الأخبار

مع انتشار الكوليرا؛ بحث يصف حرب السودان بانها “أكثر الصراعات دموية على مستوى العالم”

الهدى – وكالات ..

أعلنت وزارة الصحة السودانية، تسجيل ما يزيد على 29 ألف إصابة بوباء الكوليرا في مختلف أنحاء البلاد، منها 852 حالة وفاة منذ أغسطس الماضي.
وشملت الإصابات الجديدة ولايات القضارف وكسلا والبحر الأحمر (شرق)، والشمالية ونهر النيل (شمال)، والجزيرة (وسط)، ليصل إجمالي الإصابات المسجلة حتى الآن إلى 29,147 حالة.
من جهتها، أوضحت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان لها، أن عدد الإصابات قد شهد انخفاضًا في بعض المناطق، إلا أن الأوضاع المعيشية للنازحين ما تزال في تدهور خطير، مما يعزز من تفاقم الوضع الصحي وانتشار الأمراض.
وتأتي هذه الأزمة الصحية في وقت يعاني فيه السودان من تداعيات صراع دامٍ بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023، أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 11 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ويواجه السودان خطر أزمة إنسانية حادة، حيث تتزايد الدعوات الأممية والدولية للتدخل وتقديم الدعم، تجنبًا لكارثة قد تدفع ملايين السودانيين إلى حافة المجاعة والموت بسبب نقص الغذاء والتدهور المستمر في الأوضاع المعيشية.
هذا وقدّر بحث أجرته 4 جامعات أميركية عدد السودانيين الذين قتلوا بشكل مباشر وغير مباشر خلال الحرب الحالية المستمرة منذ 18 شهرا بنحو 130 ألفاً.
واعتبر البحث أن الصراع الحالي في السودان هو واحد من أكثر الصراعات دموية على مستوى العالم، لكنه الأقل حظا من حيث التغطية الإعلامية مما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا بشكل مقلق.
واستند مختصون في الطب والصحة العامة في جامعات نبراسكا وكاليفورنيا ولوفين وأوريغون، في بحثهم على تقديرات نقابة أطباء السودان ومنظمات دولية، أحصت نحو 19 ألفاً قتلوا بشكل مباشر، مضافاً إليهم نحو 111 ألفاً فقدوا حياتهم بسبب عدم القدرة على الحصول على الغذاء والعلاج أو لأسباب أخرى ناجمة عن تداعيات الحرب.
وتتزايد أعداد ضحايا القصف الجوي والمواجهات العسكرية في السودان بالتوازي مع احتدام القتال في نحو 70 في المئة من مناطق البلاد، وانتشار العديد من الأمراض المعدية مثل الكوليرا.
وأقرّ الباحثون بصعوبة إجراء إحصاءات دقيقة في ظل الفوضى الكبيرة التي تعيشها البلاد، ودفن العديد من القتلى دون سجلات، أو ترك أعداد كبيرة من الجثث في الطرقات بسبب الأوضاع الأمنية الخطيرة، وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة.
وتسببت الحرب السودانية في أزمة إنسانية عميقة صاحبتها أعمال تطهير عرقي واسعة وحالات نزوح جماعي ونقص كبير في الغذاء، وتزداد الأمور تعقيدا في ظل الانتشار المخيف للأمراض.
وقال الباحثون “إن النظر في أعداد القتلى في مثل هذا الصراع لا يشمل فقط إحصاء القتلى نتيجة مباشرة للعنف – وهو أمر يصعب تحديده – ولكن أيضا أولئك الذين ماتوا بسبب عوامل تفاقم الصراع، مثل غياب الرعاية الطارئة، وانهيار برامج التطعيم ونقص الغذاء والدواء الأساسيين”.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا