الهدى – وكالات ..
تتواصل الهجمات “الهادفة” و “الممنهجة” ضد الشيعة الهزارة في افغانستان، منذ أن أعادت طالبان هيمنتها على أفغانستان في آب/أغسطس 2021، وآخرها ما وقع قبل أيام حيث استشهد 14 مدنيا في المناطق الحدودية لولايتي دايكندي وغور رميا بالرصاص، وأصيب أربعة آخرين.
وكان ضحايا هذا الهجوم، كلهم من سكان مدينة “سنك تخت وبندر” بولاية دايكندي، وتعرضوا لاطلاق النار على يد 4 مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين في منطقة تقع بين قرية “قريودال” بهذه المدينة وقرية “بهلو سنك” بولاية غور.
وقالت مصادر محلية، أن نحو 25 شخصا من سكان قرية “قريودال” بمدينة سنك تخت وبندر بولاية دايكندي كانوا قد توجهوا إلى المناطق الحدودية لهذه الولاية المتاخمة لولاية غور، لاستقبال الزائرين العائدين من كربلاء المقدسة.
وأضافت أن المهاجمين كانوا أربعة أشخاص مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين، أطلقوا النار على الشيعة الهزارة قبل أن يلوذوا بالفرار.
وقد لاذت طالبان لحد الان، بالصمت إزاء هذه الجريمة المروعة، ولم تؤيدها علنا، غير أن المتحدث باسم وزارة داخليتها أكد وقوع هذه الجريمة في حديث مع عدد من وسائل الإعلام، لكنه أحجم عن إعطاء تفاصيل حولها وعدد الضحايا.
وتبنى تنظيم داعش خراسان مسؤولية هذا الهجوم وقال أنه قتل خلال الهجوم 15 شيعيا، وأصاب ستة اخرين.
وبينت مصادر محلية أن المهاجمين أوقفوا الحافلة التي كانت تقل المسافرين على طريق قرية “سر درة بهلو سنك” بولاية غور، وأنزلوهم منها، ومن ثم أطلقوا النار عليهم.
ويُشاهد في الصور التي بثها تنظيم داعش الإرهابي أن المهاجمين، أوقفوا الضحايا في طابور قبل أن يطلقوا النار عليهم، كما تظهر الصور أن عددا من الضحايا، تعرضوا لاطلاق النار ولقوا مصرعهم بينما كانوا يفرون راكضين.
وتُظهر الصور التي نشرها تنظيم داعش الإرهابي أن المهاجمين المسلحين، كانوا يحملون بنادق من طراز كلاشينكوف ومسدسات، ويشاهد اثنان منهم على الأقل وهما يطلقان النار على المسافرين.
كما تُظهر هذه الصور أن أغلبية الضحايا هم رجال شبان من الهزارة، مرمية أجسادهم على الأرض بعد أن أُطلقت النار عليهم.
ورغم أن تنظيم داعش تبنى مسؤولية هذا الهجوم الإرهابي، بيد أن المصادر المحلية كانت قد قالت في وقت سابق أن أعضاء داعش في ولاية غور الأفغانية، انضموا إلى هذا التنظيم بعد هيمنة طالبان على البلاد.
وكانت المصادر الخبرية قد ذكرت في وقت سابق أن عددا من أفراد داعش، عُيّنوا موظفين حتى في الدوائر الحكومية الخاضعة لسلطة طالبان بولاية غور، ومع ذلك قالت مجموعة طالبان مرارا أن تنظيم داعش غير موجود في أفغانستان، وأنها قضت عليه.
ولقي قتل الشيعة الهزارة في المناطق الحدودية لولايتي دايكندي وغور، ردود أفعال واسعة من المواطنين الأفغان الذين اعتبروا ذلك استمرارا ل”الإبادة الجماعية للهزارة” و الجريمة ضد الانسانية.
واعتبرت “جبهة تحرير أفغانستان” في بيان لها، هذا الهجوم بانه “إبادة جماعية” و “جريمة ضد الانسانية” وأن منفذيها هم “ميليشيا تابعة لمجموعة طالبان.”
وقالت الجبهة في بيانها، أن هذا الهجوم هو واحد من الهجمات المماثلة التي شنتها طالبان ضد المسافرين الهزارة في أفغانستان و “إطلاق النار على عريس وعروسته مع 12 شخصا آخر بولاية غور عام 2015 وقتل الطفلة شكرية تبسم البالغة من العمر 9 سنوات مع 7 آخرين عام 2015 بولاية غزني.”
وقال حزب “العدالة وتحرير أفغانستان” الذي يتزعمه سرور دانش في بيان أن ما حدث في دايكندي “يأتي استمرارا للإبادة الجماعية الممنهجة للهزارة، ومؤشر على وقائع مريرة وأليمة مستقبلا.”
وأضاف: بلا ريب، فان الأيدي الخبيثة للهيمنة العرقية وبث الرعب التكفيري، تقف وراء هذه الحادثة الفظيعة والحوادث المماثلة لها، والتي كشفت النقاب عن الوجه العنيف والمتعنت لمجموعة طالبان. إن ما يُعرف بـ داعش والأسماء الموهومة الإرهابية، يجري تداولها بهدف كتم الحقائق والوقائع المريرة الحالية والتستر على الجرائم ضد الانسانية التي تجترحها المجموعة التي تحكم أفغانستان.”
وأكد أنه لا يخفى على أحد العداء والفكر التكفيري الذي تتبعه المجموعة الحاكمة، وأن المنطقة التي وقع فيها هذا الحادث، لا تنتشر فيها أي مجموعة أو أشخاص مسلحين، بل يسيطر عليها الأشخاص المنتمون لمجموعة طالبان. لذلك فان منفذي الحادث، ينتمون بلا ريب لمجموعة طالبان، وأقدموا على ارتكاب هذه الجريمة النكراء والفجيعة مدعومين من هذه المجموعة.”
ودعا حزب العدالة وتحرير أفغانستان، جميع منظمات حقوق الانسان والأسرة الدولية، لتحميل مجموعة طالبان الارهابية، المسؤولية بدلا من التعاطي معها “وهي المجموعة التي تسببت بالوف الجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية ضد الشعب الأفغاني لا سيما الهزارة.”
من جهة أخرى، ندد الرئيس السابق للمجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الافغانية عبد الله عبد الله، بهذا الهجوم وعبر عن مواساته لذوي الضحايا.
كما أبدى المواطنون الأفغان ردود فعل واسعة تجاه هذا الهجوم واعتبروه استمرارا لـ “الإبادة الجماعية ضد الهزارة”.
ويقول الناشطون الهزارة أن الهجمات التي تستهدف الهزارة في أفغانستان تتم بصورة هادفة وممنهجة، وأنهم يتعرضون لهكذا هجمات على خلفية هويتهم العرقية والدينية.
ويضيفون أن هذه الهجمات تتم بالتعاون مع طالبان، وطالبوا المجتمع الدولي للاعتراف بـ “الإبادة الجماعية التي ترتكب ضد الهزارة” واتخاذ آليات خاصة لتوفير الأمن للهزارة في أفغانستان.