الهدى – متابعات ..
أعلنت ممثلية المواكب الحسينية في محافظة المثنى عن استكمال استعداداتها لاستقبال زوار أربعينية الامام الحسين عليه السلام هذا العام، حيث تم تهيئة أكثر من 2500 موكب حسيني على طول الطرق الرئيسية في المحافظة، وتستعد هذه المواكب لتقديم خدمات متنوعة للزائرين، بدءًا من الحدود الإدارية مع محافظة ذي قار وصولاً إلى الحدود مع محافظة الديوانية.
وأوضح مسؤول هيئة المواكب الحسينية، سعد العبدلي، في تصريح صحفي، أن “أصحاب المواكب قد أنهوا استعداداتهم من خلال بناء سرادق الخدمة التي ستقوم بتوزيع الطعام والشراب وتوفير سبل الراحة للزائرين”.
وأضاف العبدلي أن هذه الخطوة تأتي في إطار الاستعدادات الواسعة التي تشمل جميع جوانب الخدمة والإعانة للزوار.
وأشار العبدلي إلى أن الهيئة قامت بإصدار بطاقات رسمية لأصحاب المواكب، وذلك لتسهيل عملية التعريف بهم لدى الأجهزة الأمنية وبقية الدوائر الخدمية، مؤكداً أن هذا الإجراء يهدف إلى تسهيل عمليات التنسيق وضمان انسيابية الحركة والخدمات خلال فترة زيارة الأربعين.
ويعدُّ تجهيز هذا العدد الكبير من المواكب الحسينية جزءاً من الجهود المبذولة لضمان توفير سبل الراحة والخدمة للزوار القادمين إلى كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، ويعكس التزام المجتمع السماوي بتقديم أفضل الخدمات وتلبية احتياجات زوار الأربعين الحسيني.
هذا وبدأت أولى طلائع الزائرين القاصدين إلى كربلاء الشهادة في الوصول إلى مركز مدينة البصرة بعد مسيرتهم الطويلة الشاقة من منطقة رأس البيشة في قضاء الفاو، والتي تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب شرق البصرة.
وبدلاً من الانتظار حتى الأول من شهر صفر، كما كان يتم في السنوات السابقة، قرر هؤلاء “المشاية” بدء رحلتهم مبكرًا، حيث انطلقوا في الثاني والعشرين من شهر المحرم الحرام هذا العام.
ووفقًا لمصادر من الميدان، فإن هؤلاء الزوار يقطعون أكثر من 600 كيلومتر للوصول إلى القباب الذهبية في كربلاء المقدسة، مما يعكس عمق إيمانهم وعزمهم على بدء مسيرتهم الأربعينية في وقت مبكر، معبرين عن شغفهم الكبير للانطلاق قبل الموعد المحدد، حيث لم يتمكنوا من التحمل والانتظار حتى بداية شهر صفر، مما دفعهم للبدء بالمسير في وقت مبكر.
وفي الوقت نفسه، تواكب هذه الانطلاقة المبكرة تكثيف الجهود من قبل المواكب الخدمية التي بدأت بتنفيذ استراتيجيات جديدة لتلبية احتياجات الزوار، فقد قامت هذه المواكب بنصب سرادق الخدمة الحسينية على طول الطرق التي يسلكها الزوار، بدءًا من منطقة رأس البيشة ومرورًا بأبي الخصيب والفاو، حيث قامت بتوفير خدمات متنوعة تشمل المأكل والمشرب ووسائل الراحة والمبيت.
وتأتي هذه الجهود في إطار التزام المواكب الخدمية بتقديم الدعم الكامل للزوار خلال رحلتهم إلى كربلاء، وتسهم في تسهيل مسيرتهم وتقديم المساعدة اللازمة لهم على مدار الطريق، وتفاني هؤلاء المتطوعين في تقديم الخدمة يعكس مدى الروح الحسينية والولاء العميق للإمام الحسين (عليه السلام) ويجسد الأبعاد الروحية لهذه المناسبة العظيمة.
وتُعد هذه المبادرة تجسيدًا للروح الجماعية والكرم الذي يتميز به المجتمع الحسيني، وتقدم صورة مشرقة عن حجم الإيثار والتفاني الذي يبديه الزوار وخدمة الإمام الحسين (عليه السلام) في سبيل إحياء ذكرى الأربعين، كما تسهم في تعزيز قيم الوحدة والتعاون بين مختلف شرائح المجتمع، وتسلط الضوء على روح التضامن والتفاني التي تميز هذه المناسبة المقدسة.