الهدى – متابعات ..
يخطط العراق لخفض كمية الغاز التي يحرقها، بصورة غير منتجة، إلى نحو 20% العام المقبل، في محاولة لتلبية الطلب المتزايد وخفض الواردات، بحسب ما أكدته وكالة “بلومبرغ” الأميركية.
وأضافت الوكالة أنّ العراق، وهو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة “أوبك”، يخطط للقضاء على الحرق غير الضروري بحلول نهاية عام 2029 أو أوائل العام المقبل.
يذكر أن كمية من الغاز تنبعث خلال عملية استخراج النفط من الآبار، وتعمد الدول إلى حرق هذا الغاز المصاحب، باعتباره أقل كلفة من معالجته وبيعه، لكن هذه العملية تعتبر مصدراً كبيراً لانبعاثات غازات الدفيئة، وتلوث الأجواء، والتسبب بأمراض قاتلة أبرزها السرطان.
ويأتي ذلك بعدما نجح العراق في خفض حرق الغاز من 47% في عام 2021 إلى نحو 33% هذا العام.
ووفقاً لوكيل وزارة الغاز في العراق، عزت صابر إسماعيل، يتم حالياً إنتاج 3.122 مليار قدم مكعب من الغاز يومياً، منها نحو 1.048 مليار قدم مكعب تم حرقها حتى 22 كانون الأول/ديسمبر.
وقال إسماعيل إنّ بلاده استحوذت على نحو 67% من الغاز المنتج من حقول النفط بنهاية عام 2024، وستساعد المشاريع الجديدة في الجنوب، بما في ذلك المشاريع من قبل شركة “توتال إنرجيز”، في تعزيز ذلك بصورة أكبر.
وبحسب ما أعلنه، تخطط بغداد لإضافة مشاريع ستستخدم يومياً 290 مليون قدم مكعب من الغاز المنتج من حقول النفط في الجنوب، بحلول نهاية العام المقبل.
كذلك، صرّح إسماعيل بأنّ هذا الأمر يشمل 50 مليون قدم مكعب من حقل أرطاوي، من خلال مشروع لـ”توتال إنيرجيز”، وهي كمية سترتفع إلى 300 مليون قدم مكعب بحلول عام 2027.
وفيما يتعلق بـ”مشروع أرطاوي”، أعلن إسماعيل أنّ “الاستثمارات ستبلغ نحو 2 مليار دولار، وهو مجمع غاز كامل نسميه الاستثمار المتسارع، وسيكون جاهزاً بحلول نهاية العام المقبل”.
إلى جانب ذلك، يخطط العراق أيضاً لبناء محطة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في ميناء الفاو في الجنوب، تلبيةً للطلب على الوقود.
وسيبدأ إرسال الدعوات في كانون الثاني/يناير، إلى الشركات الأميركية بصورة رئيسة، من أجل التنافس على بناء المشروع، الذي ستبلغ سعة المحطة التخزينية فيه 300 ألف متر مكعب.
ويعاني العراق من نقص في الغاز الوطني الذي لا يكفي لتلبية احتياجات المحطات الكهربائية، كما أن الحكومة تعمل على تطوير إنتاج الغاز الوطني، ولكن هذه العملية تستغرق وقتا طويلا لحين استكمال جولات التراخيص بعد 3 سنوات، بحس مصادر متخصصة.
ويعتمد العراق بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية، خاصة في الجنوب، وهذا يجعل البلاد عرضة للتأثر بأي تقلبات في إمدادات الغاز من إيران.