بأقلامکم

الدِين منطلق الحرية ومبدأ صون الحقوق

إن الله ــ تعالى ــ أمر نبينا محمد، صلى عليه وآله، وما اوصى به الانبياء من قبله في تعليم الدين يعني الأحكام والسنن التي في الكتاب والاقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام والنبي، فبذل كل جهده لتبليغ هذه الرسالة التي تحفظ قيمنا وعقائدنا وتحفظ  المجتمع والأسرة.

واستقرار المجتمع والاسرة لا يأتي من نظريات وافكار وتوجيهات غير واضحة وبعيدة عن فطرة الانسان غير مرتبطة في الديانات السماوية وبعيد عن العدالة، والدِين.

فقد يتصور البعض ان تطبيق نظام المنظمات الغربية يعالج مسائل الخلافات، وتنمو بلاده وتحقق له الحرية وينمو مجتمعه بشكل غير صحيح وتنمو معه كل الأعذار الواهية فيصبح مجتمعه قائم على تبريرات في كل المجالات.

والمجتمع الفاقد لهذا التعاليم الدينية يصبح ميتا لا تخرج منه إلا رائحة النتن، لانه قائم على أساس معالم باطلة، تتجسد في هذا المجتمع، لذا نلاحظ ان الانبياء وضحوا لنا المجتمع الواجد لهذه التعاليم الدينية التي تبنى عليها الحضارة التي تعتبر الحق والقيم والعدالة هي الركيزة الأساسية، وهذه الركيزة تقف أمام الانحرافات والتيارات السقيمة، وتعطينا القوة والسعي والتحدي فيتصدى له المجتمع المتعاون لردع الباطل ليتم تنفيذ القانون على أساس الحق لا على أساس المحسوبيات ويحينها ينبعث روح المسؤولية.

وأبرزها في حالنا اليوم ان المنظمات تعمل ضمن إطار (عدم تطبيق الأحوال الشخصية)، فعلى المجتمع ان لا ينجر خلف هذه المنظمات،  فعلينا ان نتصدى تحت قيادة ربانية ليضمن حفظ  المجتمع، وحفاظ حقوقه الكاملة، وهذا يعني الوصول إلى قمة الترابط والتعايش، فإذا حصلت هذه المواقف التي تحكم المجتمع هي القيم القائمة على توفير حياة كريمة، وتتوفر الأجواء الصالحة وهذا يدل على ان المجتمع وصل إلى السمو ويصبح لهذا المجتمع من تجمعات إيمانية التي تخدم الناس وفي قوله تعالى.

لذا نرى ان ميزة هذه التجمعات في المجتمع هي أساس رصين  نابع من نور الوحي وهذه التجمعات الايمانة تملك حصانة ذاتية ومبدأ إنساني يحافظ على الحرية ضمن معايير الشرع.

فحينما يمنح الدِين الحرية في اجمل صورها ليضمن حقوق الأفراد داخل المجتمع التي تجعل يستمتع بها بضوء الحرية، كذلك على الشخص اذا اراد ان يستخدم حريته، فعليه ألا يتجاوز الحد وأن ينظر الى مصلحته التي تكفلتها الشريعة، فإن لم ينتمِ إلى تجمعات فيخلق له الفراغ الفكري لايستطيع ان يتعاون مع مجتمعه، ولن يتمكن من حل المشاكل والعواصف الفكرية التي تسبب إلى انحرافه، فيعيش في حالة الصراع ولا يقدر ان يتجاوز الحواجز المصطنعة له من مصائب التي ستجري عليه.

 ولهذا فعلينا ان نسوغ امتداد هذه الحرية المتمثلة في كتاب الله وهذه نظرية عامة، لابد من وجود قيادة ربانية ترسم معالم المجتمع وتوجهنا برفق، بعيدا عن فوضى تكبل الحريات إلى فضاءات الحرية المطلقة.

وكلمة أخيرة؛ كل مجتمع تكون انطلاقته من كتاب الله وسنة النبي وأهل بيته، تكون مسيرته مستقرة، إن التزم المبادئ والقيم والعمل مع القيادة الربانية، لتخلق روح الجد والمثابرة للعمل من أجل الاصلاح في المجتمعات الإسلامية.

عن المؤلف

هادي أسد

اترك تعليقا