مع إطلالة صباح يوم أمس (16 صفر 1441هـ) الموافق (15 تشرين الأوّل 2019م)، تدفّقت مواكبُ عزاء الزنجيل الى مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) قادمةً من محافظات العراق، وذلك لتقديم التعازي والمواساة بذكرى أربعينيّة الإمام الحسين(عليه السلام).
وحركة هذه المواكب تأتي تبعاً لخطّةٍ زمانيّة ومكانيّة وضعها قسمُ الشعائر والمواكب الحسينيّة التابع للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، واشترك فيها منتسبوه إضافةً الى قسم حفظ النظام ورعاية الحرم وجمعٍ من المتطوّعين لأجل تنظيم حركة مسيرهم.
حيث تمّ عمل مسارات داخل الصحنين المطهّرين وفي منطقة ما بين الحرمين الشريفين، وبما لا يتقاطع مع حركة الزائرين الذين بدأت أعدادهم في الازدياد.
انطلاقُ هذه المواكب كان من شارع قبلة الإمام الحسين(عليه السلام) لتدخل صحنه الشريف، ومن ثمّ لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مروراً بما بين الحرمين الشريفين، مردّدةً القصائد العزائيّة المجسّدة لهذه المصيبة الراتبة.
ومواكب الزنجيل تكون على شكل خطّيْن طويلَيْن من المعزّين يتحرّكون بصورة متوازية، ويمتدّان على طول جانبيّ الشارع الذي يمرّون به، وفي الوسط عددٌ من الشباب يرفعون الرايات الخفّاقة في سماء كربلاء المقدّسة، وكان الدمّام يضرب بصوتٍ جهوريّ والنقّارة تقرع بصوتٍ عالٍ ومعهما ترتفع الزناجيل وتستقرّ على ظهور المعزّين بروحٍ حاملةٍ الإيمانَ العميق، وقد اصطفّت جموعُ الزوّار الكرام على جانبي الشارع وهم يتابعون بشغفٍ كبير تدفّق المواكب الحسينيّة التي تبتهج بها الروح وتزيدها تعلّقاً وإيماناً بأهل البيت الأطهار(عليهم السلام).
هذا وأصدر قسمُ الشعائر والمواكب والهيئات الحسينيّة في العراق والعالم الإسلاميّ في العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، جملةً من التوصيات لأصحاب المواكب العزائيّة والخدميّة المشتركة في زيارة الأربعين، مؤكّداً عليهم الالتزام بها من أجل الخروج بزيارة أنموذجيّة تتلاءم وقدسيّتها .
ومن بين تلك التوصيات مراعاة إقامة الصلاة في وقتها، وكلٌّ في الموقع الذي فيه، ودخول المواكب حصراً من باب قبلة الإمام الحسين(عليه السلام) إلى داخل الصحن والخروج من باب قاضي الحاجات المؤدّي إلى منطقة ما بين الحرمين الشريفين، ثمّ الدخول إلى العتبة العبّاسية المقدّسة، ومن ثمّ التوجّه إلى مقرّاتهم.
كما جرى التأكّد من الأجهزة الصوتيّة وكاميرات التصوير وفحصها من الناحية الأمنيّة، فضلا عن عدم السماح بحمل الأسلحة الناريّة والجارحة ومرشّات الماء.
وتؤكد التوصيات على انه سيتمّ تزويد المواكب بكتبٍ رسميّة إلى سيطرات الطرق الخارجيّة والداخليّة لتسهيل مهمّتهم في إدخال أغراض الموكب من قِبل ضابط ارتباط المواكب الحسينيّة المخوّل من مديريّة شرطة كربلاء المقدّسة، وتثبيت أماكن المواكب داخل المدينة وخارجها من مسؤوليّة وصلاحيّة ضابط ارتباط المواكب.
ومن أجل تنظيم حركة الزائرين الداخلين الى الصحن الطاهر للمولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، عمدت العتبةُ العبّاسية المقدّسة ومن خلال وحدة الصوتيّات فيها، الى نشر عددٍ من مكبّرات الصوت في أعلى السور الخارجيّ للصحن الشريف .
ويتمّ من خلالها بثّ عددٍ من التوجيهات والإرشادات الموجّهة للزائرين، حيث تمّ توزيعُها بشكلٍ يتيح وصول صوتها الى أبعد مسافةٍ ممكنة، حتّى تتسنّى للزائر معرفةُ ما عليه فعلُه قبل دخوله الصحن المطهّر.