مع اكمال العدوان السعودي الأمريكي عامة الخامسة أصدر مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية تقريره الدوري كاشفا عن أرقام صادمة للضحايا المدنيين والمنشئات المدنية في اليمن جراء القصف المباشر للتحالف.
ويقول المركز في تقريره انه في 26 مارس 2015 أعلن وزير الخارجية السعودي السابق عادل الجبير من باحة البيت الأبيض في واشنطن تشكيل تحالف عسكري من عدة دول وانطلاق عملية عسكرية ضد اليمن تحت مسمى عاصفة الحزم، لتعيش اليمن من ذلك الحين مأساة إنسانية تصنفها الأمم المتحدة بالأسواء عالميا.
ويضيف التقرير بعد 1800 يوم من الحرب على اليمن شن التحالف أكثر من 250 ألف غارة جوية وألقى آلاف القنابل العنقودية، ونفذ مئات آلاف عمليات القصف البحري والبري تسببت استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين الذين حيث قصف العدوان المدنيين في الأحياء السكنية وفي الأسواق والطرقات والمساجد والقرى والمدن، ودمر البنية التحتية في اليمن بشكل شبه كامل.
وفي جانب الضحايا المدنيين أحصى مركز عين الإنسانية، وهو منظمة مجتمع مدني مستقلة، سقوط 42582 مدنيا بين شهيد وجريح جراء القصف المباشر للتحالف وعلى راسها الغارات الجوية وتوزع هذا الرقم الكبير على 16618 شهيد مدنيا، بينهم 3725 طفلا، 2357 امرأة، فيما بلغت أرقام الجرحى من المدنيين 25964 جريح ومعاق، منهم 3941 طفلا و2721 امرأة.
وبشأن البنى التحتية، يؤكد التقرير أن 8610 منشأة مدنية جرى استهدافها من قبل تحالف العدوان، تنوعت بين 15 مطارا، 16 ميناء، 1990 خزان وشبكة مياه، و297 محطة ومولد وكهرباء، و3819 طريق وجسر، 520 شبكة ومحطة اتصال،و 1953 منشأة حكومي.
وفيما يخص المنشئات الخدمية، استهدفت عمليات العدوان الجوية والبرية والبحرية، ما يقارب نصف مليون منشأة، شكلت منازل المدنيين الرقم الأكبر إذ بلغت 458061 منزل، فيما بلغت المدارس والمراكز التعليمية 1072و 173منشاة جامعية ، و358 مستشفى ومرفق صحي، و6456 حقلا زراعيا، و1336 مسجدا، و46 منشاة إعلامية، 241و موقع أثري، 357 منشاة سياحية، و129منشأة رياضية.
ونال القطاع الاقتصادي نصيبا وافرا من التدمير إذ طال قصف العدوان أكثر من 21 ألف منشأة اقتصادية وتجارية شملت 351 مصنع متنوع، 10910 منشأة تجارية، 668 أسواق، 394 مزرعة دجاج ومواشي، 866 مخازن غذاء، 387 محطة وقود ،6404 وسيلة نقل، 286 ناقلة وقود، 736 شاحنة غذاء، 459 قوارب صيد.
وعلى الرغم من فداحة الأرقام التي أوردها مركز عين الإنسانية إلا أنها قاصرة، فالوقاع أكثر سوداوية، وأوضح رئيس منظمة مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية أحمد أبو حمراء لـ”المسيرة نت” أن المنظمة لم تتمكن من الوصول إلى المناطق والمحافظات التي يحتلها العدوان، مشيرا إلى أنه في المناطق الحدودية هناك جرائم يرتكبها العدوان وقصف بشكل مكثف ومتواصل ولم تتمكن المنظمة من الوصول إلى هناك، مؤكدا “أنه في الواقع الإحصائية أكثر مما تم توثيقه”.
كما أن إحصائية المركز شملت فقط الخسائر المباشرة جراء القصف المباشر من قبل العدوان، في حين توفي مئات الآلاف من اليمنيين نتيجة الحصار الاقتصادي وإغلاق الموانئ والمطارات اليمنية وانعدام الأدوية وانتشار الأوبئة وسوء التغذية وأمراض الفشل الكلوي وفقا لإحصائيات رسمية، وتبين التقارير الأممية وجود أكثر من أربعة عشر مليون يمني بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية وسبعة ملايين ونصف المليون بحاجة للغذاء بينهم أربعة ملايين نصف في مرحلة المجاعة الشديدة.
مسؤولون لدى منظمات الأمم المتحدة يقولون في تصريحات سابقة المأساة اليمنية نتيجة العدوان والحصار لم يتكشف بعد كل وجهها البشع، وأن نهاية الحرب تعني بدء عملية اكتشاف الصورة الحقيقية للمأساة الإنسانية في الأكبر على مستوى العالم والتاريخ الإنساني القريب، وأن سنوات عديدة سيحتاجها اليمن للتعافي مما حل به كنتيجة مباشرة وغير مباشر لأطنان من الأسلحة ألقيت على مدى 5 سنوات والحصار وانتشار الأوبئة.