السلام عَلَيْكَ يَا زَيْنَ الْعَابِدِين، السَّلاَمُ عَلَيْكَ
يَا زَيْنَ الْمُتَهَجِّدِين، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ
المُتَّقِين، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا دُرَّةَ الصَّالِحِين
ازدانت يثرب وثنيات الوداع، بميلاده المبارك، وليدا
جمع الخيرتين من النسب، ورحم الله ابو الأسود الدؤلي إذ يخاطبه:
وان وليدا بين كسرى وهاشم
لاكرم من نيطت عليه التمائم
ما سبب تسميته بزين العابدين؟
🔺 يمكن أن ترى عظمة هذا الإمام الكريم واستجلاء حقيقة مواقفه الواعية والمساهمة في بناء دستور الدولة الإسلامية وقانونها من خلال الرجوع إلى رساك الحقوقية العظيمة
كل الألقاب التي كان يلقب بها إنما هي القاب منتزعة من أفعاله العبادية في حياته ومنها لقب زين العابدين وهناك عدة روايات تنقل في هذا المجال حول سبب تلقيه وتسميته بهذا اللقب ومنها :
الأولى: أنها مروية عن رسول الله له فهناك رواية تنقل عن رسول الله تنتصر على أن هذا التعبير وارد عنه الله فقد نصّ أكثر المؤرخين على أنه كان يخبر عن جملة من الملاحم ويحدث عنها فقال من ضمن ما قال الله : إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطو بين الصفوف.
الثانية: أنها عن الزهري عن رسولنا الأكرم في كتاب علل الشرائع ۱ ۲۳۰ باب ١٦٥ حديث واحد.
الثالثة: عن الزهري نفسه أيضاً: فهناك رواية أخرى تنسب هذه التسمية للزهري نفسه فقد كان قاضياً عند الأمويين فابتلي بدم خطأ حيث أنه كان قد جيء إليه بشخص فعاقبه حتى مات فلما عرف أنه مات أصابه يأس وقنوط من الحياة وحبس نفسه في بيته ولم يخرج، ودخل الإمام السجاد الله المستجد مرة فسأل عنه فقيل له: هل لك فيه؟ الإن لي فيه أي أريد أن أراء فقال له أحدهم: إن من أمره كذا وكذا ومريض نفسه أنه قاتل الرجل الداخل عليه الإمام.
وقال له: إن ما أخافه عليك من قنوطك من رحمة مما أخافه عليك مما مما ابتليت به وقنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شيء عليك من قلبك.
فقال الزهري: الله أعلم حيث يجعل رسالته، لقد فرجت في فرج الله عنك أشهد أنك زين العابدين ثم رجع إلى أهله وماله
الرابعة أنها منسوبة لهاتف هناك رواية تنسب هذه التسمية لهاتف حيث أنها القول: سمع صوت لم يُر شخصه ينعته بهذا النعت.
ويمكن أن ترى عظمة هذا الإمام الكريم واستجلاء حقيقة مواقفه الواعية والمساهمة في بناء دستور الدولة الإسلامية وقانونها من خلال الرجوع إلى رساك الحقوقية العظيمة، التي تعد وثيقة اجتماعية وقانونية وأدبية ضخمة ترسم للإنسان جمع ما له وما عليه من الحقوق والواجبات في هذه الحياة.
وهو أيضاً نقل للجهاد من ميدانه إلى الميدان العلمي متخذاً من مسجد رسول الله له منبراً ومن منبره، صلى الله عليه وآله، وسيلة إعلامية لينشر كل ذلك وإيصاله للناس والغريب أن الأمويين لم يعجبهم حتى هذا الوضع فأرسلوا له أحد أبناء عمومته ليشتمه وهو على منبر الوعظ والفتيا فوقف عليه فشتمه وأبلغ في شتمه ثم عاد إلى بيته، وبعد أن فرغ الإمام، عليه السلام، من درسه، قال لاصحابه قوموا بنا اليه، فشق طريقه إلى بيته وهم يظنون أنه يريد أن يقابله بالمثل حتى إذا وقف على باب البيت خرج إليه متوثباً للشر فقال له الإمام: إنك وقفت عليَّ آنفا وقلت الذي قلت فإن كان الذي قلته فيَّ فغفر الله لي وإن لم يكن في فغفر الله لك.
قال: سيد ي بل هو فيَّ والله وليس فيك ثم انحنى على رجليه يقبلهما وهو يقول: الله اعلم حيث يجعل رسالته.
