للإنسان تركيبتين مختلفتين؛ إحداهما مادية بيولوجية والأخرى معنوية سيكولوجية، ومثلما تحتاج الأولى المتمثلة بالجسد الى الغذاء والدواء وباقي الحاجات، تحتاج الثانية المتمثلة بالنفس الى بعض الحاجات الضرورية ومن هذه الحاجات الحب الحنان والاهتمام والتي يؤدي النقص فيها الى الحرمان العاطفي، فما هو الحرمان العاطفي؟
وماهي تأثيراته على الانسان؟
وكيف نتعامل معه؟
ما هو الحرمان العاطفي؟
يعرف الحرمان العاطفي بأنه عدم وجود ارتباطات عاطفية أو شخصية كافية لتوفير الحب والمودة والاهتمام عند الشخص، ويكون هذا النقص من جانب المربي في مرحلة الطفولة خلال نمو الطفل.
يتفق اغلب المشتغلين في علم النفس والتربية ان الحرمان العاطفي ينبع من عدم تلبية الحاجات العاطفية للطفل ويتطور مع مرور السنوات مع بقاء المشكلة قائمة، وهذا أمر مرهق بالنسبة له، فيستمر شعوره بأنه غير مرئي وغير مهم وبالتالي يبقى يعاني من نقص عاطفي كبير يظهر جلياً في سلوكياته الحياتية مهما حاول إخفاء الامر فلن يفلح في ذلك.
هل الحرمان العاطفي هو ذاته الفراغ العاطفي؟
مما تجدر الإشارة اليه ان الحرمان العاطفي بصورة عامة هو نتاج عدم منح العاطفة الكافية للإنسان وبالتالي ينعكس على جميع مراحل حياته ان لم يتم تعويضه كالطفل الذي لم يمنح ابويه حب واهتمام واحترام بنسب كافية في طفولته.
اما الفراغ العاطفي فهو حالة الإحساس بالفراغ هو جزء من عملية الحزن الطبيعية، وينجم ذلك عن الانفصال أو وفاة أحد أفراد الأسرة أو تغييرات هامة أخرى، وهذا الذي يحصل مع اية فرد يمكن ان يتعرض الى فقدان والديه او زوجته او عائلته بصورة مفاجئة.
علامات الحرمان العاطفي عند الانسان؟
يمكننا معرفة إذا كان الفرد يعاني من الحرمان العاطفي أو لا عن طريق هذه العلامات: التمسك بكل انسان يصادفه في عمل او اية تجربة يعيشها مما يجعله عرضة للخذلان من الكثير من الناس، سيما وانه لم يتعرف جيداً على من يكوّن معهم علاقات، كما ان الانسان المحروم عاطفياً يعاني من عدم عدم فهم الفرد لمشاعره واحتياجاته فتراه يتخبط في علاقاته الاجتماعية.
مما تجدر الإشارة اليه ان الحرمان العاطفي بصورة عامة هو نتاج عدم منح العاطفة الكافية للإنسان وبالتالي ينعكس على جميع مراحل حياته
و المحروم عاطفياً ليس لديه شعور بالقرب العاطفي الحقيقي أو الدعم العاطفي من أحدهم مما يجعله يبتعد عن المشاركة في الكثير من المناسبات الاجتماعية لكونه يشعر بعدم الراحة في المواقف الاجتماعية التي يخوض فيها.
كما أن لديه خوف شبه دائم من إيذاء مشاعر الآخرين مع حاجته إلى التأكيد والموافقة من قبل الآخرين بشكل مستمر على ما يقوم به من سلوكيات وهو في معيتهم فهو لديه الميل إلى إرضاء الآخرين لأجل الحصول على موافقتهم وان كان الامر يضره.
ما هي انواع الحرمان العاطفي عند الانسان؟
ثلاثة انواع للحرمان العاطفي عند الانسان وهي:
الحرمان على صعيد التواصل وهذا يحدث حين يشعر الانسان بعدم وجود من يصغي اليه ويدعمه ويمنحه التأييد والاشادة التي توفر له أمن نفسي.
ثاني الأنواع هو الحرمان على صعيد التعاطف الذي يجعل الشخص يشعر أنه لا يوجد أحد يسمعه أو يهتم به كشخص ولا أحد يحاول أن يفهم كيف يشعر وبالتالي يتفاعل معه.
الحرمان على صعيد التواصل وهذا يحدث حين يشعر الانسان بعدم وجود من يصغي اليه ويدعمه ويمنحه التأييد والاشادة التي توفر له أمن نفسي
النوع الثالث والأخير هو الحرمان من الحماية، إذ يشعر الفرد تحت وطئته بعدم وجود أحد يحميه ويوجهه ويجعله في مأمن.
الآثار المترتبة على الحرمان العاطفي:
تلازم الانسان آثار الحرمان العاطفي الانسان لفترات طويلة في حياته سيما حين يبقى في نفس البيئة ولم يطوّر من نفسه علمياً وعملياً، فيبقى يشعر بالضياع والتردد وضعف الشخصية وعدم القدرة على التقرير سيما في القرارات التي تتطلب قرار ذاتي.
كما ان الحرمان العاطفي يجعل الفرد يدخل في علاقات غير محسوبة تحت يافطة الحب وبالتالي يبان زيف هذه العلاقات وكذبها و مضارها، والمثال هو ما يحصل في سن الجامعات او حتى اقل من هذا السن حيث يسرع الشباب الى الدخول في علاقات لتعويض نقص الحب في الطفولة.
في الخاتمة يمكن علاج الحرمان العاطفي بتوفير الحب والاحترام والتقبل والانصات للطفل بصورة كبيرة وغير مشروطة من قبل الوالدين ومقدمي الرعاية والمعلمين، ويمكن للفرد الذي يعاني من الحرمان ان يحيط نفسه بالأشخاص المناسبين ليقدموا له دعم عاطفي ونفسي جيدين، وكهذا يمكن تخطي اثار الحرمان العاطفي.
