في بداية كل سنة دراسية جديدة، تظهر بوادر القلق عند الطلاب، وتظهر أمامهم تحديات عديدة، وهذا أمر طبيعي من الناحية النفسية، فالطالب بعد أن يقضي شهرين أو ثلاثة شهور في العطلة الصيفية وهو بعيد عن مقاعد الدراسة، بلا تحضير دروس ولا مراجعات وبعيد عن الامتحانات، فإنه يشعر بحالة من الاسترخاء، وغياب المسؤولية الدراسية، فينسى هموم الدراسة وتحضير الواجبات والاستعداد للامتحانات.
لكنه حين يعود بعد انتهاء العطلة الصيفية، إلى سنة دراسية جديدة كما يحدث الآن لجميع المراحل الدراسية تقريبا، حيث فتحت المدارس الابتدائية والمتوسطة وحتى الثانوية أبوابها للطلاب، استعدادا لبدء العام الدراسي الجديد، حيث شرعت الكثير من المدارس بتوزيع الكتب على الطلاب، وهذه إشارة لكل طالب بأن يستعد لهذه السنة الجديدة.
وهكذا تبدأ أيضا جملة من التحديات تعيش مع كل طالب، وعليه أن يتعايش معها، ويواجهها ويستعد للتعامل معها، حتى يكون بمقدوره أن يحصل على النتائج التي يرغب بها، ولكن هناك ملاحظة واضحة تتضح في عالم اليوم فيما يخص الدرجات والعلامات والشهادات التي يطمح إليها الطلاب، فالجميع يرغب ويريد الحصول على درجات عالية تؤهله للدخول في جامعات وتخصصات تضمن له مستقبلا ماديا جيدا.
كلية الطب بفروعها كافة، هي المطمح الأول والأهم لجميع أو معظم الطلبة الجدد، وهذا يتطلب درجات بمعدل عال يصل إلى 100% أو أكثر أحيانا، وهذا يجعل الطلاب في حالة من الضغط النفسي الهائل، وهذا هو التحدي الأكبر الذي يعيشه معظم الطلاب، وهو يعتمد على جوانب عديدة منها وأولها درجة استعداد الطالب نفسيا وعقليا لتحقيق هذه النتيجة من التفوق على الآخرين.
من التحديات الأخرى التي يواجهها الطالب، حالات التنمر التي قد تظهر من بعض الأساتذة، أو حتى الطلاب، فليس الجميع أسوياء، بل هناك مستويات متباينة من حيث التربية والأخلاق والتعامل مع الآخرين
الاستقرار النفسي للطالب في غاية الأهمية، وهو يتغلب حتى على الاستعداد المادي، لهذه ينبغي على الطلاب وخصوصا الصفوف المنتهية (السادس الاعدادي) أن ينتبهوا كثيرا على هذه النقطة، فليس المهم بالدرجة الأولى أن يكون مكتفيا ماديا، وأن يثير الآخرين بمظهره، وأن يتعطّر بأفضل العطور أو يرتدي أفضل الملابس أو يصعد سيارة فارهة، بل المهم كيف يستعد نفسيا للتفوق في سنته الدراسية الجديدة.
إذن النقطة الأهم في مواجهة التحديات هي أن يستعد الطلاب نفسيا للسنة الدراسية الجديدة ومناهجها، وهناك سبل معينة يمكن أن تساعد الطالب على مضاعفة الاستعداد النفسي، منها مثلا تحسين علاقاته الاجتماعية والعملية مع الأساتذة والطلاب من أقرانه، إذ عليه أن يتعامل معهم بكل الاحترام والتواضع وأن يبدي لهم التعاون وتبادل الكلمات الطيبة والمشاعر الصادقة وأن لا يدخل مع الآخرين في حالة من (الصراع الدراسي).
فهناك مشكلة يعيشها كثير من الطلاب عندما يدخلون في حالة من الصراع مع طلاب آخرين، في الجانب العلمي، والتفوق في الدرجات، ولكن إذا كانت هذه المواجهة تجري في إطار المنافسة العادلة، فلا بأس بها، بل هي حالة مطلوبة حتى تدفع الطلاب إلى تطوير معلوماتهم وتعميق اطلاعهم على المناهج العلمية والاستعداد للاختبارات الشهرية بالشكل الذي يتيح لهم الحصول على علامات جيدة ومعلومات جديدة.
من التحديات الأخرى التي يواجهها الطالب، حالات التنمر التي قد تظهر من بعض الأساتذة، أو حتى الطلاب، فليس الجميع أسوياء، بل هناك مستويات متباينة من حيث التربية والأخلاق والتعامل مع الآخرين، فماذا يفعل الطالب حين يتعرض إلى نوع من الضغط القاسي من أحد المدرّسين مثلا؟، وكيف يعالج هذه المشكلة التي تجعله طالبا محبَطًا؟
في مثل هذه الحالات، لابد للطالب أن يعالج الأمر بنوع من التأني والحكمة، وأول شيء يقوم به، أن لا يتصادم مع المتنمّر، وأن لا يدخل في صراع معه، بل عليه أن يبدي المرونة وأن يتعامل بأخلاق عالية مع المقابل، وأن يحاول بكل الطرق أن يخفف من حدة الطبع عن الآخر، وكثير من حالات العداء والتصادم تحولت إلى صداقات بعد أن سعى أحد الأطراف إلى كسب الآخر من خلال تعامله الأخلاقي العالي.
النقطة الأهم في مواجهة التحديات هي أن يستعد الطلاب نفسيا للسنة الدراسية الجديدة ومناهجها، وهناك سبل معينة يمكن أن تساعد الطالب على مضاعفة الاستعداد النفسي، منها مثلا تحسين علاقاته الاجتماعية والعملية مع الأساتذة والطلاب من أقرانه
وهناك قصص كثيرة تؤكد أن حالات التنمر تعد من التحديات الكبيرة التي يتعرض لها الطلاب، خصوصا في بدايات السنة الدراسية، وخصوصا بالنسبة للأطفال والمراحل الدراسية الأدنى، لهذا يجب أن يتم التعامل مع هذه الحالات بنوع من الحكمة، لاسيما من الإدارات المدرسية، وكذلك مطلوب من الطالب نفسه أن يتحلى بالأخلاق العالية التي تجعله في مأمن من كل المشكلات والتحديات المتوقَّعة وغير المتوقّعة.