الهدى – متابعات ..
لطالما كان اسم بحيرة حمرين يرتبط بأنشطة لجماعات داعش الإرهابية تتمثل بعمليات قتل واختطاف للصيادين، فضلا عن المدنيين في القرى المحيطة بها إذ تحولت البحيرة الى منطقة مهجورة مرعبة على مدى سنوات، لكن الصورة النمطية للبحيرة تغيرت اليوم بعد سلسلة اجراءات اتخذتها القوات الأمنية بمختلف صنوفها وفي مقدمتها تشكيلات الحشد الشعبي.
وأصبحت بحيرة حمرين اليوم وجهة سياحية يقصدها آلاف المواطنين من مختلف المحافظات، فيما يتخذ أكثر من 500 صياد مياه البحيرة مصدرا للرزق الى العمل مع استقرار أمنها وعودة الحياة اليها جراء وفرة المياه وارتفاع مناسيبها.
وفي هذا الصدد، يقول حسين أحمد وهو من هواة الصيد من العاصمة بغداد، إن “بحيرة حمرين وعموم المناطق التي تحيط بها كان مصدرا للخوف وعندما نمر من هنا نتوقع أن نتعرض لهجوم إرهابي في أي لحظة، لكننا اليوم نخيم هنا في رحلة صيد مع مجموعة أصدقاء للاستجمام والخروج من أجواء العمل”.
وأضاف أحمد في حديث لـه، أن “قوات الحشد الشعبي والشرطة والجيش لم يقصروا معنا ويتواصلون معنا على مدار الساعة حال احتياجنا الى شيء او تعرضنا الى مشاكل”.
ويضيف، أن “بحيرة حمرين مكان سياحي مهم ويحتاج الى اهتمام حكومي لتطويره وتحويله الى منتجع ترفيهي وسياحي في ظل توافر كل الظروف الملائمة أبرزها المياه والطبيعة والاستقرار الأمني”.
من جانبه، ذكر قحطان الجبوري وهو من أهالي حمرين ويمتهن صيد السمك في البحيرة أن “بحيرة حمرين تحولت قبل سنوات الى مسرح لنشاط العصابات الإرهابية وتم اختطاف وقتل أكثر من 20 صيادا مما دفعنا الى مغادرتها لفترة طويلة حفاظا على أرواحنا”.
وأشار الجبوري في حديث لـه الى أن “معظم الصيادين عادوا لكسب قوت يومهم وممارسة الصيد في البحيرة نتيجة السيطرة الأمنية عليها، خاصة وأن مياه البحيرة هي مصدر رزق مئات العوائل في عدة قرى، حيث نصيد السمك بأنواعه المختلفة ونبيعه الى تجار يعرفون محليا بـ(السفاطة) وبدورهم يسوقونه الى كافة المحافظات”.
وأكد أن “الانجازات التي حققتها قوات الحشد الشعبي والمتمثلة بضرب أوكار وقيادات داعش الإرهابي ونصبها مئات المرابطات والنقاط في كل المناطق أسهم ببسط الأمن وعودة الحياة لمناطقنا”.
من جهته، يقول المتحدث باسم قيادة شرطة ديالى العقيد هيثم الشمري، إن “الفترة الماضية شهدت قتل عدد كبير من عناصر داعش بينهم إرهابيين بارزين”، لافتا الى أن “بحيرة حمرين تنعم اليوم باستقرار أمني غير مسبوق وتشهد توافد الاف السياح وهواة الصيد من جميع المحافظات”.
ويضيف الشمري أن “الاجراءات الأمنية من القوات الأمنية وصقور الجو مستمرة في كل مناطق ديالى لبسط الأمن والقضاء على العناصر الإرهابية وحواضنها لتوفير أجواء آمنة ومستقرة للمواطنين”.
إلى ذلك، يؤكد الباحث في الشأن الأمني محمد حيدر أن “الحشد الشعبي يمثل قوة ضاربة وحقق نجاحات كبيرة في مناطق حمرين وحتى وإن وجدت بعض العناصر الإرهابية فإنها مختبئة في جحورها وتتخوف من القيام بأي عمل إرهابي لأنها متأكدة بأنها ستتلقى ضربات قوية من قبل قوات الحشد الشعبي في المنطقة”.
ويضيف أن “النقاط الأمنية للحشد الشعبي في محيط بحيرة حمرين تقدر بالمئات وهي مجهزة بأحدث التقنيات الأمنية والكاميرات فضلا عن تنفيذ عمليات الحشد الشعبي لعمليات نوعية لتعزيز الاستقرار وهو ما أدى الى تنظيف تلك المناطق من المجاميع الارهابية المتطرفة بعدما كانت تمثل ملاذات لها قبل سنوات”.
ولفت حيدر الى، أن “حمرين اليوم لابد أن تتحول الى منتجع سياحي وترفيهي مهم ممكن أن يعود بمردودات اقتصادية كبيرة للدولة وتكون قبلة لاستقبال السائحين من داخل العراق وخارجه حال توفرت المتطلبات اللازمة من شواطئ وزوارق حديثة وفنادق وشاليهات”.