الهدى – متابعات ..
أصدر مجلس علماء الشيعة في أفغانستان بيانًا شديد اللهجة، أدان فيه الهجوم الإرهــابي الذي نفذه تنظيم “داعش” الارهابي يوم الخميس الماضي، والذي استهدف حفل استقبال لزوار عائدين من كربلاء بعد اداء زيارة الاربعين، في منطقة “سانغ تخت وبندر” بمقاطعة دايكوندي، وأسفر عن استشهاد 14 مواطناً شيعياً وإصابة 6 آخرين بجروح.
وفي البيان، وصف المجلس الهجوم بأنه جريمة شنيعة ضد الإسلام والإنسانية، معرباً عن حزنه العميق وألمه البالغ إزاء هذا العمل الإرهـابي الذي تسبب في مأساة لعائلات عديدة، وندد بشدة بهذه الجريمة، مشدداً على ضرورة معاقبة مرتكبيها بأشد العقوبات.
وطالب المجلس المسؤولين الأمنيين في حكومة طالبـان بالتحرك بسرعة لتقديم الجناة إلى العدالة ومحاسبتهم على أفعالهم الوحشية، مشيراً إلى أن استمرار هذه الهجمات المروعة ضد المدنيين يظهر ضعف الجهود الأمنية، مؤكداً على ضرورة تعزيز الأمن ومواجهة الإرهاب بحزم.
وأكد أحد الناجين من الهجوم لوسائل الإعلام أن إطلاق النار وقع بينما كان الحاضرون ينتظرون وصول زوار كربلاء في منطقة بين قريتي “جاريودال” في دايكوندي و”باهلوسانج” في ولاية غور.
ودعا مجلس علماء الشيعة في بيانه، إلى تعزيز الأمن في المناطق المتضررة وحماية المواطنين الأبرياء من هجمات الجماعات الإرهـابية التي تستهدف زوار كربلاء والأنشطة الدينية.
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، ناصر كنعاني، الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش الارهابي والذي استهدف المرحبين بالزوار القادمين من كربلاء المقدسة.
وافادت وكالة مهر للأنباء، انه قدم كنعاني يوم أمس الجمعة، العزاء والمواساة الى شهداء الهجوم الارهابي الذي استهدف المرحبين بزوار الامام الحسين عليه السلام القادمين من كربلاء المقدسة في ولاية غور الافغانية، سائلا الباري عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى؛ كما عبر عن ادانته الشديدة لهذا الاجرام الذي تبناه تنظيم داعش الارهابي.
وأكد دعمه للاجراءات التي تتخذه الجهات المعنية في مواجهة الارهاب، داعيا الى اجراءات عاجلة من اجل معاقبة القائمين على هذه الجريمة.
كما أدانت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، وبشدة الهجوم الإرهابي في ولاية دايكندي وسط أفغانستان، معربة عن تعازيها للشعب الأفغاني.
وقالت الخارجية التركية، في بيانها، إنها تلقت ببالغ الحزن نبأ سقوط قتلى وجرحى نتيجة هجوم إرهابي في دايكندي أمس الخميس، مؤكدة أنها تدين بشدة الهجوم الشنيع، راجية من الله الرحمة لأرواح القتلى والشفاء العاجل للمصابين.
وفي هذا السياق طالب مكتب بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) “بإجراء تحقيق لاعتقال ومحاسبة” منفذي الهجوم على سكان دايكوندي في المناطق الحدودية لهذا الإقليم وإقليم غور.
وأدانت “يوناما” في بيان لها الهجوم الذي وقع أول أمس في المناطق الوسطى من أفغانستان، والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد كبير من أفراد الطائفة الشيعية.
واضافت: “إننا نشارك حزننا مع عائلات الضحايا ونريد إجراء تحقيق للقبض على مرتكبي هذا الهجوم ومحاسبتهم”.
وقال ريتشارد بينيت، مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في أفغانستان، إن المذبحة المروعة التي تعرض لها أفراد الهزارة الذين كانوا مسافرين إلى ولاية غور، تحمل بصمات “الجرائم الدولية”.
وأعرب “بينيت” عن تعاطفه مع عائلات الضحايا، قائلا : “أنا قلق من موجة الهجمات التي أعلن فرع تنظيم داعش في خراسان مسؤوليته عنها”. وهناك حاجة إلى الوقاية والحماية والمساءلة الدولية في أفغانستان.
كما أدان حزب الجمعية الإسلامية الأفغانية هذا الهجوم وقال إن “الهجوم على المدنيين مثال على جريمة حرب ويتعارض بشكل واضح مع الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية”.
