اتهمت صحيفة “الغارديان” “السعودية” بأنها تستغلّ نقاط الضعف والثغرات في شبكات الهواتف النقّالة العالمية لتتبع مواطنيها أثناء سفرهم إلى الخارج وفي الولايات المتحدة.
الصحيفة البريطانية وفي تقرير لها، قالت إن مصدر يرغب في فضح هشاشة نظام التراسل النصي في الشبكات العالمية والذي يطلق عليه نظام (إس إس7)، كشف لها عن “حملة ممنهجة من قبل المملكة للتجسس حسب الخبراء”.
وأضافت نقلاً عن المصدر “إنهم لم يعودوا قادرين على تفهم هذا القدر الكبير من طلبات تتبع الأشخاص التي تقدمها المملكة ولا يستطيعون إيجاد تفسير قانوني لها وبالتالي لا يوجد تفسير آخر فلا يوجد سبب تقني لفعل ذلك وهو ما يعني أن [السعودية] تستخدم تقنية الهواتف النقالة كسلاح حسب المصدر”.
الصحيفة علّقت على كلام المصدر بالقول إن “خبراء مختصون في مجال تقنية الهواتف النقالة اطلعوا على المعلومات التي قدمها المصدر وأكدوا اعتقادهم أيضا أنها تشير إلى وجود حملة تجسس تنظمها [السعودية]”.
ولفتت إلى أنه تم الإبلاغ على نطاق واسع بالفعل عن أن السلطات السعودية تستخدم الأسلحة السيبرانية لإختراق المعارضين ومنتقدي ولي العهد محمد بن سلمان.
وذكرت أنه في يناير، كشفت “الغارديان” أن هاتف الملياردير “جيف بيزوس” قد تم اختراقه في عام 2018 بعد تلقي رسالة WhatsApp التي تم إرسالها على ما يبدو من الحساب الشخصي لمحمد بن سلمان.
أحد خبراء الشرق الأوسط “أندرو ميللر”، والعضو السابق في مجلس الأمن القومي لباراك أوباما رجّح بدوره أن السلطات السعودية لا تراقب فقط أولئك الذين يعرفون أنهم منشقون فحسب، إنما أيضاً أولئك الذين يخشون من انهم قد ينحرفوا عن القيادة السعودية.. ذلك إنهم قلقون بشكل خاص بشأن ما سيفعله المواطنون السعوديون عندما يكونون في الدول الغربية، بحسب قوله.
وتابعت “الغارديان” أن البيانات تكشف أن الهواتف النقالة السعودية تخضع للتجسس لمعرفة مواقعها بمجرد وصولها إلى الولايات المتحدة عبر طلبات لتحديد الموقع بمعدل يتراوح بين مرتين إلى 13 مرة كل ساعة.
وذكرت أن المعلومات التي تلقتها، لم تكشف هوية “السعوديين” الذين جرى تتبعهم، مشيرةً إلى أنها تقدمت بعدة طلبات للسفارتين السعوديتين في لندن وواشنطن للحصول على تعليق على هذه المعلومات لكنها لم تتلق أي رد.