احيا اهالي قضاء المجر الكبير في محافظة ميسان، يوم امس السبت، ذكرى ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام.
واستضاف اهالي القضاء في احتفاليتهم بهذه المناسبة، نجل سماحة المرجع المدرسي، دام ظله، السيد محسن المدرسي، والذي بدوره القى كلمة حول هذه الذكرى العطرة.
وتطرق السيد المدرسي في كلمته لحُبُّ الأولياء وطريق ولايتهم، متسائلا حول لماذا الحب لأولياء الله؟ وكيف جعل اللهُ هذا الحب طريقاً الى (المعرفة) و (الولاية)؟،فضلا عن تساؤلات عديدة اخرى اجاب عليها في محاضرته.
وبين انه من الناحية النفسية، حين يحب الإنسان شيئاً يتعلق به، وهذا التعلق يُترجم – بمرور الزمن وحسب درجته- الى التأثر بوعيٍ او بدونه، وربما تطرَّف الى التقليد والاتباع والى (تقمُّص) تلك الشخصية في افعالها وسلوكياتها.
واوضح السيد المدرسي؛ ان هذا الحب يتحول الى رمزٍ في وعي هذا الانسان لا يمكن المساس به، اذ يعتبر الفرد الانتقاص من الرمز، انتقاصٌ من شخصيته هو، فيُصبح (تاج الراس) الذي ينتفض الانسان من اجله اذا مُسَّ بسوء.
وفي جانب آخر من حديثه اشار السيد المدرسي الى انه من طرق تحبيب اولياء الله الى انفسنا هو التسمية بأسمائهم، و التفاعل مع مناسباتهم عبر الفرح او الحزن، ومن ثم التعرف عنهم وعلى سيرتهم.
وتابع بالقول؛ ان الله سبحانه وتعالى يامرنا بأن نجعل حبنا الاساسي له، و من ثم ننظم سائر اتجاهات الحب في قلوبنا بناءً على الحب الالهي وفي اطاره، فلا حبَّ للاسرة حين تكون كافرة، ولا للولاء السياسي حين يكون فاسِداً، ولا لأبناء الوطن حين يكونوا ظلمةً.
وختم حديثه بالقول ان علاقة الزهراء ،عليها السلام، بابيها لم تكن نابعةُ من عاطفة البنت لأبيها فحسب، بل كان الحب المطلق لأنه رسول الله، صلى الله عليه واله وسلم، ولم يكن دفاعها عن امير المؤمنين لأنها زوجته، بل كان دفاعها دفاعٌ عن الولاية، وهكذا يجب ان نكون.