حذّر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، من ركود إقتصادي وأزمةٍ غذائية عالمية قادمة في ظل إنتشار فيروس كورونا وتوقف الحياة الصناعية وسقوط أسعار النفط، وتوقف تصدير الدول لمحاصيلها الزراعية.
جاء ذلك في كلمةٍ متلفزة لسماحته، أشار فيها: إلى أن إنهيار الحضارات في العالم، إنما يكون لحظة إغترارها بما تملك وسيرها خلاف إرادة الله وسنن الحق التي جعلها في خليقته، كما اغترت الأمم السابقة بإمكانياتها الهائلة فخالفت أمر الله سبحانه.
وبيّن المرجع المدرسي، أن سمة الظلم والاستكبار والأنانية لا زالت مسيطرة على البشرية، وهذا يعني أنها مهددة بالمزيد من البلاء سواءاً بفيروس الكورونا أو غيره.
وعن تأثر العراق بجائحة كورونا العالمية، قال سماحته: “لقد حذّرنا في بداية أزمة الكورونا أن الآتي أعظم مما نحن فيه إن لم نقم بالإجراءات المناسبة، فالفيروس مقدمةٌ لبلاء أعظم هو البلاء الإقتصادي، وخطأ الحكومات في العراق كان في إعتمادها على النفط، وعدم إهتمامها بالصناعة والزراعة، هذا مضافاً إلى الفساد الإقتصادي والأخلاقي والإداري”.
وأكد المرجع المدرسي على ضرورة تغيير المعادلة السابقة، وتغيير الوضع السائد من الظلم المستشري، من ظلم الرجل للمرأة ومن ظلم الناس بعضهم بعضا، تغييرها جميعاً إلى التراحم المتبادل بعد محاسبة الجميع أنفسهم دون استثناء، لتصحيح الاخطاء السابقة، كما عاد قوم يونس إلى رشدهم وأنابوا إلى ربهم فكشف عنهم الرب العذاب.
وأشار سماحته إلى ضرورة إتخاذ الحكومة العراقية خطواتٍ ثلاث لتجاوز الأزمة القادمة، قبل أي شيءٍ آخر، وهي:
أولاً: زيادة الحصة التموينية، لكيلا تتأثر الطبقات الهشّة بالكساد الإقتصادي القادم لا سمح الله، بمنحهم كل ما يحتاجونه من الضروريات، فلا يبخل أصحاب القرار بهذا الشأن.
ثانياً: إعتماد سياسة تقشّف، بمنع المصارف الكمالية والإضافية أو تأجيلها إلى وقتٍ لاحق.
ثالثاً: التاكيد على الزراعة والسعي نحو الإكتفاء الغذائي للبلد في فترة وجيزة، ورسم سياسة لإعادة الصناعة والإكتفاء الصناعي.