قديماً كان الابناء يتزوجون بغرفة في بيوت آبائهم وتستمر حياتهم ويهنئون بلا مشكلات ولا منغصات ويستمر الامر لسنوات طويلة وبعضهم يبقى مع والديه الى الابد، اما اليوم فقد ظهرت بعض التحديثات على متطلبات الزواج التي قد تفسد الود وتضيع الحب و تفرط عقد العلاقات العائلية، ومنها طلب السكن المستقل عن بيت العائلة الكبيرة بعيداً عن الامكانية المادية، فماهي سلبيات وايجابيات السكن المستقل للزوجين؟
هذا المطلب هو مطلب النساء في الغالب وقد يكون لهنَّ الحق فيه الى حدٍ كبير، غير ان المشكلة هي عدم قدرة الشباب على الاستقلال، سيما في المراحل الاولى من الزواج فهم لازالوا اما حديثي التخرج، أو انهم وافدين جُدد على سوق العمل وليس بإمكانهم توفير هذا المطلب، وهو ما يؤدي الى عدم الاتفاق على الزواج منذ البداية كما يحدث للكثير من الشباب وهذا امر مؤسف عليه ومرفوض سيما في البيئة المسلمة.
في قبالة ذلك يمكننا التأكيد على ان السكن المستقل يزيد من احتماليات الاستقرار العائلي وبالتالي الوصول الى السعادة الزوجية النسبية، وهو احد مقومات العيش المريح على اقل تقدير ولو فقدت إحدى هذه المقومات ستصبح الحياة مهددة وغير قابلة للعيش المشترك.
ومن الاشياء المحبذة في الحياة الزوجية الزوجة أن تسعى جاهدة لأن تعين زوجها في قبول الوضع كما هو عليه والسعي وراء السكن المنفصل وتحسين المعيشة، فهنا يكون كسب ود زوجها والتحبب إليه بحسن المعاملة وطيب الكلام حتى تحصل على مبتغاها، وان حصلت على الرفض من الزوج لا بأس فليست هذه نهاية الحياة وهناك محاولات وطرق أخرى فقط يحتاج الأمر إلى الصبر.
اول الايجابيات هي ابعاد العائلة عن التدخل في الاختلافات التي تحصل بين الزوجين لسبب او لآخر، إذ ان معظم المشكلات البسيطة تتفاقهم بسبب تدخل الاهل
ومن اهم ملامح عدم استقرار العلاقة بين الزوجين هو تزايد التناحر وعدم اهتمامهم ببعضهم البعض ولا حتى بأطفالهم، ومع استمرار العلاقات متوترة، فإن مصير الكثير منها الانفصال في حال عدم قدرتهم على ابقاء مشاكلهم فيما بينهم، إذ ان مشكلة السكن المشترك واحد من اهم اسبابه، فقد لاحظنا ارتفاع غير مسبوق لاعداد الطلاق في العراق سيما في السنوات القليلة الماضية.
ماهي ايجابيات السكن المستقل:
للمنزل المستقل دور ايجابي في حفظ استقرار العلاقة الزوجية وابعادها عن المشكلات التي تحدث بسبب العيش في منزل الابوين سيما مع وجود الاخوان وازواجهم، ومن اهم هذه الايجابيات هي:
اول الايجابيات هي ابعاد العائلة عن التدخل في الاختلافات التي تحصل بين الزوجين لسبب او لآخر، إذ ان معظم المشكلات البسيطة تتفاقهم بسبب تدخل الاهل وان كان القصد هو الاصلاح بينهم، لكنَّ اختلاف الاراء قد يفسد اكثر مما يصلح، اما اذا كان الزوجان يغلقان ابوابهما سيحميان انفسهما من التدخلات وبالتالي ايجاد حلٍّ للمشاكل بهدوء وبدون تدخل احد.
كما عيش الزوجان في منزل مستقل يتيح لهما ان يعيشا نمط الحياة الذي يرغبان به، فلم يعودوا مجبيرين على الالتزام بقواعد منزل الابوين، ولهم الحق في اكل ولبس وعمل ما يرغبون بدون منغصات ولا احراج، بمعنى انهما يمتلكان قرارهم ا في كل ما يريدان، والعكس هو مجاراة العائلة التي هم جزء منها وما عليهما سوى الموافقة على يجري في المنزل، إلا في امور قليلة، وهذا بحد ذاته تقييد متعب وصعب التحمل لكل العمر والانسان بطبعه ينفر من التقييد.
من اهم ملامح عدم استقرار العلاقة بين الزوجين هو تزايد التناحر وعدم اهتمامهم ببعضهم البعض ولا حتى بأطفالهم
واستقلال الزوجان في منزلهما الخاص يدفعهما الى اتخاذ تربية مناسبة لاطفالهم، يعتقدون بصحتها بدون تدخل الاجداد وباقي افراد العائلة، فاختلاف الاجيال ينتج عنه اختلافات في طرق التربية، فما كان سائداً في زمن الاب في التربية قد يكون غير صالح في هذا الزمن، ومن هذه النقطة تحديداً قد يتكون عدم رضا من الجد على ابنه او انتقاد لطريقة تربية حفيده على عكس لو كان الابوان هم من يقرررا كيف يربون ابنهم كما يحبون، ووفق مبادئ ومحددات التربية الحديثة التي تلائم العصر.
في الخلاصة نقول: ان تمكن الانسان من ان يعيش بسكن مستقل فأنه يحصل على ايجابيات ذلك، شريطة ان لا ينقطع عن والديه فأنهم يحتاجونه معنوياً وربما مادياً، اما ان لم يتمكن فعليه تقبل ماهو فيه والعيش مع والديه بالحسنى من دون ان يغضبهم فيحل عليه غضب الله وسخطه.