنوات الفضائية و صفحات التواصل و المدونين يمكنهم أن يُلمّعوا الحديد فيجعلونه مثل الذهب، وأيضاً يمكنهم أن يشوهوا الذهب فيجعلوه كأنه حديداً أو حجارة لا قيمة لها.
و المفارقة أنهم وحدهم يملكون المعلومة الصحيحة و يمكنهم أن يلعبوا بها كيف يشاؤون فيضخمون ما يشاؤون من معلومات و يهملون الأخرى و إن كانت معلومات عظيمة. يقول الله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}.(٢٩ غافر).
لتعلم عزيزي القاريء أن كل قناة إخبارية هي عبارة عن مؤسسة مخابراتية ذات انتشار واسع و ارتباطات كثيرة، وإلا كيف يرصدون لك الأخبار قبل وقوعها حتى. وشعارهم “أول من يعلم الخبر!”
و هل عندهم علم الغيب مثلاً؟
[ .. عليك أن تغيّر الأسماء التي تطرحها القنوات، بل تعكسها لتصل إلى الصواب ..]
-
خطوات تمحيص الخبر:
١. طرح سؤال مهم على الخبر وهو(هذا الخبر ينفع مَن؟) أي طرف يستفيد من هذا الخبر؟
٢. تصنيف الخبر.
أ- هل هو خبر مخيف؟(يحمل تهديد لك أو غيرك).
ب-هل هو خبر مفرح؟(يحمل تطمين لك أو لغيرك).
ج-هل يحمل شماتة بطرف معين؟
د-هل يظهر قوة شخص أو دولة أو حزب معين؟
فربما يكون إشاعة لزعزعة الصف و ربما رسالة لأصدقاء القناة التي بلا شك تمثل دولة أو جهة أو حزباً معيناً (إذا كانت قناة خبرية)، أو لتقليل ثقة العدو بنفسه (قناة العدو لا تخبرك بأنها معادية لك بل تظهر الصداقة لتخدعك و توجهك من حيث لا تشعر فهي تعتبرك عدوها و تعاملك كصديق!).
٣. أهم شيء هو التشكيك بكل خبر تسمعه.
و اعتبر كل قناة إخبارية هي كاذبة بطريقة ما. فهي تضيف رأيها و وجهة نظرها للخبر قبل تقديمه لك.
٤. القنوات ربما تقدم لك خبراً صحيحاً، لكنّها تتلاعب بالألفاظ و تغير المسميات حسب هواها، فتسمي الثائر الذي يدافع عن وطنه مليشيات أو مخربين أو سلاح منفلت أو مجرمين … و تسمي الإرهابي الغاصب “دولة” أو تنظيم أو الشرعية أو غيرها.
فعليك أن تغير الأسماء التي تطرحها القنوات، بل تعكسها لتصل إلى الصواب
٥. إذا كانت أخبار القناة أو الصفحة أو المركز الخبري تبرر لك الكسل، و تُشيع في نفسك الضجر و تنشر اليأس فهي تريد أن تقتلك بدون سُمٍّ و لا رصاص، تريد قتل المجتمع كله. احفظ جيداً (الكسل و الضجر و اليأس).