من القضايا المعاصرة التي أتقنها معظم الشباب العراقيين، كيفية التعامل مع شبكة الإنترنيت وما طرحته عبر وسائل التواصل المختلفة، أو عبر المنصات والصفحات الخاصة، فضلا عن التطبيقات الكثيرة التي ملأت الإنترنيت، وإذا اضفنا لها ثورة الذكاء الاصطناعي الحديثة، فإننا حقا نكون أمام موجة إعلامية صاخبة، يحتاج الشاب إلى عقلية متميزة وعلمية رصينة وعالية لكي يواجه هذه الموجة بنجاح من دون أن ينهزم أمامها، والمطلوب هنا أن ينمّي الشباب قدراتهم تكنولوجيا وعلميا في هذا المجال.
هزيمة الشباب العراقي أمر غير وارد، وهو أمر يرفضه الشباب العراقيون، لأنهم أبناء العراق، هذه الأرض التي وصفوها بأنها مهبط الأنبياء، كما أن العراق بلد أهل البيت، عليهم السلام، وشبابه ينتمون لثقافة ومبادئ هؤلاء الأئمة العظماء، فكيف ينهزموا أو يُهزَموا أمام عمليات تديرها عقول بشرية لا يمكن أن تتفوق على العقلية الشبابية العراقية، أما الطرائق العملية للتعامل مع العالم الافتراضي فهذا يستوجب الاطلاع التام والثقة بالنفس والدخول في دورات تطويرية مستمرة لمعرفة خفايا الذكاء الاصطناعي والتطور السريع في هذا المجال.
نحن نتكلم بهذه الطريقة الواضحة، ليس تعاليا على أحد، بل ثقتنا بأئمتنا وعقيدتنا وديننا وثقافتنا تجعلنا واثقين من أنفسنا، وأننا قادرون على التعامل مع مستجدات العصر والعولمة وكل ما يُطرَح في عالم الإنترنيت أو الذكاء الاصطناعي، لأننا شباب منفتحون على العلم، بقدر تمسكنا بعقيدتنا وبديننا وبثقافتنا، لهذا فإن الشاب مطلوب منه أن يتعلم كل ما يستجد إيجابيا في العالم الافتراضي، ويسعى لمناقشة كل المعوقات التقنية التي تواجهه في هذا العالم الذي يتطور بسرعة هائلة.
يوجد لدينا فئة من الشباب أدركوا بأن النجاح في عالمنا المعاصر، يتطلب أن يكون الشاب حاد الذكاء، يتعامل بعلمية ونباهة عالية خصوصا مع عالم الإنترنيت وما يطرحه من برامج وفعاليات وإعلانات وثقافات وبرامج مختلفة
لهذا فإن المأزق الذي يوصف بأنه معضلة أو مشكلة كبيرة قد تتعثر فيها أقدام وعقول الشباب، يمكن أن تحدث في قضية التعامل الشبابي مع العالمين الواقعي والافتراضي، ولكن الشباب العراقي يفهم تماما ماذا يعني العالم الافتراضي وما هي محتوياته ومعروضاته المختلفة، والشاب العراقي يستطيع بذكائه وعلميته أن يفرز بدقة بين كل ما يطرحه العالم الافتراضي من أمور وقضايا، بعضها غير مفيد والآخر يمكن التعامل معه بحذر وهناك صنف ثالث يمكن للشباب أن يتعاملوا معه بأمان وثقة، وقد لاحظت بنفسي بعض الشباب الذين تفوقوا في مجال البحث والتعامل مع الذكاء الاصطناعي بما يحقق نتائج جيدة وملموسة.
لهذا نحن على ثقة بأن الشاب العراقي بات يدقق في جميع المعلومات التي يجدها في العالم الافتراضي عبر المواقع الإلكترونية والمنصات المختلفة، وهو بسبب ذكائه يدخل إلى هذه المنصات ويتعامل معها ويأخذ منها ما يفيده ويخدم أهدافه العلمية والعملية، نعم هناك نسبة معينة من الشباب لا يزالوا متأخرين في قضية التعامل الإلكتروني، فنجدهم يضيعون في الملهّيات غير المفيدة، مثل الألعاب الإلكترونية ومثيلاتها، ولكن من المهم أن يتم فتح دورات لتنمية مهارات الشباب بشكل مستمر وبتحفيزات متواصلة حتى يستطيع شبابنا مواكبة ما يستجد في عالم النت والذكاء الاصطناعي.
