الهدى – وكالات ..
افادت مصادر بان عشرات الآلاف من السوريين الشيعة وغيرهم من الأقليات، فرّوا إلى لبنان منذ أن تمت الأطاحة ببشار الأسد.
وقال مسؤول لبناني إنهم يخشون الاضطهاد على الرغم من تأكيدات الحكام الجدد في دمشق بأنهم سيكونون آمنين.
وعند الحدود مع لبنان، يحاول الآلاف مغادرة سوريا، ووصف عشرات الشيعة الذين أجرت “رويترز” مقابلات معهم، التهديدات التي وجهت إليهم، في بعض الأحيان بصورة شخصية ولكن في الغالب من طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
وتظهر رواياتهم مخاوف من الاضطهاد على رغم وعود “هيئة تحرير الشام” بتقديم الحماية لهم.
وقال مسؤول أمني لبناني كبير إن أكثر من 100 ألف شخص، معظمهم من الأقليات الدينية، دخلوا إلى لبنان منذ الأحد، لكنه لم يستطع تقديم رقم دقيق لأن معظمهم استخدموا نقاط عبور غير شرعية على الحدود غير المحكمة.
وعند معبر الحدود الرئيس بين سوريا ولبنان، وقالت سميرة بابا إنها تنتظر منذ ثلاثة أيام لدخول لبنان مع أطفالها.
وقالت إنهم لا يعرفون من أرسل هذه التهديدات على “واتساب” و”فيسبوك”، وإن التهديدات لم توجه لهم علنًا من مقاتلي المعارضة لذا قد تكون من فصائل أخرى أو أفراد “لا نعرف. لكننا نعلم أنه حان وقت المغادرة”.
ويرى كثر، وخصوصًا الأقليات، أن حالة من عدم اليقين تهيمن على الوضع في سوريا.
ويعتقد أن السوريين الشيعة يشكلون نحو عشر السكان الذين بلغ عددهم 23 مليون نسمة قبل اندلاع الحرب.
وقال أيهم حمادة، وهو شيعي يبلغ من العمر 39 سنة كان يخدم في الجيش حين سقط الأسد، إن انهيار النظام كان مفاجئًا جدًا لدرجة أنه تركه وشقيقه، وهو أيضًا جندي، في حال من التخبط في شأن قرار البقاء أو الرحيلن مضيفا إنهما فرا إلى دمشق حيث تلقيا تهديدات، من دون الخوض في تفاصيلن مضيفا بالقول: “نحن خائفون من القتل الطائفي… هذا سيكون تصفية”.
وعلى رغم التأكيدات التي أطلقها قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، وهو أيضًا زعيم “هيئة تحرير الشام”، قال حمادة إن الأقليات تركت من دون حماية بعد هرب الأسد المفاجئ، “أخذ بشار أمواله وهرب ولم يعبأ بنا”.
وتواجد عدد كبير من الشيعة على الحدود من منطقة السيدة زينب في دمشق والتي تضم مزار السيدة زينب سلام الله عليها.
وقالت إلهام، وهي ممرضة تبلغ من العمر 30 سنة، إنها تنتظر عند المعبر منذ أيام من دون طعام أو ماء مع ابنة أخيها البالغة من العمر 10 أيام وابنها البالغ من العمر عامينن وتضيف وهي شيعية من دمشق، إنها فرت إلى المناطق الريفية بعد أن سقط النظام، وحين عادت، وجدت منزلها منهوبًا ومحترقًا.
وقالت هي وآخرون إن مسلحين ملثمين داهموا منازلهم وأمروهم تحت تهديد السلاح بالمغادرة أو التعرض للقتل.
كما أضافت “أخذوا سيارتنا لأنهم قالوا إنها ملكهمن لا يجرؤ المرء على قول كلمة. تركنا كل شيء وهربنا”.
وفي أنحاء من شمال سوريا، قال بعض السكان الذين فروا حين شنت “هيئة تحرير الشام” هجومها في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إنهم مطمئنون الآن في شأن العودة.
وقال حسين السمان (48 سنة)، وهو أب شيعي لثلاثة أطفال، بجوار المسجد الرئيس في بلدة نبل الشيعية، حيث كان “حزب الله” ينشر عناصره ذات يوم، إن زوجته سنية وإن كل السوريين شعب واحد.
وأثنى على الشرع، قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، لجهوده في حماية الطائفة، قائلًا إنه أتاح لهم العودة إلى بيوتهم.
ثم أضاف “كنا أقلية ولم يكن لدينا خيار سوى الوقوف مع (الأسد). ولكن الآن بعد أن انتهت الحرب نحن أحرار… آمل في أن يعيش أطفالي بشكل آمن في ظل الحكومة الجديدة“.
وقال المشرف على عمليات العودة، بسام عبدالوهاب، إن الخدمات الأساس عادت وإن الأمن متوافر لحماية الأقليات وإن هذا هو نهج القيادة.
وأضاف “نحن نتحمل مسؤولية حماية الأقليات في سوريا. ما يحدث لنا يحدث لهم”.
وفي داخل البلدة عكف السكان على تنظيف المتاجر وإصلاح المباني المتضررة، وأشرف مسؤولون يرتدون الزي العسكري على تنسيق عودة الفارين.
وقال محيي الدين الذي يعمل في مجال التعدين، إن “نظام الأسد أجبر الأقليات هنا على العيش في وضع يفرض عليهم فيه أن يكونوا أعداء لجيرانهم حتى يتمكن من إحداث الفرقة بينهم”.
وتحدث بعض السكان في نبل عن الأمل في المستقبل، لكن رجلًا (41 سنة) رفض التحدث أمام الكاميرا كان أكثر تحفظًا وقال “نحن شيعة والقيادة الجديدة سنية، لا نعرف ماذا سيحدث”.