الهدى – وكالات ..
نشرت صحيفة “باكستان توداي Pakistan Today” الرسمية الباكستانية، تقريراً مفصلاً سلّطت من خلاله الضوء على حجم التعاون السائد بين حركة طالـبان الأفغانية، والتنظيمات الإرهـابية النشطة على امتداد الحدود الرابطة بين البلدين.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنه “عندما استولى مقاتلو حركة طالـبان في شهر آب 2021 على السلطة في أفغانستان، فقد أوضحت الحركة أن الأراضي الأفغانية لن تُستخدم كمنطلق لأي تنظيمات إرهـابية مثل حركة طالـبان الباكستانية، أو القاعدة، أو داعش، لشنّ هجمات مسلّحة ضد الدول المجاورة، بما في ذلك باكستان، إلا أن العديد من المصادر كانت قد أشارت إلى أن بعض مسلحي حركة طالـبان الباكستانية المتمركزة في أفغانستان، قد أقدموا على التسلل الى باكستان قادمين من أفغانستان، مما دفع بالقيادة العسكرية الباكستانية الى تحذير حكومة كابول حول النظر في هذا التسلل”.
وأشار التقرير الى أن “القوات المسلحة الباكستانية مدعومةً بوكالة الاستخبارات الداخلية، قد حققت نجاحات عديدة في تأمين مقاطعتي بلوشستان وخيبر بختونخوا الى جانب مدينة كراتشي وغيرها من المناطق المعرضة لخطر الإرهابيين المدعومين من الخارج”، مضيفاً أن “الهجمات الإرهـابية عادت الى الواجهة في هذه المناطق وخاصةً في بلوشستان التي تعد النقطة المركزية للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني”.
واتهم معدّ التقرير، الكاتب والمحلل الباكستاني “سجاد شوكت”، كلاً من “جهاز الاستخبارات الهندي بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائـيلي عبر أدواتها في المنطقة، بزعزعة استقرار باكستان وإلحاق الضرر بمشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان الذي يعدّ جزءاً من مبادرة (الحزام والطريق) الصينية، والتي أعلنت كل من واشنطن ونيودلهي مراراً وتكراراً عن معارضتها”.
وأورد الكاتب في سياق تقريره، العديد من الأمثلة على وحدة أهداف حركة طالبان مع التنظيمات الإرهــابية، ومنها إقدام مقاتلي الحركة على الاشتباك مع قوات الأمن الباكستانية في منطقة “شامان” الحدودية داخل الأراضي الباكستانية في 10 كانون الأول 2022، لتقوم بعدها بإطلاق قذائف الهاون على مناطق مدنية، مما أسفر عن سقوط سبعة ضحايا على الأقل وإصابة 17 آخرين، إلا أنه وعلى الرغم من اعتذار كابول، فقد أدى قصف عنيف غير مبرر من قبل قوات الحدود الأفغانية إلى مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 16 آخرين في الـ 15 من الشهر نفسه وفي المنطقة الحدودية نفسها، ولدافع وحيد هو منع السلطات الباكستانية من المباشرة بأي عمليات إصلاح للسياج الحدودي الرابط بين البلدين بهدف منع حركة المسلحين وضمان إدارة أفضل للحدود.
وأوضح الكاتب المتخصص بالشؤون الدولية، أن من بين الأمثلة الأخرى حول ما ورد في تقريره، هو نجاة رئيس البعثة الدبلوماسية الباكستانية في كابول، “عبيد الرحمن نظاماني”، بأعجوبة من محاولة اغتيال في 2 كانون الأول 2022 دون أن يتم الكشف عن هوية من يقف وراء هذا الهجوم رغم وعود حركة طالـبان بالتحقيق في الحادث، لتتواصل بعدها المخاوف الأمنية في المناطق الحدودية مع أفغانستان بعد أن أنهت حركة طالـبان الباكستانية في 28 تشرين الثاني من العام الماضي، وقف إطلاق النار المتفق عليه مع الحكومة الباكستانية بعد (5) أشهر فقط على توقيعه، لتأمر حينها مسلحيها بشنّ هجمات في جميع أنحاء البلاد.