فکر و تنمیة

الشباب ودرس التحديات العملية

العمل هو نوع من تحقيق الذات وإثبات الوجود، هكذا يفسره علماء النفس، فالإنسان لا يشعر بقيمته، ولا بجدوى وجوده إلا عندما يُنجز عملا معينا، سواء كان ماديا ملموسا أو نظريا وفكريا غير مرئي ولا ملموس، لكنه في كل الأحول منجز يُحسب لمن قام به وأنتجه.

لهذا يسعى الإنسان للعمل، وغالبا ما تبدأ هذه الرحلة في مطلع الشباب، صحيح هنالك أطفال يعملون وينخرطون في مهن بسيطة وأعمال هامشية، لكن العمل الجاد الواضح يبدأ مع دخول الإنسان في سن الشباب، ويبدأ مرحلته هذه في الشروع بعمل معين، قد يختاره بنفسه وهذا أمر نادر، وقد يختاره له أبوه أو شخص آخر وهذا هو الشائع، لأن بداية الشاب مع العمل تحتاج إلى من يعينه ويسانده ويدلّه على الجادة الصواب في العمل.

في البداية لابد أن تعترض الشاب وهو يبدأ بالعمل، تحديات معينة، تختلف من عمل إلى آخر ومن شاب إلى آخر، ولا يمكن أن يكون الطريق مفرشا بالورود، فهنالك عقبات وتحديات ترافق شروع الشاب بالعمل، وأول هذه التحديات طبيعة العمل، والتعقيدات التي يلاحظها العامل في عمله، وهي كثيرة، منها تتعلق بالمهنة نفسها وظروف العمل، ومنها تتعلق بصاحب المعمل أو المصنع أو المحل أو المتجر الذي يعمل فيه الشاب.

لا يصح أن ينكسر الشاب من أول عقبة تظهر له في العمل، لأن العقبات لا تكف عن الظهور حتى للعمال الذين أمضوا أعمارهم في العمل، وهذا يعني حتى العامل المخضرم يمكن أن يواجه مشكلات صعبة في عمله

فإذا كانت التحديات على مستوى العمل، لابد للشاب أن يكون ذكيا صبورا، وأن يسأل ويبحث عن الحلول اللازمة لتلك التحديات، وعليه أيضا أن يستعين من خبرات الذين سبقوه في العمل ويستشيرهم ويطلب معونتهم على حل العقبات التي تواجهه في عمله، كونه يدخل حديثا في هذا المسار الحياتي الجديد، فالشاب لم يجرب سابقا تحديات العمل الجاد، قد يكون دخل في أعمال بسيطة هامشية وهو مراهق أو طفل، لكنه اليوم وهو يبدأ مرحلة الشباب، فهو يدخل في عمل جاد مختلف وعليه أن يتقنه جيدا ويتجاوز تحدياته.

أولا عليه أن يبحث ويفسر ما هو نوع هذا التحدي في العمل، هل يتعلق بطبيعة العمل نفسه، أم برب العمل، أم بظروف أخرى لا يمكنه حلّها بمفرده، هذه أسئلة يمكن أن يتعرض لها الشباب، وعليهم الاستعانة بالآخرين على مواجهتها، وهناك صفة لابد أن يحملها الشاب معه وهو يدخل مضمار العمل الجديد، وهذه الصفة سوف تحلّ له جميع التحديات.

هذه الصفة هي الصبر، فلا يصح أن ينكسر الشاب من أول عقبة تظهر له في العمل، لأن العقبات لا تكف عن الظهور حتى للعمال الذين أمضوا أعمارهم في العمل، وهذا يعني حتى العامل المخضرم يمكن أن يواجه مشكلات صعبة في عمله، لكنه اعتاد على ذلك، وتعامل مع التحديات بصبره وخبراته، واستطاع أن يقفز على هذه التحديات ويجعلها خلف ظهره.

فإذا كان العامل القديم يمكن أن يتعرض إلى تحديات جديدة في العمل، إذا لابد أن يتعرض الشاب وهو في مقتبل العمر والعمل إلى مشكلات عديدة، وهنا يكون الصبر سلاحه في المواجهة والمعالجة، مع أهمية المثابر في البحث عن الحلول، سواء من خلال الجهود الذاتية التي يبذلها الشاب، أو بمساعدة الخبرات القادمة من الآخرين.

وفي هذه الحالة على الشاب أن يكون في قمة الذكاء، ويتابع بدقة طريقة المعالجة لهذه العقبة أو تلك، حتى يمكنه في حال تكررت أن يعالجها بنفسه ولا يحتاج إلى مساعدة الآخرين، وهذا يتعلق بالصبر والذكاء والمثابر والإصرار على النجاح في العمل.

إذا كانت التحديات على مستوى العمل، لابد للشاب أن يكون ذكيا صبورا، وأن يسأل ويبحث عن الحلول اللازمة لتلك التحديات، وعليه أيضا أن يستعين من خبرات الذين سبقوه في العمل ويستشيرهم ويطلب معونتهم على حل العقبات التي تواجهه في عمله

إذن، الشروط والصفات التي تساعد الشاب على تجاوز التحديات في العمل، أولها الصبر، وكذلك عليه أن يتحلى بالإرادة، والمثابرة، والذكاء، وأن لا يتردد في السؤال عن المعالجات، وأن لا يعتمد بشكل دائم على الآخرين في حل العقبات، لاسيما تلك التي تتكرر أكثر من مرة في العمل، فهنالك مشكلات يمكن أن تظهر أكثر من مرة كنوع من التحدي للشاب، فهل يصح أن يستعين بالناس على حلها وهي تتكرر أكثر من مرة؟ بالطبع ليس صحيحا أن يُلقي الشاب بمشكلات عمله على عاتق الآخرين، لأن هذا الأمر سوف يتحول إلى نوع من الاتكالية، وهذا مرض خطير يمكن أن يتسلل للشباب في بعض الأحيان، لهذا مع الزمن على كل عامل شاب أن يتعلم مواجهة التحديات المختلفة ومعالجتها بنفسه وقدراته وذكائه وصبره، وبهذا يكون شابا ناجحا ذكيا وعاملا منتِجا قادرا على مواجهة التحديات.

عن المؤلف

حسين علي حسين/ ماجستير إدارة أعمال

اترك تعليقا