الهدى – وكالات ..
لاقت المشاهد المنقولة من “السعودية” لوجود مجسم شبيه بالكعبة الشريفة في عرض للأزياء خلال موسم الرياض استياءً شعبياً واسعاً شمل العالم الإسلامي كله، ما دفع بعدة جهات لإصدار بيانات التنديد بخطوة الرياض الخطيرة.
وفي هذا الإطار، وقعت 15 هيئة إسلامية و25 عالما من المنطقة العربية بيانا عبّروا خلاله عن صدمتهم واستيائهم “وكل مسلم غيور على دينه مما يحدث في بلاد الحرمين، التي هي مهوى قلب كل مسلم وميتغاه، من إفساد للناشئة، ونشر للفجور والفساد بشكل لم يحدث قط منذ زمن الجاهلية، مع ما صاحب ذلك من سجن واعتقال كل عالم وداعية ومصلح استنكر تلك المهرجانات الفاسدة، والحفلات الماجنة التي تبدّد فيها أموال المسلمين على الفجرة من المغنيين والمغنيات.”
ورأى البيان أنه “زاد الطين بلة ما يصاحب ذلك من كفر مباح بأغان تنال من مقدسات المسلمين جهارا نهارا، ثم كانت القاصمة بتصوير شكل للكعبة لا يشك أحد أنها صورة لها، والإتيان بنساء عاريات يطفن حولها، في استهزاء واضح بشعائر الله التي عظمها في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم”.
واستنكر علماء الأمة، أشد الاستنكار، ما يحدث من مهرجانات الرياض وأخواتها من نشر للفجور والرذيلة. وكذا العبث بمقدسات المسلمين والاستهزاء بها.
ودعا البيان العلماء الصادقين والمسلمين الغيورين لاستنكار هذا العبث بمقدسات المسلمين. كما دعا علماء الأمة النظام السعودي لإطلاق سراح العلماء والدعاة واتاحة الفرص والحرية الكاملة لهم ليؤدوا ما أوجب الله عليهم من تبليغ رسالته وهداية الخلق.
وفي وقت سابق، أدانت رابطة علماء اليمن بشدة ما أقدم عليه النظام السعودي، تحت مسمى “الترفيه”، بالاستهزاء بقبلة المسلمين من خلال تمثيل الكعبة والراقصات يرقصن حولها في مسرح ضمن فعاليات ما يُسمى بهيئة الترفيه، والتي هي في الحقيقة هيئة للمسخ وللفسق والفجور.
ولفت البيان إلى أن “هذه الجرائم السعودية بحق المقدسات الإسلامية، وتدنيس بلاد الحرمين الشريفين بالمجون والخلاعة، واستقدام الماجنين والماجنات بملايين الدولارات من أموال المسلمين، وما سبق من إساءة للذات الإلهية، وإلى الأنبياء -عليهم السلام- على لسان إحدى المغنيات التي دفعوا لها الكثير من المال، ونصب تماثيل وأصنام في أحد مواسم الترفيه في جدة، وتسخير الإعلام السعودي لصالح الصهاينة عياناً بياناً، وضد المجاهدين في غزة ولبنان وأحرار الأمة، وتصنيف المجاهدين وحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية منظمات إرهابية، وعقد قمة بدون قيمة لها في الوقت الذي غزة تُحرق وتُباد وتموت جوعاً، ولبنان يدمر، وأسموها بالقمة العربية الإسلامية، التي لم تحرك ساكناً ولم تردع معتدياً، وإنما تخدير لأبناء الأمة، ولِبَث اليأس في أوساطها بأن قمة عربية وإسلامية لم تستطع أن تهز شعرة من المجرم نتنياهو، ولم تستطع منع الإبادة الجماعية، ولم تدعم المجاهدين في غزة ولبنان بكلمة في بيانها، ولم تسطع إدخال لقمة عيش أو حبة دواء أو توقف العدوان أو ترفع الحصار، بل تضمنت الكلمات فيها التنديد بموقف اليمن في حصار العدو الصهيوني”.
في نوفمبر العام الماضي، ومع إطلاق موسم الرياض، استنكر تركي آل الشيخ وفي منشور له على “فيسبوك”، المطالبة بإيقاف “موسم الرياض” من أجل التضامن مع شهداء فلسطين، قائلا إنه “خلال حرب 1967 عندما تم احتلال دول عربية لم يتوقف أي شيء، وعند حرب لبنان لم يتوقف أي شيء، وعندما حاربت بلدي 7 سنوات لم يتوقف فيها شيء، ودم السعودي أغلى لدي من أي شيء”، قبل أن يقوم بحذف المنشور في وقت لاحق وسط هجوم كبير.
يذكر أن النظام السعودي، ومنذ السابع من أكتوبر، يثبت موقفه المعادي لقوى المقاومة الفلسطينية واتهامه إياها بـ”الإرهاب”. والسعي لتشويه صورتها عبر إعلامه ومواقف عدد من أبواقه، وصولاً إلى المضي بمسار التطبيع مع الكيان المحتل وتقديم العون من خلال فتح الرياض لمجالها الجوي والبري للإمداد بعد الإطباق البحري على الكيان من ناحية البحر الأحمر بفعل جبهة الإسناد اليمنية.