منذ ان فتحنا اعيينا على الحياة ونحن نرى اهتمام الناس بتوثيق اللحظات السارة والمهمة في حياتهم عبر التصوير في الكاميرات على اختلاف انواعها واصداراتها، واستمر الحال حتى دخول عالمنا جهاز الموبايل ذو الكاميرا الجيدة حينها اصبح التصوير لكل شاردة وواردة مما افقد التصوير قيمته السابقة وهدفة الذي كان عليه.
ولسهولة الحصول على الحصول على جهاز الهاتف ذو الكاميرا اصبح الكثير من الناس مهووسون بالتصوير سيما المراهقين والشباب منهم، فماهي اثار هذا الهوس واسبابه؟
وكيف يمكن معالجته؟
سلبيات هوس التصوير:
في وقتنا الحالي ادّى هوس التصوير المبالغ فيه إلى ظهور الكثير من السلبيات حيث لم تعد للبيوت حرمة؛ فالكل يصور وينشر اغلب السلوكيات التي يقوم بها ومنها العائلية، ومنها تصوير وجبات الطعام مع الزوجة واظهارها معه في الصور او الفيديوهات المبتذلة التي تتعارض مع الحشمة والحجاب الاسلامي الذي يحفظ للعائلتة هيبتها وكرامتها.
وما زاد الطين بِلة هو ان هوس التصوير دفع المراهقين الى التصوير في المواقع الخطرة والتي يروح ضحيتها الكثير منهم، ناهيك عن التعدي على حرمة الأموات بتصويرها ونشرها دون احترام لمشاعر ولا إحساس بقيمة الإنسان الذي حرمت الشرائع استباحتها سواء في حياته أو بعد مماته.
على فئة المهووسين ان يميزوا بين اللحظات التي يجب ان توثق والأخرى التي هي ليست كذلك، وهذا التمييز سيبعدهم عن الانتقاد الناجم من المساواة بين المواقف واللحظات
ومن العائدات السلبية لهوس التصوير هو اقحام المهووسيين انفسهم في مواقف غير مناسبة للتصوير، فالهوس يدفعهم الى تلبية رغباتهم النفسية من دون النظر الى المناسبة التي يحضرون فيها ولا المجتمع الذي هم فيه، وهو ما يعرضهم الى الانتقاد اللاذع من الاخرين الاكثر نضجاً او الذين لا يرون للتصوير اهمية كما يراه المهووسين.
كما ان المهووسين بالتصوير ونتيجة لعدم وعيهم بعواقب بعض السلوكيات يدخلون انفسهم في مواقف ذات خطورة مثل تصويرهم لأماكن ذات خصوصية مختلفة؛ مثل الاماكن الامنية التي يعد التصوير فيها او قربها مخالفة قانوية يعاقب عليها القانون بعقوبات قاسية.
ويحاول المهووسون اصطياد اللقطة التي تجلب لهم ما يعرف بالمشاهدات وهو ما يوقعهم في خطيئة نشر صور لافراد او عوائل من دون الاستئذان منهم/ وهذا اتهاك صريح وواضح لخصوصية الناس، اذ تحصل الكثير من مثيلة هذه الحالات في الاماكن العامة التي ترتادها العوائل للتنفيس عن النفس.
كيف نحد من هوس التصوير؟
ما يجب ان يعرفه الموهوسين بالتصوير والاقتناع به للحد من هوس التصوير هو كالآتي:
من الضروري جداً ان يعيَ الجميع ان لكل انسان عالمه الخاص الذي يجب ان يعيشه بعيداً عن اعين الناس، ومشاعر الفرح والمتعة والمرح وحتى الالم والضيق هي مواقف خاصة وليس عرضة للمشاركة مع الجميع، لان في مشاركتها إفساد لها وربما للحياة بصورة عامة لذا يجب مغادرة هذا السلوك.
كما من الجيد ان يفهم حقيقةً حياتية مهمة، وهي أن تصوير الهدايا والعطايا خصوصا الأسرية يفتح الباب الحسد والمقارنات، و تصوير الأطعمة والنعم يثير شجون الفقير، ويؤلم المحتاج وذو الفاقة الذي لم يتمكن من الحصول على هذه النعم التي حصل الآخر عليها والافضل هو شكر النعم والحفاظ عليها والتمتع بها بدلاً من ان تكون للمظاهر فقط.
وعلى فئة المهووسين ان يميزوا بين اللحظات التي يجب ان توثق والأخرى التي هي ليست كذلك، وهذا التمييز سيبعدهم عن الانتقاد الناجم من المساواة بين المواقف واللحظات، فالكثير من الرحلات والمجالس الخاصة لها متعة كبيرة، فلاداعي لفقدانها واضاعتها في التصوير فتلك اللحظات الإنسانية قد لا تتكر مرة أخرى.
من العائدات السلبية لهوس التصوير هو اقحام المهووسيين انفسهم في مواقف غير مناسبة للتصوير، فالهوس يدفعهم الى تلبية رغباتهم النفسية من دون النظر الى المناسبة التي يحضرون فيها ولا المجتمع الذي هم فيه
و على المهووسين في التصوير توخي الحذر عند التصوير فليست كل الاماكن صالحة للتصوير، سيما الاماكن ذات الطابع الامني التي يمنع فيها التصوير فربما الرغبة في التقاط صورة في المكان الخطأ يدفع ثمنه كبيراً وهذا الذي لا يجب ان يحصل وليس له مبرراً بالمطلق.
واخيراً؛ من الاخلاق ان يحترم المصور خصوصية الناس ويبتعد عن التعدي عليها عبر تصويره لهم من دون اذن، إذ ان الكثير من العوائل ترفض ان تنشر صورها او حتى صور اطفالها، وبهذه السلوكيات يعود المهووس بالتصوير الى الاتزان النفسي والسلوكي وهذا هو المطلوب.