الهدى/ متابعات
اهتزّ جدار الأمن والاستقرار في بريطانيا بشكل مفاجئ وعنيف منذ يوم السبت الثالث من شهر آب الجاري بسبب أعمال عنف قام بها أنصار اليمين المتطرف الداعي الى الكراهية والعنصرية ضد المهاجرين، ومنهم المسلمين، وقد تعرضت متاجر تابعة لمسلمين، ومساجد، ودور إيواء للاجئين في ليفربول للحرق والنهب بذريعة انتشار خبر كاذب على مواقع التواصل الاجتماعي يتهم مسلماً بارتكابه جريمة قتل ثلاث فتيات بريطانيات.
بدأت الفتنة في عملية هجوم على حفل راقص للأطفال في مدينة ساوثبورت قرب ليفربول شمال غرب إنجلترا، وقام الجاني بطعن ثلاث فتيات صغار بالسكين مما أدى الى وفاتهنّ، وبعد ساعات من الحادث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في بريطانيا بالتحريض للانتقام من المسلمين، رغم نفي الشرطة البريطانية المزاعم بكون الجاني مسلماً، واتضاح هوية القاتل غير المسلم، بيد أن التظاهرات التي نظمها اليمين المتطرف في بريطانيا أباحت لانصارها نهب المتاجر و رشق المساجد بالحجارة في ساوثبورت ومدينة سندرلاند شمال شرق إنجلترا، كما امتدت أعمال الشغب الثلاثاء الماضي الى مدن ليفربول ومانشستر وبريستول وبلاكبول وهال، إضافة إلى بلفاست في إيرلندا الشمالية.
من جهته قال عمدة لندن؛ صادق خان، إنه “بات لا يشعر بالأمان كسياسي مسلم في ظل أحداث الشغب وأعمال العنف الأخيرة التي شهدتها البلاد، وأضاف خان إن المسلمين في بريطانيا أصبحوا يفكرون أكثر من مرة قبل الذهاب للمساجد”، و رغم اتخاذ سلسلة من الإجراءات الأمنية والقضائية ضد مثيري الشغب، ومحاولة الشرطة البريطانية السيطرة على الأوضاع، أكد رئيس الوزراء البريطاني الاستمرار في حالة التأهب القصوى لمواجهة أعمال محتملة خلال هذا الأسبوع.
موقع “بي بي بي” من جانبه أظهر في تقرير له أربعة اشخاص أدينوا في القضاء البريطاني بتهمة المشاركة في أعمال العنف، اثنان منهم من المسلمين، وآخرين ممن وصفتهم بالاوربيين، مستبعدة أن يكونوا من البريطانيين، وجاء في تقرير الموقع: “إن سمير علي وعدنان غفور حكم عليهما بالسجن لاتهامها بضرب محتجين من اليمين المتطرف، كما أدانت شخص أوربي بتهمة نشر كتابات تدعو الى الكراهية والعنصرية، وشخص آخر حكم عليه بالسجن عشرين شهراً بتهمة التحرش المتعمد بدافع عنصري”!
في مقابل التوجه العنصري، خرج المئات من البريطانيين في تظاهرات مناهضة للعنصرية والتطرف في عدة مدن بريطانية، و رفعوا شعارات منها: “ابتعدوا عن شوارعنا أيها النازيون الحثالة”.