{قَٰاتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ}
إن قيمة القوة العسكرية الصهيونية ليست على قوة الترسانة الحربية وتنوعها وليست على القوة التكنولوجية والإعلامية التي تستخدمها، بقدر كونهم يستخدمون كما يعبر عنه بالعلوم العسكرية عنصر (المباغتة).
ولمعرفة المباغتة واشكالها وأسبابها ما جاء في كتاب حرب المباغتة وهي: “خلق موقف يجعل الخصم عاجزاً عن القيام بردود فعل صحيحة خلال فترة زمنية معينة، مما يسمح للطرف – صاحب المباغتة – بالانفراد بحرية العمل العسكري.
ومن هنا تظهر أهمية المباغتة كعامل يسمح بخلق مواقفَ جديدة باستمرار مباغتات جديدة يمكن أن يطلق عليها اسم الامساك بالمبادأة، فإذا لم يحدث ذلك ستضيع كل أهمية للمباغتة”.
أن كل ما عمله الاحتلال على مدى جثومه على صدر المعمورة واستمرار بقاءه هو نتاج المباغتة والحيلة والموامرات ورغم ذلك في غالب الأحيان تفشل مباغتاته، وكل ما عُدّ انتصارا لهم، فهو جراء المباغتة التي كانت ولا زالت هي المنهج الرئيسي الذي ينتهجونه، ففي كلمة لرابين رئيس اركان جيشهم آنذاك في الولايات المتحدة ١٩٦٧: يحتل مبدأ المباغتة مكانة في مقدمة مبادىء الحرب الاسرائيلية، وهناك أشكال متعددة للمباغتة تختلف عن بعضها بعضاً، سوى أن القيادة الاسرائيلية تسعى دائما إلى أن تجد شكلاً جديداً للمباغتة لم تألفه، أو تعرفه الحروب السابقة.”
ومنذ ذلك الحين وهم لا ينفكون عن استخدام المكر و المباغتة، وإلا فهم على أرض الميدان المباشر ليس لهم ناقة ولا جمل والشاهد حربهم مع لبنان في 2006.
فما هي فاىدة حركة المباغتة وما الذي تفعله على مسرح العمليات؟
الجواب: أن المباغتة تأتي ضمن إطار استراتيجية معينة يهدف من خلالها إلى إخلال وارباك وضع الخصم على المستوى المادي والنفسي معا، وإلا لا يتحقق ذلك سرعان ما يلتفت الخصم بردود فعل حاسمة، فإذا كان استخدامهم التكنولوجيا في تفجير أجهزة الاتصال البايجر يهدف ارباك صفوف المقاومة، واستهدافهم لقادة وشهداء حزب الله قصدهم بذلك استهداف الهيكلية القيادية فهم واهمون.
بالنسبة للمقاومة أن كلا الأمرين متساويان؛ اذا كان حربا مباشرة فالكيان سيدخل برجليه إلى الجحيم، أو حرب استنزاف تهوي بالكيان إلى الهاوية وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة
و اذا كان قد تحقق الأمر على المستوى المادي فهم تضرروا أضعاف ما تتضررته المقاومة منذ بداية الحرب، واذا كان على المستوى النفسي فهم جعلوا المقاومة اقوى واكثر ثقة وإيمانا بمحوريتها بسبب ثقافة أبناء المقاومة التي لا تعرف اليأس والاستسلام.
فموقف (أن فقد ولد يافع أصابعه أو يده في إحدى مستشفيات الضاحية واذا بأمه تبكي فقال لها ما يبكيك قالت عليك يا ولدي فقال لها ليهون عليها: لا تبكين يا امي أن هذا قليل بما حدث مع الحسين وأبي الفضل العباس عليهما السلام، والموقف كافٍ دون شرح فهم أمام مقاومة تضحيتها بلا حدود و صبرها بلا حدود وثباتها بلا حدود، وأما إن كان قصدهم أن يجعلوا محور المقاومة(على باب أمرين احلاهما مر) فهذا غير حاصل أيضا، و بالنسبة للمقاومة أن كلا الأمرين متساويان؛ اذا كان حربا مباشرة فالكيان سيدخل برجليه إلى الجحيم، أو حرب استنزاف تهوي بالكيان إلى الهاوية وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
فخلاصة ما نقول: إن المازق الذي دخل به الكيان الغاصب وبعد أن فقد اي بُعد استراتيجي من حملته جنوبا وشمالا بأعتراف قادته فأن “الخلخلة التي اعتقدها العدو من جراء تفجير أجهزة البايجر واستهداف قادة المقاومة لم تحقق أي بعد استراتيجي حتى إذا انتهى التصعيد.
و(العدو الصهيوني جعل نفسه أمام أمرين أحلاهما مُر)أمام الاجتياح في جنوب لبنان ومواجهة المجهول والجحيم، وأما يستمر استنزافه وفتح جبهات أخرى عليه، وبعد ضربهم سيد المقاومة السيد حسن نصر الله بأنهم سيضربون هرم القيادة فهم جدا واهمون، وهم بزهوا انتصارهم نقول: انكم أصبحتم تواجهون رجال من بأس حيدر أشداء على الكفار رحماء بينهم يدافعون عن شرف هذه الأمة ومقدساتها، بل وخلّفت قيادة السيد رجالا أكثر قدرةً على المواجهة واكثر تنظيماً واستراتيجية لحسم ما يواجه من تحديات وعقبات، والدليل أن ما اعتبرتموه حرب مباغتة بقي حرب استنزاف لكم، بل وتطور إلى رد فعل حاسم بالصواريخ النوعية من جبهة إيران، ولأبناء حيدر معكم جولات وضربات موجعة بل وسيعيدون بكم موقف خيبر والسلام.