{نَحنُ أهلُ البَيتِ لا يُقاسُ بِنَا أحدٌ}.
هكذا قال الامام أمير المؤمنين ، عليه السلام، وفعلاً؛ إن اهل البيت لا يُقاس بهم احد، ولكن انطلاقا من تلك المقولة المعروفة {كل يوم عاشوراء، وكل ارض كربلاء} ، اليوم يعيش الشعب اليمني ومنذ اكثر من اربع سنوات سفك الدماء، والحصار ، والقتل، فلا تغرب شمس يوم إلا ويقتل انسان في هذا البلد المسلم، فمن نجى من غارات العدوان السعودي، لم ينجُ من الموت جوعا، فالحرب على اليمن حرب شاملة، فمن الغارات العسكرية، الى الحصار الاقتصادي، الى نشر الاوبئة والامراض كالكوليرا.
ولان كربلاء مدرسة متكاملة في القدوات، فقد استلهم اليمنيون من هذه المدرسة العظيمة كل معاني الاباء والتضحية في مختلف المجالات، فكبار السن ومن بلغوا الكهولة جعلوا من حبيب بن مظاهر قدوة لهم، وكانوا السباقين الى ساحات الدفاع عن الوطن، اما القاسم وعلي الاكبر، فقد كانا القدوة الناصعة للشباب اليمني في بذل الغالي والنفيس في سبيل الكرامة والعزة، وفي زينب رأت المرأة اليمنية ان تحذو حذوها لتكون شريكة في صنع النصر، ولحماية النهضة من الاندثار والاندراس، ولا زالت النساء اليمنيات يدفعن بأولادهن الى لهوات المعارك، كما دفعت زينب بإبنيها الى ساحة القتال يوم عاشوراء للدفاع عن حياض الرسالة.
-
عاشوراء اليمن تُسقط الاقنعة
كما أن دماء سيد الشهداء عليه السلام، فضحت مدعي الاسلام والايمان، وعرّت من تجلّبب بجلباب التقوى، كشريح القاضي، وعمر بن سعد، كذلك اليوم فإن دماء الشعب اليمني فضحت ادعياء الانسانية من الغربيين بشكل عام، و أزاحت الستار عن المسلمين الخانعين، الذين تركوا هذا الشعب يقاسي ويلات العدوان منذ اكثر من اربع سنوات.
المبادئ الاسلامية، والاعراف الاجتماعية في كل العالَم تكفل للمُعتدَى عليه حق الرد، والدفاع عن نفسه بما أمكن لدرء الخطر المحدق به، لكنّ تلك المبادئ والاعراف اخرجت الشعب اليمني من هذه الدائرة، فعندما يُعتدى على اليمن، يَصم الجميع افواههم، وتَخرس السنتهم، وكأن في اذآنهم وقرا، لكن ما إن يدافع اليمنيون عن انفسهم، حتى ترى دول الاستكبار، ومن لفّ لفهم، ينددون بالضربات التي تتلقاها السعودية ،وآخرها ما تعرضت له شركة أرامكو، فأين العدل والانصاف من هذا؟
إن القرآن الكريم، والسيرة النبوية المعياران لمعرفة الحق من الباطل، فمن المعايير -مثلا،- مسألة ولاية أمير المؤمنين، عليه السلام، فمن وآلَ عليا فهو على حق، ومَن لم يوالهِ فهو على سبيل الباطل، ومع كل هذا البيان، الا ان هناك مَن التبست عليه الامور لسبب وآخر، فكانت النهضة الحسينية المائز بين الحق الصريح، والباطل الصريح، واليوم ونحن نعيش العدوان على اليمن، يمكن ان نجعل مظلومية اليمنيين، مائزاً يبيّن المنافق من المؤمن، ولهذا فقد فضح العدوان على اليمن ليس ادعياء الانسانية من الغربيين، ومن عموم المسلمين جميعا فقط، وانما فضح من يدّعون انتمائهم الى التشيع، ولم ينتصروا لمظلومي اليمن، ولهذا كشفت الدماء اليمنية، حقيقة الزيف، وأبانت عن سرائر الكوامن لدى الجميع.
-
هل من ناصر ينصرنا؟
وقف الامام الحسين ع، بعد استشهاد الاكثرية من اهل بيته واصحابه، على باب الخيمة واخذ يردد:
“هل من ناصر ينصرنا”؟
إنّ هذه الكلمات ليست تعبيرا عن حالة من الضعف او الوهن، وانما هي لاتمام الحجّة على اولئك المتقاعسين، والمتخاذلين.
اليوم ومن هذا المنطلق ينادي الشعب اليمني :
“هل من ناصر ينصرنا على آل سعود”؟
هل هناك من ينقذ اطفال اليمن من شبح الموت الذي يهددهم بسبب الحصار؟
الان؛ وبعد مرور اكثر من اربع سنوات من العدوان، والقتل ، والحصار، هل هناك من يشكّ في إجرام آل سعود، ومظلومية الشعب اليمني.
أما آن الاوان للشعوب الاسلامية، لاسيما الشيعية، ان تتخذ موقفا حسينياً تجاه اخوانهم اليمنيين؟
أليست مبادئ الامام الحسين تُلزم اتباعه ومحبيه، بمناصرة المظلوم ولو كان غير مسلماً، فكيف من هو مسلم، ويُدين لاهل البيت بالولاء، ومن اعدائهم بالبراءة واللعنة؟