الأخبار

طالبان تواصل التضييق على الشيعة، اغلقت مسجد شيعي واخلت عشرات المنازل في كابل

الهدى – وكالات ..

أغلقت حركة طالـبان مسجدًا شيعيًا في المنطقة السادسة من العاصمة الأفغانية كابول، وأمرت بإخلاء ما لا يقل عن 100 منزل، زاعمةً أن هذه المنازل بُنيت على أراضٍ حكومية مغتصبة.
ووفقًا لمصادر محلية، أصدرت وزارة العدل التابعة لحكومة طالـبان أوامر بإخلاء المنازل في منطقة مجلس الشيوخ بالمنطقة السادسة من كابول، مدعية أن المنازل بنيت على أراضٍ حكومية، وزاعمةً أن الوثائق التي بحوزة السكان مزورة.
وقال أحد سكان المنطقة، إن “طالـ،ـبان زعمت أن الأراضي مغتصبة، على الرغم من أن السكان يقولون إن لديهم وثائق شرعية وعرفية تثبت ملكيتهم”.
وفي إطار الحملة نفسها، أغلقت حركة طالـبان مسجدًا شيعيًا في المنطقة، قائلة إن المسجد بُني على أرض مغتصبة ولا تجوز الصلاة فيه، وعقب انتشار صور لسكان محليين يؤدون الصلاة في المسجد ليلة الاثنين، غضبت طالبان واعتقلت إمام المسجد وعددًا من المصلين.
ووفقًا لأحد المصادر المطلعة، فإنه لم يكن هناك أي ذريعة قانونية للاعتقالات أو إغلاق المسجد، ولكن طالــبان استهدفت المجتمع الشيعي المحلي بهذه الإجراءات القمعية”.
وأفادت تقارير بوجود عدد من الأشخاص في عداد المفقودين، بما في ذلك ممثلين عن السكان المحليين الذين حاولوا الدفاع عن حقوقهم في البقاء في منازلهم وممارسة عباداتهم في المسجد.
ومنذ استيلاء طالـبان على السلطة في أفغانستان، تعرضت جماعات شيعية وهزارة لمضايقات ومصادرات أراضي وعقارات في مناطق مختلفة من البلاد.
يُذكر أن طالـبان قامت بتبرير هذه الإجراءات تحت ذرائع مختلفة، مما أثار مخاوف واسعة من تصاعد التوترات الطائفية في البلاد.
وأثارت هذه الإجراءات انتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي، الذي يتهم طالـبان بانتهاك حقوق الأقليات الدينية في أفغانستان، ودعت عدة جهات إلى وقف هذه التصرفات وضمان حقوق الملكية والحرية الدينية لجميع الأفغان.
وكان مجلس علماء شيعة أفغانستان، قد طالب حركة طالـبان بالعمل على منع أي استفزازات أو تحريض ضد الشيعة خلال أيام محرم الحرام لهذا العام.
وأكد نائب رئيس المجلس، حجة الإسلام والمسلمين محمد أكبري، في تصريح صحفي، أن الإمام الحسين (عليه السلام) سيد شباب أهل الجنة، استشهد في سبيل الله للحفاظ على الإسلام، مما يتطلب تنسيقًا أفضل بين شيعة أفغانستان وحركة طالـبان لضمان سير شعائر محرم بسلام وبدون نزاعات.
وشدد أكبري على أهمية التنسيق الأفضل من جانب أجهزة حكومة الأمر الواقع (طالـبان) في تنظيم مراسم عزاء شهر محرم في أفغانستان، مؤكداً أن تضحيات الإمام الحسين (عليه السلام) من أجل الإسلام تُحملنا مسؤولية تنظيم هذه المراسم بطريقة تعكس رسالة ثورته للناس دون إثارة أي خلافات.
وأكد أيضًا على ضرورة التعاون والتنسيق لتنظيم مراسم عاشوراء، مشددًا على أن تكون هذه الجهود موجهة لنيل رضا الله تعالى، وتعزيز العلاقات الأخوية في المجتمع الأفغاني.
وتأتي هذه التصريحات في سياق قلق واسع بين الشيعة الأفغان، حيث قامت قوات طالـبان في العام الماضي بإزالة رايات العزاء التي رفعها الشيعة على المحلات والشوارع خلال أيام محرم في بعض المحافظات مثل كابل وغزنة، مما أثار استياءً واسعًا بين المجتمع الشيعي، ولم تقدم قيادة طالـبان أي تفسير رسمي لهذه الأعمال، مما زاد من حدة التوترات.
ومع اقتراب شهر محرم الحرام، أعرب العديد من الشيعة في أفغانستان عن مخاوفهم من تكرار تصرفات قوات طالـبان المستفزة تجاه شعائرهم.
وعبّر بعض المواطنين الشيعة في كابل عن أهمية مجالس العزاء في محرم الحرام كفرصة لتعزيز الوحدة بين المسلمين وتوثيق أواصرهم، مطالبين قيادات طالـبان بتعزيز الأخوة والتفاهم في البلاد والنظر باهتمام لمطالب ودعوات نحو 10 ملايين شيعي في أفغانستان.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا