الهدى – النجف الاشرف ..
تتوجه حشود الموالين من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) إلى مدينة النجف الأشرف، لإحياء ذكرى رحيل النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، حيث تتجمع الحشود المليونية عند مرقد ابن عمه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) لتقديم التعازي والمواساة في هذه المناسبة الأليمة.
وأفادت مصادر مطلعة، بأن الطرق المؤدية إلى مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام) امتلأت بالمشاة، الذين توافدوا من مختلف المحافظات العراقية، بالإضافة إلى الزوار الأجانب الذين تزامنت زيارتهم مع أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن بين هؤلاء الزوار جنسيات متعددة، أبرزها الإيرانيون والأفغان الذين قدموا إلى العراق لإحياء مراسم زيارة الأربعين وبقوا للمشاركة في ذكرى استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله).
ويواصل الرجال والنساء والأطفال سيرهم على الأقدام، قاطعين مسافات طويلة للوصول إلى مرقد الإمام علي (عليه السلام)، حيث يهدف هؤلاء الزوار إلى تقديم فروض الولاء والمحبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، في مشهد يعكس عمق ارتباطهم الروحي والوجداني بذكرى نبي الرحمة والإنسانية، الذي تتجسد في هذه الأيام ذكرى شهادته في قلوب الملايين.
وتشهد مدينة النجف الأشرف في هذه الأيام توافد أعداد كبيرة من الزوار الذين يعبرون عن ولائهم للنبي الأكرم وأهل بيته الطاهرين عبر المشاركة في المسيرات المليونية التي تتخللها شعائر العزاء والذكر، ما يجعل من المدينة مركزاً رئيسياً لإحياء هذه المناسبة العظيمة.
وفي ذات السياق أصدر وزير الداخلية عبد الامير الشمري، اليوم الاحد، جملة توصيات لإنجاح الزيارة المليونية في النجف الاشرف.
وذكر بيان للوزارة، أن “وزير الداخلية رئيس اللجنة الأمنية العليا لتأمين الزيارات المليونية عبد الامير الشمري، أشرف اليوم، من داخل مقر قيادة شرطة محافظة النجف الأشرف، على خط سير الزائرين القاصدين مرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لإحياء زيارة ذكرى وفاة النبي الأكرم محمد (صلي الله عليه واله وسلم)”.
ووجه الشمري وفقا للبيان “بجملة من التوصيات لإنجاح هذه الزيارة والعمل على توحيد جميع الجهود لتقديم افضل الخدمات للزائرين والتعاون مع أصحاب المواكب والهيئات”، مشدداً “على متابعة تطبيق مفردات الخطة الأمنية الخاصة بإحياء هذه المناسبة الخالدة”.
هذا وأنهت العتبة العلوية المقدسة والجهات الأمنية والخدمية في النجف الأشرف، استعداداتها لاستقبال ملايين المعزين لإحياء ذكرى وفاة الرسول الأعظم محمد (صلي الله عليه واله وسلم) يوم غدٍ الاثنين.
وقال مسؤول إعلام العتبة، حيدر رحيم، إن الخطة بدأت مع رفع راية الحزن في الصحن العلوي الشريف مساء يوم الجمعة، حيث استنفرت العتبة جميع أقسامها وملاكاتها لاستقبال ملايين الزائرين وتقديم الخدمات لهم وتنظيم دخولهم إلى ضريح الإمام علي (عليه السلام) لتقديم واجب العزاء برحيل الرسول الأعظم محمد (صلي الله عليه واله وسلم).
وأضاف أن مضيف العتبة باشر مع نهاية زيارة الأربعين بتوزيع 10 آلاف وجبة طعام يومياً بين الزائرين، وسيستمر بتوزيع الوجبات حتى انتهاء مراسيم زيارة رحيل الرسول محمد (صلي الله عليه واله وسلم)، كما قامت هيئة المواكب الحسينية في العتبة بتسجيل أكثر من 600 موكب للعزاء بغية تنظيم دخولها إلى الصحن العلوي الشريف، إضافة إلى 180 موكباً خدمياً في محيط الصحن وشوارع النجف القديمة.
وأشار رحيم إلى تهيئة ساحات وأماكن لاستراحة الزائرين في مداخل المدينة القديمة والشوارع المؤدية إلى المرقد المقدس للإمام علي (عليه السلام).
من جانبه، قال مدير إعلام شرطة النجف مفيد سالم الطاهر إن الخطة الأمنية تضمنت تقسيم المحافظة إلى 10 مناطق وستة محاور وخمسة طرق يسلكها الزائرون نحو مركز المدينة القديمة.
ولفت إلى وضع خطة مرورية لتنظيم حركة العجلات، وكذلك التنسيق مع الدفاع المدني والعتبة العلوية المقدسة والمواكب الحسينية وصحة النجف والدوائر والمؤسسات الخدمية، لإسناد الإجراءات الأمنية وتسهيل وصول الزائرين إلى المرقد المقدس.
وتابع أن هناك متطوعين لإسناد الخطة الأمنية تم نشرهم في أرجاء المحافظة تحت عنوان (أصدقاء الشرطة) لدعم الخطة الأمنية.
وفي الشأن الصحي، قال مدير إعلام صحة النجف ماهر العبودي، إن الدائرة باشرت بخطة الطوارئ الصحية لاستقبال الزائرين.
وأوضح أن الدائرة نشرت 54 مفرزة طبية في الطرق المؤدية إلى مدينة النجف القديمة، وكذلك الساحات الرئيسة، إضافة إلى الإشراف على ست مفارز طبية تابعة للعتبة العلوية المقدسة تم توزيعها في مدينة النجف القديمة، كما تم نشر 85 عجلة إسعاف مع المفارز الطبية وقرب الأماكن التي تشهد تجمعات الزائرين.