الهدى – متابعات ..
أعربت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، اليوم الاثنين، عن تضامنها مع الشعب اللبناني إثر العدوان الصهيوني الغاشم.
وقال مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني بالنجف الأشرف، في بيان صدر عنه اليوم، انه “في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الشعب اللبناني الكريم، حيث يتعرض بصورة متزايدة للعدوان الصهيوني الغاشم وبأساليب متوحشة، شملت تفجير أعداد كبيرة من أجهزة الاتصالات الشخصية ونحوها، واستهداف مساكن مكتظة بالمواطنين حتى من النساء والأطفال، وشنّ غارات مكثفة على عشرات القرى والبلدات في الجنوب والبقاع، مما أسفر – لحد الآن – عن استشهاد وجرح أعداد كبيرة من المقاومين الأبطال وغيرهم من المدنيين الأبرياء وتهجير عشرات الآلاف عن مساكنهم ومنازلهم، فإن المرجعية الدينية العليا تعرب عن تضامنها مع أعزتها اللبنانيين الكرام ومواساتها لهم في معاناتهم الكبيرة، رافعة أكفّ الضراعة إلى الله العلي القدير أن يرعاهم ويحميهم ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجّار، وأن يشمل شهداءهم الأبرار بالرحمة اوالرضوان ويمنّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل”.
وطالبت المرجعية الدينية، وفقاً للبيان، بـ”بذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة”، داعية “المؤمنين إلى القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية”.
الى ذلك دعت المواكب الحسينية لالى مع التبرعات العينية من غذاء ودواء وأغطية وخيم لمساندة الشعب اللبناني، مبينة ان ذلك يأتي ضمن مبادئ الدين الإسلامي التي تدعو إلى نصرة المظلوم وإعانة المحتاج.
وإثر بيان المرجعية المساند للشعب اللبناني قالت هيئة المواكب الحسينية انه “في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الشعب اللبناني من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، تأتي هذه الدعوة المباركة كواجب ديني وأخلاقي، داعية لجمع التبرعات العينية كاستجابة لأوامر الله ورسوله في تقديم العون لكل محتاج ومضطهد.
وبينت الهيئة في بيان لها، ان التكافل الاجتماعي بين المسلمين والتآزر في الأوقات العصيبة هو أمر راسخ في تعاليم الإسلام، ويجب أن يكون كل مسلم على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة بأي وسيلة ممكنة، سواء كانت غذاءً أو دواءً أو دعماً معنوياً.
بدوره حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مخاطر تحويل لبنان إلى “غزة أخرى” في خضم تصعيد للأعمال العدائية بين الاسرائيلية.
وقال غوتيريش في تصريح لشبكة “سي إن إن” الأميركية، إن التوتر المتزايد في المنطقة مثير للقلق، وحذر من “خطر تحويل لبنان إلى غزة أخرى” في إشارة إلى الحرب المستعرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داعياً إلى “تخفيض حدة التوترات بينهما”.
وأشار غوتيريش إلى الأزمة الإنسانية الحاصلة في قطاع غزة، وأعرب عن أسفه “لعدم وجود نية فعلية” لدى كل الأطراف من أجل وقف لإطلاق النار.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الاثنين، استشهاد أكثر من 100 شخص، وإصابة أكثر من 400 آخرين، بينهم أطفال ونساء ومسعفون، من جراء العدوان الصهيوني على الجنوب اللبناني..
وبينما يستمر العدوان، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الفاعلة إلى “الوقوف مع الحق وردع العدوان على لبنان”ن مشددا على أنّ العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان يمثّل “حرب إبادة جماعية بكل ما للكلمة من معنى، وهدفها تدمير القرى اللبنانية”.
بدوره، أكد مصباح العلي، وهو مستشار وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، تلقي مكتب الوزير تسجيلاً صوتياً يتضمن دعوة إلى إخلاء المكتب.
وفي حديث له، شدد العلي على أنّ موقف لبنان الرسمي سيكون عبر المحافل الدولية على التهديد الإسرائيلي، مشيراً إلى أنّ “توجيه تهديد مباشر إلى مبنى حكومي له دلالات”، مضيفا أنّ “الشبكة الأرضية للاتصالات لم يتم اختراقها”.
في غضون ذلك، وصلت جثامين 4 شهداء، بينهم طفلان، إلى مستشفى تبنين الحكومي، إضافة إلى 26 جريحاً، من جراء الغارات الإسرائيلية.
وطلبت الوزارة من جميع المستشفيات في محافظات الجنوب والنبطية وبعلبك – الهرمل وقف العمليات الباردة، أي تلك التي يمكن تأجيلها، من أجل معالجة الجرحى من جراء الغارات الإسرائيلية.
وشنّ الاحتلال غارةً عنيفةً على بلدة زبقين الجنوبية، واستهدف بأخرى بعض المنازل في سهل الخيام. كما شنّ غارات على الطيبة ودير سريان وأطراف وادي الحجير.
ولم تقتصر الاستهدافات الإسرائيلية على القرى القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة، بل وصلت حتى القرى في إقليم التفاح وأقضية الزهراني وصيدا والنبطية، حيث أصيب عدد من الأشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منشأةً صناعيةً في تول في قضاء النبطية.
وفي صيدا، أُصيب عدد من الأشخاص في استهداف الاحتلال مبنيين سكنيين في البابلية والصرفند، بحسب الوكالة الإخبارية الرسمية.
واستشهد شخصان على الأقل، بينما أُصيب آخرون، من جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بلدة السكسكية، في حين جُرح 4 أشخاص، في حصيلة أولية، في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بلدة الغازية، وبالتزامن، أشعلت المسيّرات الإسرائيلية الحرائق في الأحراج في جنوبي لبنان.
أما في البقاع الغربي، فاستهدف الاحتلال مرتفعات محيطة ببلدة مشغرة، فيما استهدفت غارة مرتفعات محيطة ببلدة سحمر.
يُذكر أنّ الاحتلال كثّف عدوانه على لبنان منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الاثنين، وشنّ مئات الغارات.