الهدى – متابعات ..
يهدد التغير المناخي في العراق آلاف العوائل في مسكنها ورزقها الذين يعانون من عدم توفر الأمن الغذائي لديهم، حيث لايبقى أمامهم سوى الهجرة من مناطقهم إلى المدن والتجمعات الحضرية.
وفي تقريرها السنوي حول الخطة الستراتيجية لبرامج المساعدات الإنسانية لعوائل متضررة في العراق للفترة من 2020 الى 2025 ذكرت منظمة برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة WFP ان تبعات التغير المناخي قد تسبب بنزوح أكثر من 23 ألف عائلة عبر 12 محافظة في البلد، مؤكدة ان 48% منهم انتقلوا لمواقع مدنية ضمن محافظاتهم.
وذكر برنامج الأغذية العالمي في تقريره، أن الجهود التي بذلت في العراق عام 2024 نحو تحقيق استقرار طويل الأمد قد تخللتها مراحل تقدم، فضلا عن تحديات ما تزال قائمة، فالأمن الغذائي للعراق محدد بحالة التناقض ما بين وفرة زراعية وتعرض لتبعات بيئية مما يسلط ذلك الضوء على ضرورة اتخاذ ستراتيجيات طارئة للتقليل من تأثيرات التغير المناخي من اجل توفير أمن غذائي طويل الأمد.
حيث أن شح المياه وقلة هطول الامطار يهددان الإنتاج الزراعي في البلد. ويزيد ذلك الاعتماد على استيراد المواد الغذائية وما ترافق ذلك من تبعات مالية مرهقة.
ويشير التقرير الى انه في العام 2024 استمر العراق برحلته نحو الاستقرار والتنمية المستدامة عبر تحديات معقدة، من مرحلة التعافي ما بعد الحروب وتبعات التغير المناخي وتحديات الوضع المعيشي والاقتصادي لفئات متضررة.
وأكد أن أضرار بيئية من تصحر وجفاف تسببت بإرباك الحياة الزراعية لعوائل ريفية في البلد، ما أجبرهم على النزوح وترك أراضيهم، وشهد العام 2024 نزوح اكثر من 23 ألف عائلة (أكثر من 140 ألف شخص) ما يزالون يقيمون في مناطق نزحوا لها عبر 12 محافظة في البلد، من مجموع هذه العوائل فان 48% منهم نزحوا لمواقع ضمن مناطقهم الاصلية. وان أكثر من نصفهم بقليل نزحوا لمناطق مدنية في محافظاتهم.
ويؤكد التقرير بان الزراعة، التي تعتبر مصدر الدخل الرئيسي لكثير من هذه العوائل وكثير من النازحين العائدين، قد تضررت بسبب ظروف التغير المناخي في مناطقهم الاصلية، مما أدى الى ضعف الاستقرار الاقتصادي لديهم وتباطؤ خطوات التقدم نحو حلول مستدامة.
ووفقا للخطة الستراتيجية تقوم منظمة برنامج الغذاء العالمي بإمداد العوائل المتضررة من تبعات التغير المناخي بوسائل التخفيف، وتعزيز التأقلم مع الصدمات ودعم الوضع الاقتصادي للعوائل الزراعية المتضررة في عدد من المحافظات من خلال برامج معدة لهذا الغرض. وساعدت هذه البرامج أنشطة سبل العيش الريفية للمزارعين والاسر المحتاجة على تحقيق الامن الغذائي، من خلال وسائل وتقنيات قادرة على التكيف مع تغير المناخ والتي تعيد النظم البيئية وتعزز انتاج الغذاء.
وقد اعتمد برنامج الأغذية العالمي نهجا متكاملا يجمع بين توفير المدخلات الزراعية ومعدات تجهيز وتسويق الأغذية. وبناء القدرات لدى العوائل الريفية في ممارسات الزراعة الحديثة.
وتم إيلاء أولوية لمناطق عودة النازحين في محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين لدعم انتقالهم الى مرحلة التنمية، بالإضافة الى المناطق التي تعاني من جفاف وتبعات تغير مناخي في محافظات البصرة والمثنى وميسان وذي قار وديالى.
ورغم المرحلة الانتقالية نحو تنمية طويلة الاجل، ما يزال العراق مستمرا بجهوده الى إيجاد حلول وتلبية احتياجات إنسانية قائمة لأكثر من واحد مليون شخص ما يزالون يعيشون حالة نزوح، مع عودة أكثر من 4.8 مليون آخرين لمناطقهم، فضلا عن استضافة البلد لأكثر من 300 ألف لاجئ وطالب لجوء غالبيتهم من السوريين.
وتعمل المنظمة الدولية من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية الى تعزيز وسائل التخفيف من هذه الاضرار وضمان الامن الغذائي. وفق ورقة العمل والبرامج المخصصة لتحقيق التنمية المستدامة بهذا الخصوص بحلول العام 2030.