تعرّض الطفل الصغير الى الحمّى يُدخل الأم أولاً، وجميع افراد العائلة حالة إنذار قصوى مما يدفع الجميع للسعي بالتخلّص من ارتفاع درجة الحرارة بأسرع فرصة ممكنة، لاسيما اذا تجاوز درجة 37.
يؤكد جميع الأطباء على أن ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بشكل خاص، والكبار بشكل عام، دلالة على وجود التهاب في مكان ما بالجسم، وهي تُعد من الألطاف الإلهية بالإنسان بامتلاكه جهاز استشعار تابع لجهاز المناعة يعمل في لحظة تصدي المناعة لأحد عوامل المرض مثل الفيروسات او الميكروبات تؤدي الى التهاب المنطقة المستهدفة.
وهذا ما يؤكد توصية الأطباء لأولياء الأمور بالتفكير أولاً، وقبل أي شيء بمراجعة الطبيب المختص او قسم الطوارئ بمستشفى الأطفال في الأوقات المتأخرة من الليل، وعدم استخدام أي نوع من العلاجات دون استشارة الطبيب، طبعاً؛ هذا لا يعني عدم اتباع إجراءات تقليدية ناجعة تتبادر الى اذهان الجميع، منها: وضع “الكمادات” وقطع القماش النظيفة والمبللة بالماء الدافئ على جبين وأطراف المريض لامتصاص حرارة الجسم وخفضه بشكل مؤقت.
خطوات أولية لمواجهة الحمّى
وثمة إرشادات ينصح بها الأطباء أولياء الأمور، لاسيما الأمهات باتباعها لتكون مساهمة الى جانب ما يكتبه الطبيب من علاج:
- وضع الطفل في حمام ماء فاتر للمساعدة على خفض حرارة الجسم بالتزامن مع استخدام الأدوية أو بشكلٍ منفرد، وفي حال تقيؤ الطفل وعدم قدرته على إبقاء الدواء في معدته؛ إذ يشار إلى أن وضع الماء الفاتر على جسم الطفل يساعد على التخفيف من حرارة الجسم عند تبخّر الماء من على بشرة الطفل المصاب، ومن ثمّ، يساهم في تبريد الجلد وخفض الحمّى، وفي هذا السياق يُنصح باستخدام ماء ذي درجة حرارة تتراوح بين 29-32 درجة مئويّة، والحرص على تجنّب استخدام الماء البارد لما قد يكون له من تأثير سلبيّ من خلال تسبّبه بالرجفة أو الرعشة للطفل، والتي بدورها قد تساهم في رفع درجة حرارة الجسم.
- في حال عدم قدرة الطفل المصاب على الجلوس في حوض الاستحمام، يمكن وضع الماء الدافئ على جسم الطفل باستخدام منشفة ووضعها على معدة الطفل ومنطقة الأربية (أعلى الفخذ)، وتحت الذراعين وخلف العنق، وذلك مع ضرورة التنويه إلى تجنب إضافة الكحول الطبي إلى الماء بهدف خفض الحرارة؛ إذ قد يؤدي امتصاص الجلد للكحول أو استنشاق الكحول إلى إصابة الطفل بمشاكل صحية خطيرة.
- التخفيف من ملابس الطفل على عكس ما يعتقده العديد من الأشخاص، فإنّ الطفل لا يحتاج إلى المزيد من الملابس خلال إصابته بالحمّى؛ إذ إنّ التعرّق الناجم عن ارتداء ملابس إضافية لا يعد وسيلة صحيحة وفعالة في خفض حرارة الجسم، على العكس من ذلك فقد يؤدي إلى انزعاج الطفل، لذا يُنصح بالتخفيف من ملابس الطفل أثناء إصابته بالحمّى، إضافة إلى أن ارتداء المزيد من الملابس سوف يمنع خروج الحرارة من الجسم، ومن ثمّ قد يساهم في رفع درجة حرارة الجسم.
- يُنصح بخفض حرارة غرفة الطفل المصاب بالحمّى للمساعدة على تجنّب فرط الحرارة، وذلك مع تجنّب خفض درجة حرارة الغرفة بشكل كبير؛ وإنما محاولة الاعتدال وجعلها مناسبة للطفل.
- الحرص على حصول الطفل المصاب بالحمّى على الراحة الكافية وشرب كميّات كافية من السوائل لتجنّب الإصابة بالجفاف، وفي حال كان الطفل رضيعًا ينصح بمحاولة زيادة عدد مرات الرضاعة، أمّا بالنسبة للأطفال الآخرين فيجدر الحرص على شرب كميات كافية من الماء، وتقديم الشوربات ومشروبات تخفض الحرارة؛ كالعصائر المخففة، وذلك بهدف المحافظة على رطوبة الجسم وتعويض ما يتم فقده من السوائل من خلال التعرق.
نصائح للأهل للحصول على درجات حرارة الطفل
من أهم النصائح المعتبرة التي يجب على الأهل اتباعها عند قياس درجة حرارة الطفل:
- قياس درجة الحرارة الطفل بعد مرور 30 دقيقة من تناولهِ للأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة.
- عدم السماح للطفل بأن يعض ميزان الحرارة الفمويّ.
- عدم السماح للطفل بالتكلم خلال قياس درجة حرارته عن طريق الفم.
- عدم السماح للطفل بالحركة خلال قياس درجة حرارته باستخدام ميزان الحرارة تحت الإبط.
- يُفضّل تجنّب استخدام شرائط الحمّى (بالإنجليزية: Fever strips) وموازين الحرارة الرقمية على شكل مصاصّة للأطفال (بالإنجليزيّة: Digital pacifier).
- يجب الالتزام بقراءة التعليمات المكتوبة على موازين الحرارة، والحصول على ميزان رقمي خاص بالفم ووضع علامة مميزة عليه في حالة الرّغبة بقياس درجة الحرارة من الشرج؛ حيث يجب عدم استخدام ميزان حرارة واحد لكلا المنطقتين.
- يجب عدم ترك الميزان عند قياس درجة حرارة الطفل للتأكّد من بقائه بمكانه الصحيح أثناء القياس.
- يجب تنظيف طرف ميزان الحرارة عن طريق اتّباع التعليمات الخاصّة بكل نوع قبل وبعد كل استخدام.
معلومات تفيدك عن حرارة جسمك
كيف يحافظ الجسم على درجة الحرارة بشكل طبيعي؟
يُعبّر مصطلح درجة حرارة الجسم (بالإنجليزيّة: Body temperature)) عن مقياس قدرة جسم الإنسان على إنتاج الحرارة والتخلّص منها، وعلى الرّغم من تغيّر درجة الحرارة المحيطة بالإنسان بشكلٍ كبير، إلّا أن الجسم يمتاز بقدرته على إبقاء درجة حرارته ضمن المُعدّل الآمن؛ فعندما يشعر الإنسان بالبرد الشديد تضيق الأوعية الدمويّة في الجسم الأمر الذي يُقلل تدفّق الدّم إلى الجلد بهدف المحافظة على حرارة الجسم، وقد يبدأ عندها الإنسان بالارتعاش؛ حيث ترتجف العضلات لتساهم في إنتاج كمية إضافية من الحرارة، وعلى العكس من ذلك تتّسع الأوعيّة الدمويّة في الجلد عندما يشعر الإنسان بالحر الشديد، وذلك بهدف نقل الحرارة الزائدة لسطح الجلد، وقد يبدأ الإنسان بالتعرّق الذي يسهم في تبريد الجسم عندما يتبخّر.
________
مقتبس من موقع موضوع.