كما نقلق نحن الكبار قبل البداية في وظيفة جديدة يقلق صغارنا من من الذهاب للمدرسة في بداية العام الدراسي، ويتجدد هذا القلق سنوياً ويرتفع عند البعض الى مستويات تمنعهم من الذهاب للمدرسة، وهو ما يجعل الابوين يبحثان عن الاسباب بغية معالجتها، لكون الامر يمثّل مشكلة حقيقة ليس بالهينة.
فماهي انعكاسات قلق المدرسة على الطلبة؟
وماهي الاسباب؟
وكيف يمكن معالجة هذه المشكلة؟
السوء يمكن في شروع الطفل في البكاء أو رفض الذهاب إلى المدرسة، في هذه الحال يجب ان لا يستسلم الابوان و لايدعانه يبقى في المنزل إلا إذا كان هناك سبب وجيه بالطبع، فالبقاء في المنزل لن يؤدي إلا إلى تعزيز القلق فيزداد الأمر تعقيداً، وبالتالي تصعب العلاجات ومع تقدم الوقت يمكن ان تستحيل المعالجة.
يتساوى معدل إصابة كل من الذكور والإناث في قلق المدرسة، وعدد الطلاب الذين يعانون من فوبيا المدرسة في عمر الـ 5-7 سنوات ويشكلون 4.5%، وعمر الـ 11-14 سنة ويشكلون 1.3%، هذه المراحل العمرية يرافقها الدخول للمدرسة لبداية المرحلة الابتدائية أو الانتقال إلى المرحلة المتوسطة، كل من هذه الأحداث هي أحداث مثيرة لتوتر الطالب وتحفز ظهور أعراض رهاب المدرسة.
للحد من قلق المدرسة يجب التحدث الى الطفل عن المكاسب التي سيجنيها لو حصل على شهادة اكاديمية وربطه بالواقع عبر اخباره بأحوال افراد أكملوا دراستهم قبالة آخرين لم يكملوها
ليس الطفل وحده من يقلق من تجربة امرٍ جديد او العودة الى سلوكية غاب عنها لفترات ولو لمدة الاشهر، وهو ما يجعله يهرب من مثل هذا الامور، وهذا ما يجعل الطلاب سيما الاطفال يقبعون تحت ضغط المدرسة في بداية كل عام دراسي لدى المصابين بهذا النوع من انواع القلق والتي لا تقل خطورة عن الكثير من انواع القلق الاخرى.
اعراض قلق المدرسة:
من الاعراض التي تظهر لدى الطفل المصاب بقلق هي ملازمة الفراش والتمسك به والتظاهر بكونه نائم وهو ليس كذلك، ويبدو الطفل مفزوعاً ومفرط التعرق وتسارع في دقات القلب وكثير التبول ورعشة في جسمه وكأنه مصاب بمرض جسماني ما.
ويمكن ظهور قلق المدرسة أيضاً على شكل أعراض جسدية اخرى عند الطفل مثل دوار وصداع وألم في البطن وغيرها، تتميز هذه الأعراض بأنها تتحسن وتختفي حين يسمح للطفل في البقاء في المنزل ويعود الطفل لنشاطه السابق وتعود الأعراض إلى الظهور في صباح اليوم التالي قبل الذهاب إلى المدرسة.
اسباب قلق المدرسة:
عدة اسباب محتملة لظهور قلق المدرسة على الاطفال من اهمها ما يلي:
محاولة الطفل ان يلفت انظار والديه فيختار وقت الذهاب للمدرسة ليظهر نوبات القلق والغضب والرفض للمدرسة وكل ذلك يفعله من اجل الحصول على مكاسبَ مادية ومعنوية من الاهل وهو اسلوب اشبه بأسلوب المقايضة، وبعد ذلك يصبح الامر اسلوبَ حياةٍ، مما يجعله يصبح قلقاً بالفعل وقد ينجح الكثير من الاطفال في الحصول على ما يريدون عبر هذا الاسلوب.
السبب المحتمل الآخر هو حصول الطفل على كمٍّ عالٍ من الاهتمام والرعاية في المنزل، ومن ثم يرفض الذهاب للمدرسة خوفاً من ان يفقد هذه الميزات التي يحصل عليها داخل المنزل.
السبب المحتمل الثالث هو تعرّض الطفل في مرحلة دراسية سابقة لمعاملة سيئة من قبل معلم وهو ما يجعله ينفر المدرسة ويصاب بالهلع عند عودة المدرسة في السنة القادمة.
والسبب الرابع المحتمل هو عدم توفر البيئة المدرسية المريحة للطالب من مرافق صحية واماكن جلوس ومصادر للمياه وغيرها من الامور التي تجعل الطفل يشعر بالاحترام والتقدير وبالتالي لا يفضل ان يكون في موقع الاهانة.
كيف نحد من هذا القلق؟
للحد من قلق المدرسة يجب التحدث الى الطفل عن المكاسب التي سيجنيها لو حصل على شهادة اكاديمية وربطه بالواقع عبر اخباره بأحوال افراد أكملوا دراستهم قبالة آخرين لم يكملوها، وهو ما يدفعه لان يكمل دراسته ولا يتقاعس فيها.
السبب المحتمل الآخر هو حصول الطفل على كمٍّ عالٍ من الاهتمام والرعاية في المنزل، ومن ثم يرفض الذهاب للمدرسة خوفاً من ان يفقد هذه الميزات التي يحصل عليها داخل المنزل
ومن المعالجات الاخرى هو محاولة اختيار بيئة مدرسية مريحة للطفل من حيث الماديات وحتى المعنويات وعدم زجّه في بيئة مدرسية قاسية لا يحترم فيها المعلم طلبته ويظربهم ويهينهم بالكلام الجارج وما شاكل لتكون البيئة المدرسية جاذبة لا طاردة.
كما من المهم مساعدته في ارشاده للدراسة الصحيحة لكي لا تكون الواجبات المدرسية مصدر قلق وخوف لديه، ومن ثم يبحث عن ابواب للتهرب من المدرسة، وبهذه الامور يعود الطفل الى التوازن بعد ازالة مصادر القلق وهذا الذي نريده.