الأخبار

مع نزوح آلاف الشيعة السوريين الى لبنان؛ الامم المتحدة تحذر من حرب اهلية في سوريا

الهدى – وكالات ..

دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، الحكومة الانتقالية إلى السعي لعملية أشمل تجمع مختلف الأطراف لتجنب اندلاع «حرب أهلية جديدة» بعد انتهاء حكم بشار الأسد.
وقال بيدرسن في مقابلة قصيرة مع وكالة فرانس برس «إن أكبر مخاوفي هو أن تؤدي المرحلة الانتقالية إلى إحداث تناقضات جديدة بطريقة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات داخلية جديدة وربما حرب أهلية جديدة».
ثم تابع إن الإشارات الأولية تظهر أن السلطات الانتقالية «أدركت أنها بحاجة إلى الاستعداد لعملية جامعة أكثر»، بمشاركة الأطراف المختلفة وقطاعات المجتمع والفصائل المسلحة، فضلاً عن النساء.
كما بين، إنه يأمل بأن تدرك هذه السلطات الحاجة إلى حكومة جامعة، محذراً من أنه «إذا لم يحدث ذلك، فلن يؤدي إلى إحداث حالة من التوتر داخل سوريا فحسب، مع احتمال اندلاع اضطرابات داخلية جديدة، لا بل حتى حرب أهلية، بل سيولِّد أيضاً ردود فعل سلبية من الدول المجاورة».
وأضاف: «ثمة الكثير على المحك لدرجة أنه من المهم للغاية أن تكون الرسائل الصادرة عن الفصائل المسلحة في دمشق، مطمئنة لجميع الطوائف في سوريا وكذلك للمجتمع الدولي»، مؤكدا أنه «من المهم ألا يقوم أي طرف دولي بأي شيء يمكن أن يعرقل العملية الانتقالية المعقدة جداً».
كما علق على استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا قائلاً: «من الواضح أن هذا انتهاك لاتفاق عام 1974 وغني عن القول إنه أيضاً انتهاك لسيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها».
هذا وشهدت بلدات البقاع الشمالي في لبنان تدفق آلاف النازحين السوريين من الطائفة الشيعية خلال الأيام الأخيرة، في رحلة محفوفة بالمخاطر استغرقت أربعة أيام، لتبرز ملامح أزمة إنسانية جديدة تضيف عبئًا إضافيًا على منطقة تعاني بالفعل من تداعيات الحرب الأخيرة.
النازحون، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، يعيشون ظروفًا قاسية في ظل غياب المأوى ودرجات الحرارة المتدنية، وكثيرون باتوا ينامون في العراء أو داخل سياراتهم، بينما تسود حالة من الغياب شبه الكامل للمنظمات الأممية وهيئات المجتمع المدني المعنية بالإغاثة.
ويشير مفلح شكر، أحد سكان بلدة النبي شيت، التي استقبلت أكثر من 500 نازح، إلى “معاناة شديدة في توفير الاحتياجات الأساسية من فرش وأغطية لمساعدة اللاجئين”.
وأضاف: “النازحون يعيشون ظروفًا قاسية، مع غياب تام للجمعيات الإنسانية التي كان من المفترض أن تكون في طليعة المستجيبين”.
وأبدى شكر استياءه من غياب هذه الهيئات، معتبرًا أن “الإنسانية لا يمكن أن تكون مجرد شعارات ترفعها المنظمات في أوقات معينة وتختفي في أوقات الحاجة الملحة”.
ورغم التجارب السابقة التي أثبتت فيها المنظمات الدولية والمجتمع المدني قدرتها على الاستجابة السريعة للأزمات، مثل أزمة اللاجئين السوريين والنزوح اللبناني خلال الحرب الأخيرة، إلا أن الاستجابة الحالية تبدو غائبة بشكل لافت. وهذا النقص في الدعم يثير تساؤلات حول أسباب غياب هذه المنظمات وتراجع دورها في وقت يعاني فيه اللاجئون من أوضاع مأساوية.
النازحون الذين لجأوا إلى القرى اللبنانية، يعانون في ظل ضعف الموارد المتوفرة لدى سكان تلك المناطق، الذين هم أنفسهم بحاجة إلى المساعدة بعد تعرضهم لأضرار الحرب.
ويؤكد الأهالي أن الاستمرار في تجاهل هذه الأزمة سيؤدي إلى تفاقم المعاناة، داعين إلى تدخل فوري من قبل المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم وتأمين احتياجات النازحين الأساسية من مأوى ومواد غذائية وطبية.
والأزمة الإنسانية التي تلوح في الأفق تحتاج إلى استجابة عاجلة وشاملة، لتجنب كارثة إنسانية جديدة تضاف إلى التحديات التي تواجهها المنطقة.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا