رأي

مداد على اهبة الاستعباد

لم يسبق لاحد مراعاة الكلمة كما رعاها الاسلام، و هذا ما تضمنته الايات المباركات و ابرزها القسم الشريف من ..؟؟

لم يسبق لاحد مراعاة الكلمة كما رعاها الاسلام، و هذا ما تضمنته الايات المباركات و ابرزها القسم الشريف من الذات العلوية بالقلم الذي يعد الة الكلمة و قوله عز من قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، و مجازاته لمن يمحص كلامه فيفرق بين الصحيح و السقيم قبل شروعه بالكلام لترتبه على اثر فيما بعد، بقوله سبحانه و تعالى: {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}، و من الملاحظ ان التقوى فيما يخرج من افواهنا تعد طاعة لله و للرسول و الحصيلة الحظوة بالفوز الابدي.

و في خضم انصهار القلم في ايديلوجيا الانترنت، و انغمارنا بالالواح الذكية، و ثم تشابك الاراء و تباين الافكار و تقاطع الاطوار و تفاوت المذاهب، و ثم غياب المراقبة عن الساحة و انعدام الموازين؛ سيق جمهور المال و استقطب المفتقرون للمبادئ الى استغلال الكلمة في الصراعات القائمة في الخارج و الداخل و عن طريقها لتحسين صورة رئيس او وزير او بلد بأكمله.

كذلك الحال في تسقيط احد ما لابد من اللجوء الى الكلمة التي تعد فصل الخطاب في التقنيع او عدمه، كما كان يفعل معاوية لما كان يستضيف ابا هريرة المدقع فقرا و يأمره – و هو على مائدته- ان يؤلف حديثا يذم فيه الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، او يمدح فيضيف الشرعية لحكمه الاموي البائس، و العجيب ان الاخير وضع ما يقارب خمسة الآف وثلاث مئة واربعة وسبعين حديثا عن النبي، صلى الله عليه وآله ولم يعش معه سوى ثلاث سنوات، حتى قالت عائشة عنه مستغربة : ” انه يروي عن النبي ما لم اسمعه انا”.

[.. لم يسبق لاحد مراعاة الكلمة كما رعاها الاسلام، و هذا ما تضمنته الايات المباركات و ابرزها القسم الشريف من الذات العلوية بالقلم الذي يعد الة الكلمة و قوله عز من قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} ..]

شأنه شأن اسطورة الجشع والشحة ، الشاعر الاغريقي سيمونيدس الذي كتب و مدح لاجل المال لا غير، الامر الذي جعل المؤلف المسرحي اريستوفان بان يقول عنه: ” قد يمخر عباب البحر على منخل من اجل المال”، و تمام الامر كالبروباغندا التي استخدمتها الشيوعية سبيلا لتهديم افكار نضيرتها البرجوازية لنشر الافكار الاشتراكية.

في حين ان زماننا زمن الحرية المطلقة، يشهد اليوم ترصيف الكلمات من اجل هذا او ذاك، ألآت تكتب ما تسمع مباشرة من غير ان تضع كلماتها في ميزان الضمير و المنطق، فقط لانها اعجبت بالشخصية الفلانية التي تمجد طرفا دون اخر غير مبالية في تمجيد اعمال الاستكبار العالمي او تسقيط وتشويه دولة اسلامية حليفة، كما حدث لدينا اليوم من خرق الحقيقة بتشويه رموز دينية او جهادية المضحية باغلى مالديها لاجل البلد في وقت شحت فيه الغيرة.
و ما دمنا بصدد الحديث عن يومنا الان فإن اغلب هؤلاء الكتاب يتوارون خلف لوحة المفاتيح همهم التصعيد في الاحداث لاجل بعض السنتات و لولاها لما كان لهم مكانا في عالم الكتابة.

و لتلك الفئة التي لم تعد قليلة بسبب وسائل التواصل و الجبهات الالكترونية الكلمة على مشارف الاحتضار لو لا ان ينعشها الدولار، و الا لما كان الحق يقلب الى باطل و العكس، بحيث صار معلوما و بشكل جلي ان الدولار اولى اولياتهم لتمجيد من لا يستحق او اضافة الاحقية لمن لا توجد في مفرداته كلمة حق. يعني اعطني دولارا وسأكتب عنك فضيلة، وان لم تكن لك فقط اعطني ذلك الدولار و كلما زادت دولاراتك ازدادت فضائلك و محاسنك.
فالكذب هو دينهم الذي يدينون به فان لم يمنحوا مقابلا انقلبوا حتى على ممديهم بالمال، كأبن الرومي الذي مدح اميرا بخيلاً بقصيدة فلم يعطه شيئا فكتب يقول:
ان لم يكن لكم فضل لذي ادب
فأجرة الخط او كفارة الكذب
فهكذا اقلام حقيقة ليس بوسعها ان تكون حرة لانها فقط تدون ما يُملى عليها، و انه امر محزن للغاية ان تكون آلة الكاتب التي عدها الاديب الكبير ويليام شكسبير بقداسة دم الشهيد معرضة للتدنيس على ايدي تلك الفئة الانتفاعية.

عن المؤلف

آمنة الطائي

اترك تعليقا