- العبادة في سيرته العطرة
لقد اتخذت العبادة عند الإمام بُعداً عميقاً وقد انبسطت عنده على كل ابعاد حياته ومعطياتها؛ انبسطت عنده على الكرم فكان من أكرم الناس، ويدل على هذا أن عبد الملك بن مروان قد أعاد إليه صدقات جده فراح ينفقها على فقراء المسلمين هذا مضافاً إلى ما كان ينفقه عليهم من موارد أخرى، وهكذا كانت يده تباري السحابة المرسلة في الجود والعطاء وفي الوقت نفسه نجد أنه يكتفي القدر القليل من الطعام؛ فكان يشرف على القدور ويقول: ابعثوا لآل فلان واغرفوا الآل فلان واعطوا آل فلان.
- المقاومة بالكلمة
وهناك ظاهرة في حياة الإمام ينبغي التوقف عندها وهي ظاهرة في تكررت في حياة آبائه وأبنائه، وهي أن الإمام في الوقت الذي لم يسلَّ فيه سيفاً أو ينتفي رمحاً ويقاتل به نجد أنه قد شجع الكلمة المقاتلة ودفع بها إلى ساحة الجهاد وشجع الفكرة المقاتلة أيضاً.
ومن هذا ما رأيناه واضحاً في موقف الفرزدق أمام الوليد في الكعبة المشرفة فهو لم يكن يقول شعراً وإنما كان يطلق سهاماً فتاكة تفتك في خاصرة العدو، فالفرزدق وقف أمام الكعبة وراح ينتضي سهاماً يشجب بها أفعال أعداء آل محمد ويجابههم بها ويمدح آل بيت الرسول ويعضد قول الإمام فهو يقول :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والـبـيـت يـعــرفـه والــحــل والـحـرم
- حفظ الامام من شر الأعداء:
إنّ الله ــ جل وعلا ــ له وسائل عديدة للحفاظ على عباده ومن هذه الوسائل المرض وهي الوسيلة التي استخدمها مع الإمام السجاد عليه السلام، حينما امتحنه بالاختبار فإن الله ــ جل وعلا ــ أبى إلا أن يبقي ونور محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام، ولولا أن السجاد كان مريضاً لوجب عليه القتال تحت لواء أبيه وهذا المرض أراد الله جل وعلا به أن يحفظ النسل النبوي الكريم وأن يبقى امتداد الرسالة به.
🔺 لقد اتخذت العبادة عند الإمام بُعداً عميقاً وقد انبسطت عنده على كل ابعاد حياته ومعطياتها؛ انبسطت عنده على الكرم فكان من أكرم الناس
إذن فهذه وسيلة من وسائل الحفظ ودليل هذا أن عمر بن سعد بعد أن انتهت معركة الطف حينما أراد أن يقتله سلام الله عليه وقف له رجل من الجيش وقال لها أتقتلون رجلاً مريضاً؟ إن هذا عار عليكم فتركوه وهكذا بقي الإمام ل ليحفظ لنسل رسول الله وليحفظ لنا الإمامة المقدسة.
- من حكم الامام زين العابدين
ونجد أن الإمام يحاول أن يشبع عند الإنسان احتياجاته كافة فهو يملا العون طعاماً ولا يغيب عن ذهته الشريف أن يملأ الرؤوس وعياً والأفعال أخلاق وكان كل كلامه حكماً وهنا تذكر من حكمه:
الأولى: كان طالما يردد: “عجبت لمن يحتمي من الطعام المضرته ولا يحتمي من الذنب لمعرته”. فالقلب حقاً عار لأن الله لم يسم شيئاً فنياً ما لم يكن به عار وبهذا فإن الونا عار والقتل عار والاعتداء على حقوق الآخرين وحرياتهم عار وهو بهذا الحديث يريد أن يقول: إني أعجب من الناس الذين يتورعون عن طعام خاص لكيلا يؤذي أجسادهم ولا يبتعدون عن الذنب الذي يؤذي أرواحهم وعقولهم وأخلاقهم، وقيمهم وهذه حكمة عالية إذا سمعها الإنسان لا يمكن له إلا أن يمجدها وينحني لها إجلالاً.
الثانية: “إذا قنعت من الله بالرزق القليل قنع الله منك بالعمل القليل”.
الثالثة: “فقد الأحبة غربة”. وحق له ان يعيش غريب في زمانه اذ فقد كوكبة من اهل بيته،الاطهار، نجوم ال عبد المطلب.
فنبارك للامة الاسلامية وليد الخيرتين، الذي ازدان به شعبان.الخير.