قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، إن قرار منظمة الصحة العالمية باعتبار فايروس كورونا وباءاً عالمياً، قال إن ذلك يعني أن العالم يواجه تطوراً خطيراً، وهو أمام كارثةٍ صحية تعقبها –لا سمح الله- كارثةٌ أخرى إقتصادية،
وأشار سماحته في كلمته الاسبوعية، الى أن على الجميع أن يقوم بما يلي:
أولاً: التضرع إلى الله سبحانه وتعالى، لينزل رحمته على عباده، ومما يعنيه ذلك أنّ علينا تصفية قلوبنا ونطهر علاقاتنا مع بعضنا، ونتوجه إلى كل خير، ومن ثم ندعو ربنا سبحانه بأن يكشف عنّا البلاء.
ثانياً: على دول العالم -سواءً التي ابتليت بهذا الفايروس أم لا- أن توّحد جهودها لمواجهة هذا البلاء بصورةٍ أفضل، وقال سماحته: ” إن على الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، أن تقوم بدورٍ أساسيٍ في مساعدة الدول التي تشهد تفشيّاً لهذا الفايروس” ، كما دعا سماحته الشعوب إلى القيام بدورها الفاعل في هذا الصدد، لعدم قدرة الحكومة لوحدها مواجهة هذه الكارثة، بل على الشعوب أن تقوم بالتعاون مع المؤسسات الحكومية أولاً، وأن تقوم ثانياً بما يمكنها في مواجهة هذا البلاء، ضمن مؤسساتها الإجتماعية والسياسية.
كما أشاد سماحته بدور العلماء في البلاد الإسلامية، من كل مذهبٍ، بإصدار الفتاوى والتعليمات الدينية، لما يمهّد الطريق لمواجهة هذا الوباء، ولكن المنتظر منهم -مضافاً إلى ذلك- تعبئة الجماهير للقيام بكل دورٍ ممكن للتعاون مع المؤسسات الرسمية والقيام بتقديم الخدمات اللازمة كتوفير الإيواء وتوجيه طاقات الشباب لدعم الكوادر الطبية، الأمر الذي عهده المسلمون عند حدوث أية كارثةٍ كبيرة.
ثالثاً: علينا في العراق، أن نقوم جميعاً بدورنا في مواجهة الكارثة الحالية، وعدم الإستهانة بالأعداد القليلة التي أصيبت بالفايروس المستجد، لأن دولاً أخرى شهدت أعداداً قليلة من الإصابات ولكنها تضاعفت في غضون أيام قلائل.
ودعا سماحته إلى أن يقوم الإعلام بدوره في بث الوعي لمواجهة هذا الخطر، دون أن يجد هذه الكارثة – كما لدى بعض الاعلاميين المأجورين –فرصةً لتوجيه التهم إلى هذه الجهة أو تلك.
وعلى صعيد الوضع السياسي القائم في العراق، قال المرجع المدرسي: “إننا في العراق بحاجة إلى حكومةٍ مركزية قوية، وقادرةٍ على إدارة الأزمات، ولئن استقالت الحكومة متمثلةً برئيس وزرائها المستقيل في ظروفٍ معّينة، كان أملنا جميعاً أن يلتئم شمل البرلمان لإيجاد البديل، وبعد إنقضاء هذه الفترة الطويلة، ينبغي علينا أن نعيد النظر في مجمل القرارات السابقة، ومن جملتها أصل إستقالة الحكومة، ومن ثمّ النظر في التكليف المجدد لرئيس الوزراء، إن قبِل هو بالقيام بدوره الطبيعي، لحين إجراء إنتخابات جديدة”.
وختم سماحته بالقول: “إننا نأمل بأن يتحسس إخواننا في البرلمان وفي مختلف الكتل، بالموقف الحرج للبلد، وأن يتنازلٌ كلٌ عن جزءٍ من طموحاته، من أجل توحيد الصف ومواجهة الخطر الداهم والله المستعان”.