لكن يوجد لدينا فئة من الشباب أدركوا بأن النجاح في عالمنا المعاصر، يتطلب أن يكون الشاب حاد الذكاء، يتعامل بعلمية ونباهة عالية خصوصا مع عالم الإنترنيت وما يطرحه من برامج وفعاليات وإعلانات وثقافات وبرامج مختلفة، ومن المفيد حقا أن نذكر بان الشباب العراقي أخذوا يدخلون في دورات للتطوير الإلكتروني، بعضها مجاني وآخر مقابل أجور رمزية، والأجمل والأفضل أن هناك شباب تعلموا البرمجيات، ودخلوا في عالم الذكاء الاصطناعي، وأخذوا يقدمون الدورات التطويرية الطوعية لزملائهم، وبهذا بدأ نسبة جيدة من الشباب تتعلم وتتقن التعامل مع هذا المأزق الكبير حقا.
ونعني به مأزق التطور السريع للبرمجيات الإلكترونية، وكيف يتعامل معها الشباب، لاسيما هناك من لا تسمح لهم ظروفهم بهذا النوع من التعلم، بالإضافة إلى وجود شباب مصابون بنوع من الكسل، فيميلون إلى العزلة أو قتل أوقاتهم في المقاهي أو في متابعة الألعاب الإلكترونية التي تقضي على وقت فراغهم وتهده من دون مقابل، وهذه الحالة يجب التنبيه على خطورتها، ويجب العمل على تفادي نتائجها من خلال تشجيع الشباب في خطوات تحفيزية مادية وغيرها، لتحصيل المعلومات الهامة التي تجعلهم متفوقين وقادرين على التعامل مع العالمين الافتراضي والواقعي في وقت واحد.
الرزق اليومي بات مرتبطا بالعالم الإلكتروني، ولهذا على الشاب العراقي ان لا يتردد في إتقان هذا العالم، مع الحذر من حالات الخداع والتضليل الفكري والثقافي الذي قد تعترض سبيل الشباب هنا وهناك
لهذا نحن نوجه دعوة إلى هذا النوع من الشباب، بأن الوقت لا يزال متاح لهم وبين أيديهم، وأنهم يجب ان يتحركوا ويبادروا لكي يستفيدوا من فرص الاطلاع على العالم الافتراضي ومشكلاته ومستجداته الكثيرة، كما أن البقاء في أحضان العالم الواقعي وحده لم تعد تجدي نفعا، ولا تعود على الشاب العراقي بأية فائدة، فأبسط الوظائف والمهن اليوم تطلب من الشاب اختبارا إلكترونيا يجب ان يتجاوزه بنجاح حتى يحصل على وظيفة.
إذن حتى الرزق اليومي بات مرتبطا بالعالم الإلكتروني، ولهذا على الشاب العراقي ان لا يتردد في إتقان هذا العالم، مع الحذر من حالات الخداع والتضليل الفكري والثقافي الذي قد تعترض سبيل الشباب هنا وهناك، فيوجد من يريد أن يحرف الشباب عن غاياته السليمة، وهناك من يريد أن يجعله غائبا عن التطور الذي يجري سريعا في العالم.
المطلوب هو مواجهة هذا المأزق بعقلية منفتحة ذكية مدركة للأهداف المغرضة، وفي نفس الوقت، يجب ان يتحلى شبابنا بالأسلحة العلمية التي تجعلهم في قلب الموجة المعاصرة ولا نخشى عليهم، هكذا بهذه الطريقة الواثقة، يستطيع الشاب العراقي أن يوازن بين العالمي الإلكتروني والواقعي، ويتعامل معهما بثقة ونجاح مضمون.