الهدى – وكالات ..
تتصاعد التطورات السورية في منوال مستمر،ّ أخطر ما فيه هو توغّل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية وتثبيت المزيد من النقاط العسكرية الجديدة في الجنوب السوري، والتعرض إلى أهالي المناطق سيّما أولئك الذين يُعربون عن رفضهم احتلال أراضيهم.
وأمام صمت من الحكومة الحالية التي تدّعي حرصها على وحدة سوريا، يواجه السوريين خطر تمدد جيش الاحتلال الإسرائيلي في أراضيهم.
وفي ظل مواصلة جيش الاحتلال الصهيوني إلحاق الأضرار والأذى في المناطق التي تتوغل فيها، خرج عدد من المواطنين السوريين للاعتراض على التفرّد الإسرائيلي بالسيادة السورية، ليُقابل هؤلاء بإطلاق النار عليهم من قِبل جيش العدو.
وبعد توغّل الاحتلال في قرية سويسة في ريف القنيطرة الجنوبي ودخلت إلى ثكناتٍ عسكرية كانت تابعة للجيش السوري في وسط القرية ومحيطها، ما دفع السكان إلى التجمّع قرب الموقع احتجاجاً على هذا التوغّل ورفع العلم السوري، في حين أطلقت القوات الإسرائيلية النار باتجاههم لمنعهم من الاقتراب منها، ما أدى إلى إصابة 5 أشخاص.
ويقوم جيش الاحتلال مع توسّع حضوره في الأراضي السورية، بأمر المواطنين السوريين بتسليم أسلحتهم لضمان ألا يحصل أي تحركات مقاومة في وجهه.
وأمهلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أهالي جباتا الخشب في الريف الشمالي للقنيطرة 48 ساعة لتسليم جميع أنواع الأسلحة، وسط مناشدات للإدارة الجديدة في دمشق من دون أيّ تحرّك منها.
وقوبِلت هذه الطلبات حالات استنكار بين الأهالي، مطالبين المسؤولين الفاعلين على الأرض بالردّ على طلباتهم “حتى لا يتهموا في ما بعد بالتخوين، وخصوصاً بعد قول القوات الإسرائيلية إنها المعنية بالمنطقة ومسؤولة عن حمايتها وأسلحتها”.
وفي السياق عينه، شهدت مختلف المناطق السورية الأخرى حالات إحتجاجية ضد أكثر من حدث أدى إلى مقتل مواطنين سوريين على أيدي المسلّحين.
فقد شهدت مدينة مصياف في ريف حماة الشمالي الغربي، تظاهرة تنديداً باغتيال 3 قضاة مدنيون من الطائفة العلوية، على مفرق ربيعة- مصياف، في ريف حماة الشمالي الغربي، وذلك بالتزامن مع استمرار عمليات انتقام في عدد من المحافظات السورية.
ورفع المشاركون في الاحتجاجات شعارات تؤكّد وحدة السوريين وضرورة محاسبة الضالعين في عملية الاغتيال.
إلى ذلك، انتشر مقطع فيديو يُظهر مسلحين أعدموا عددا من خدّام مقام مؤسس الطائفة العلوية في حلب، بعد اقتحامها وإضرام النار في أماكن منه.
وأمام محاولات القيادات الحاكمة اليوم في سوريا الزعم بأن المقطع تم تصويره منذ زمن طويل، إلا أن خبراء تقنيون أكّدوا أنه يعود إلى أقلّ من أسبوع واحد.
ويظهر المقطع المصوّر مسلحين مجهولين يقتحمون مقام “أبو عبد الله الحسين الخصيبي” (مؤسس المذهب العلوي) في منطقة ميسلون بمدينة حلب، وقتل 5 من خدّام المقام وجرى التنكيل بِجثامينهم، وتخريب المقام وإضرام النيران فيه.
وعلى أثر الحادثة، تظاهر عشرات الآلاف من السوريين في مدن حمص واللاذقية وطرطوس والقرداحة في الساحل السوري تنديدا بالحدث تزايد الاستياء الشعبي عند الأهالي في المنطقة، وطالبوا “رئيس الإدارة السورية الجديدة” المدعو بـ”الجولاني”، بمحاكمة المعتدين على المقام وقتلة الخدم، وسط دعوات إلى التظاهر استنكاراً للحادثة.
وأمام هذا، كشف موقع “صوت أميركا” عن وجود قلق لدى بعض السوريين بشأن تحرّكات للعناصر الأكثر تطرّفاً في “هيئة تحرير الشام” من دون أن يتمكّن زعيمها، المُلقّب بالجولاني، من السيطرة عليها.
وفي تصريح لأحد السكان السوريين للموقع الأميركي، يقول: “هناك أمران يثيران قلق الناس في دائرتي حول قول الشرع أنه يحاول التغيير: الأول هو مدى صدق الشرع، والثاني هو مدى سيطرته الحقيقية على الأشخاص الأكثر تطرّفاً في مجموعته”.