الهدى – كربلاء المقدسة ..
على الرغم من الإنتاج الكبير للكهرباء في كربلاء الذي يقدر بـ1800 ميكاواط من محطاتها الثلاث، إلا أن سكانها لا ينعمون بساعات تجهيز كافية سواء في فصل الصيف أو الشتاء.
وتعاني محافظة كربلاء المقدسة، من عجز كبير في الطاقة الكهربائية على مستوى الاستهلاك الداخلي، في وقت تعد من أبرز المحافظات المنتجة للطاقة بوجود ثلاث محطات كهربائية يذهب إنتاجها إلى المحافظات الأخرى وفقا لسياسة وزارة الكهرباء وخطة عملها.
ويقول النائب الأول لمحافظ كربلاء، علي الميالي، إن “الازمة الحاصلة في كربلاء حول تجهيز الطاقة الكهربائية هي مسؤولية وزارة الكهرباء”.
ويضيف الميالي، أن “الوزارة تنتج في فصل الصيف 27 ألف ميغاواط، وحاليا تنتج 11 ألف ميغاواط، بينما حصة كربلاء 500 ميغاواط منها 250 ميغاواط لخطوط الطوارئ”.
ويشير إلى أنه “بهذه الحصة الواردة الينا تمكننا من تزويد المواطنين بساعة كهرباء واحدة بعد كل 5 ساعات انقطاع”، لافتا إلى أن “المعلومات الواردة الينا تفيد بإمكانية انتهاء الأزمة خلال الأيام المقبلة لان ما يحصل حاليا هو بسبب شح الغاز الإيراني المورد للعراق”.
ووسط غضب المواطنين من جرّاءِ ما يجري، يرى المواطن محمد ثامر، أن “كربلاء أزالت الأحزاب المتنفذة والكبيرة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات، ولذلك اليوم هي محاربة من قبل السلطات المركزية التي تسيطر عليها ذات الأحزاب الكبيرة ولا سيما بملفات الخدمات والكهرباء وغيرها”، على حد قوله.
ويؤكد أن “سكان المحافظة يشعرون بالغبن الكبير نتيجة ما يحصل وهي تعاني من زيادة كبيرة بنسبة السكان اتضحت بواسطة التعداد بشكل مؤكد”.
وبين أن “الحكومة المحلية باتت عاجزة عن تحقيق شيء بملف الكهرباء لأن ما موجود لديها هو بالواقع يجب أن يعتبر منصفا للسكان وتجهيزهم بساعات كهرباء كافية، لأن ثلاث محطات لتوليد الكهرباء بطاقة كبيرة هي تغطي المحافظة، ولكن ذلك لا يحصل بسبب خطط وزارة الكهرباء وتصديرها لكهرباء كربلاء إلى المحافظات الأخرى”.
ويلفت إلى أن “جميع المناطق في المحافظة لا تجهز بساعات كافية والانقطاع طويل جدا للكهرباء مع التعويل الأبرز على المولدات الاهلية لسد العجز مع رفع أسعار الامبير”.
بالمقابل ومع تصاعد ردود الأفعال، فقد أصدرت لجنة المولدات المركزية في مجلس المحافظة تسعيرتها الشهرية لتشغيل المولدات الأهلية، حيث اقرت مبلغ 14 ألف دينار للأمبير الذهبي 24 ساعة بالتناوب مع ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية وبدون توقف نهائيا، فأقرت مبلغ 8 الاف دينار للأمبير، بواقع تشغيل من الساعة 2 ظهرا ولغاية انتهاء ساعات التشغيل ليلا، مع تخويل رؤساء الوحدات الإدارية بتغيير ساعات بدء التشغيل.
وحول ذلك، تكشف عضو مجلس محافظة كربلاء ورئيسة لجنة الطاقة والوقود، اسراء النصراوي، عن “خطط مستقبلية لانشاء وحدات إنتاجية للطاقة في كل وحدة إدارية بالمحافظة”.
وبينت أن “كربلاء تعد من المحافظات الأكثر بكثافتها السكانية مع التوافد الكبير للزائرين طوال السنة، فضلا عن الزيارات المليونية التي بلغت 23 مليون زائر مؤخرا”.
وتابعت النصراوي، أن “الحكومة المركزية يجب دعمها لحكومة كربلاء في تنفيذ المشروعات المهمة بقطاع الطاقة ولا سيما الصديقة للبيئة عبر التوجه للاستثمار بشكل سريع لوجود حاجة ملحة لها، وأيضا لما لها من إيجابيات في سد الحاجة للطاقة على مدار اليوم ولا سيما في فصل الصيف اللاهب”.
وتؤكد رئيسة اللجنة، أن “لجنة الطاقة والوقود وبعد عدة مخاطبات إلى دائرة المنتجات النفطية فقد استحصلت موافقة على زيادة مادة زيت الغاز للمولدات الأهلية لمواجهة عجز المنظومة الوطنية”، لافتة إلى أن “الزيادة بحصة كربلاء ارتفعت إلى 20 لترا بعدما كانت 10 لترات لكل KAV”.
أما بشأن الاتهامات التي تطلقها الأوساط الشعبية في كربلاء حول استهداف سياسي لمدينتهم وحكومتها المحلية عبر ملف الكهرباء، يؤكد المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، أن “تزايد ساعات الانقطاع في بغداد والمحافظات سببه معلن عبر الوزارة وموقفها الرسمي إلا وهو انحسار إطلاقات الغاز الإيراني”.
ويوضح موسى، أن “الوزارة لديها هدف بوصول الإنتاج إلى 22 الف ميكاواط قبل فصل الصيف المقبل، ولكن ذلك مشروط باستقرار اطلاقات الغاز من الجانب الإيراني”.
كما يشير إلى أنه “لا سبب اخر للانقطاع الحاصل غير ما ذكر، كما لابد من التركيز على ما تفعله الوزارة عبر عمليات وجهود فك الاختناقات في الخطوط الناقلة والصيانات الدورية للمحطات والوحدات التوليدية”.
ويؤكد أن “عودة ساعات التجهيز لمعدلاتها الطبيعية المستقرة خلال الأيام القادمة مرهون بعودة اطلاقات الغاز لما يسد الحاجة مثل المدّة الماضية قبل الانحسار”.