وقال حزب الوحدة الإسلامية لشعب أفغانستان في بيان نشره ردا على هذا الهجوم إن “المسؤولية عن هذه المأساة التي تتمثل في سلسلة من المجازر وعمليات القتل المنهجي ضد الهزارة والشيعة في أفغانستان، تقع على عاتق إمارة جماعة طالبان”.
وأضاف الحزب، أنه من ناحية تتولى حركة طالبان السيطرة الأمنية على هذه المناطق، ومن ناحية أخرى، قامت بزيادة الدعاية “المعادية للشيعة”، ومثل هذه الدعاية جعلت من طائفة الهزارة هدف الهجوم وحياة الهزارة في خطر.
كما قال حزب العدالة والحرية الأفغاني إن “العداء والفكر التكفيري للجماعة الحاكمة لا يخفى على أحد، وفي المنطقة التي وقع فيها الحادث الحالي لا توجد جماعة مسلحة وحركة طالبان هي المهيمنة في المنطقة، “ولذلك فإن مرتكبي هذا الحادث لا شك أنهم من جماعة طالبان، وبدعم ومساندة هذه الجماعة ارتكبوا هذه الجريمة البشعة والمروعة”.
وتابع الحزب في بيان له، “إن ما يسمى بداعش والأسماء الإرهابية الوهمية يتم الترويج لها فقط لإخفاء الحقائق والأحداث المريرة الحالية وبهدف إخفاء الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها الجماعة الحاكمة في أفغانستان.
ومنذ أن استعادت طالبان السيطرة على أفغانستان، تستمر الهجمات التي تستهدف الشيعة من الهزارة، كان أحدثها استشهاد 14 مدنيًا في المناطق الحدودية في ولاية دايكندي وغور.
وأفادت مصادر صحفية، أن الضحايا جميعهم من سكان ولاية سنك تخت وبندر بمقاطعة دايكوندي، وقد قتلوا رميًا بالرصاص على يد أربعة مسلحين يستقلون دراجات نارية في المنطقة بين قرية قريودال في الولاية وقرية بهلو سانك بمقاطعة غور.
وأفادت مصادر محلية، إن نحو 25 من سكان قرية قريودال التابعة لولاية سنك تخت بندر بولاية دايكندي، توجهوا إلى المناطق الحدودية للمنطقة في ولاية غور للترحيب بالزوار العائدين من كربلاء المقدسة.
وحسب مصادر محلية فإن المهاجمين كانوا أربعة مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين ولاذوا بالفرار من مكان الحادث بعد إطلاق النار على الشيعة الهزارة.
والتزمت حركة طالبان حتى الآن الصمت إزاء الجريمة المروعة ولم تؤكدها علنًا، لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة للحركة أكد وقوع الجريمة لعدد من وسائل الإعلام، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل عنها وعن عدد الضحايا.
وأعلن فرع خراسان التابع لتنظيم (داعش) مسؤوليته عن الهجوم، قائلًا إن 15 من شيعة الهزارة قتلوا وأصيب ستة آخرون.
وقالت مصادر محلية، إن المهاجمين أوقفوا المركبات التي تقل الركاب على الطريق في قرية سر دره بهلو سنك بولاية غور وأطلقوا النار عليهم.
وتظهر الصور التي نشرها تنظيم داعش الإرهابي المهاجمين يصطفون ويطلقون النار على الضحايا، كما تظهر الصور عددًا من الضحايا وهم يركضون ويطلق عليهم الرصاص مما أدى إلى استشهادهم.
وتظهر الصور التي نشرها التنظيم، المهاجمين مسلحين ببنادق كلاشينكوف وبنادق، وشوهد اثنان منهم في الأقل يطلقون النار على الركاب، وتظهر الصور أيضا أن معظم الضحايا هم من شباب الهزارة، وجثثهم ملقاة في التراب بعد إطلاق النار عليهم.
وعلى الرغم من إعلان تنظيم (داعش) مسؤوليته عن الهجوم، إلا أن مصادر محلية قالت في وقت سابق إن أعضاء من التنظيم في مقاطعة غور الأفغانية انضموا إليه بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر إخبارية أن عدد من أعضاء داعش السابقين كانوا يعملون في المكاتب الحكومية التي تسيطر عليها طالبان في غور.
ومن ناحية أخرى، تصر حركة طالبان على أن داعش غير موجود في أفغانستان، وأنها قمعت التنظيم.
ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، يعلن مقاتلو تنظيم «داعش-ولاية خراسان» المسؤولية عن هجمات وحشية، في كابل ومدن رئيسية أخرى، في أفغانستان.